![]() |
خذ الكتاب بقوة !!
لقد أمر الله تعالى أنبياءه أن يقوموا بدينهم على مسلكٍ من القوة متين , فلا خور ولا ضعف , ولا تراخي , ولا تهاون , فأمر نبيَّه موسى عليه السلام بقوله : {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} (145) سورة الأعراف , وأمر نبيّه يحيى عليه السلام بقوله : {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} (12) سورة مريم , وأمر أتباع موسى عليه السلام بذلك في أكثر من موضع : { خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (63) سورة البقرة , والأعراف ( 171 ) , { خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ } (93) سورة البقرة . وأمر الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالاستقامة العظيمة على الوجه الأكمل : {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (112) سورة هود وقد أثنى النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه على قوي الإيمان الذي يأخذ دينه بكل عزم وقوة بقوله : " المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف , وفي كلٍّ خير " أذكر هذه النصوص الإلهية المشرقة , وأنا أنظر لحال كثير من شبابنا وفقهم الله تعالى ممن نتوسم فيهم الخير والصلاح يشدون العزم لحج بيت الله الحرام قاصدين فريضة من فرائض الله , ملبين داعين , ولكنهم يتنافسون في أقلهم لبثا في مكة , حيث البحث المضني عن التسهيلات الشرعية في الحج , والرخص المتناثرة هنا أو هناك , وكأن الحج أصبح عند أكثرهم نزهةً حجازية , تتكرر كل موسم , يتبارون أيُّهُم ينهي حجه أولا ليعود إلى داره ظهيرة اليوم الثاني عشر , وهو الذي لم ينزل مكة أصلا إلا قبيل غروب الشمس يوم عرفة , فالجمرات ( تجمع لآخر يوم ) ( والطواف واحد فقط عند آخر يوم ) ( والرمي فجراً في اليوم الثاني عشر ) ( والدفع من مزدلفة منتصف ليلة العيد ) و ( والتحلل بواحد من ثلاثة ) وغيرها مما هو مبثوث تيسيرا على الحجاج في كتب أهل العلم . لستُ أعترض على مثل هذه الأحكام الشرعية , ولكني أنظر بكل أسى لشبابٍ أوتوا القوة والجلَد ليحجوا كل عام , ومع ذلك يتنافسون في تتبع تلك الرخص , والتسهيلات التي وُجِدَ أكثرها للضّعَفَةِ والنساء . ألم تذهب أخي الكريم إلى البيت العتيق لتؤدي نسكاً عظيماً ؟ إذن لماذا تقصر على نفسك باتباع الرخص والتسهيلات , وأنت قوي صحيح ؟ أليس الأجدى بك أخي الشاب أن تأخذ الكتاب بقوة , وأن تلزم السنة ما استطعتَ إلى ذلك سبيلا ؟ أليس الأجدى بك أن تعمر تلك الأماكن الفاضلة بالذكر والدعاء وقراءة القرآن بدل أن تعمرها بالجدل والبحث عن الرخص والسهر الماتع على أضواء مزدلفة ؟ خطرات جاشت في النفس بعد مكالمة من صديق يسأل عن بعض الرخص في الحج . نسأل الله تعالى أن يتقبل من الحجاج حجهم , وأن يحفظهم في مناسكهم . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . |
الله ينفع بعلمك ياأبو سليمان / والله انك اصبت وانا كثيرا اتسأل مع نفسي واتناقش مع بعض الشباب الذين أخذو الرخص عادة وليست للحاجة
فهم يستطيعون بكل يسر تأديةالنسك ثم يتقاعسون بسبب وجود رخصة عجبآ الا يعلمون ان الشيخ المرخص لم يرخص إلى للجاجة والضرورة لذا حقيقة لا ادري ياأبوسليمان هل يجوز لهم بهذه الحالة .. حفظك الله |
بورك فيك اخي وجزاك الله خيرا ** |
اقتباس:
شكرا لك أخي محب الإصلاح على تشريفك . وأما سؤالك هل يجوز لهم تتبع الرخص , فالموضوع مردُّه لأهل العلم الأثبات , ولكن مبلغ علمي في الحج ومسائله فإن الرخص في الحج نوعان : رخص عند الحاجة الماسة كالتوكيل في الرمي , والمبيت خارج مني , والدفع من مزدلفة بعد مغيب القمر ,, وهذه الأمور خاصة للمحتاج إليها إما لضعف في بدنه أو لعدم القدرة على إدراكه , ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها . وهناك من الرخص ما يندرج تحت التيسير في الحج كجواز الرمي قبل الزوال في أيام التشريق , والتحلل بواحد من ثلاثة , وتوسيع وقت رمي جمرة العقبة .. الخ مثل هذه الأمور لا أستطيع القول بأنها لا تجوز إلا عند الضرورة , لأن هناك من العلماء من أجازها في السعة ... وإنما قصدت أن على المسلم ما دام قويا قد أنعم الله عليه بالصحة والشباب والوقت الواسع أن يأخذ من النسك أفضله , امتثالا لقوله تعالى : " واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم " . والله تعالى أعلم . |
اقتباس:
شكرا لك أخي الكريم . |
بآركـ الله فيكـ ونفع بكـ . . |
جزاك الله خير على هذا التفصيل العلمي المفيد ،،،
|
بقيت قليلا للرد لكني مافلحت إلا أن أقول / أيقنت أن الخلاف في بطون كتب أهل العلم قديما كان كثيرا جدا ... ولم نرى التتبع المعوج الموجود في عصرنا ، أنا لا أفتي ولا أعلق على أحكام الحج فحسب ، ولست هنا إلا متعلمة من حرفكم ، لكن أكتفي : الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لايعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبراء لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ... ومانهاية الحديث بأقل من أوله حينما قال النبي الكريم : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد ) وهنا أظنه السر ، لو صلحت القلوب لما رأينا مارأينا . |
جزاك الله خير أخوي ونفع بك ..:)
|
اقتباس:
شكرا لتشريفك أختي الكريمة شهر زاد تعليق مقتضب بمعنى كثير . |
اقتباس:
شكرا أختي راما على الحضور والتشريف . |
اقتباس:
أختي الكريمة غيث ,, أشكرك على الحضور والتعليق ولو أنك أخذت الموضوع إلى مسار آخر لم أكن أبتغيه , ولكني أحترم وجهة نظرك لأني تكلمت عن الأخذ بالرخص والبحث عن التسهيلات من باب الضعف في العبادة , ولم أدخل في نياتهم وسلامة منهجهم , فربما لم يقعوا في الشبهات بقدر ما وقعوا في التساهل في إتمام العبادة على الوجه الأكمل . مع أن لاستدلالك وجها جيدا , وهو أن التساهل في العباده مرده إلى قوة الإيمان في القلب وضعفه . فشكرا لك . |
اقتباس:
شكرا أخي ضاري على تشريفك وإطلالتك . |
نفع الله بكم مقال مؤثر ..
|
الساعة الآن +4: 01:24 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.