![]() |
أَيُهَا المُتَشَائِمُ ... أَرْجُوكَ.. أَكْرِمْنَا بِسُكُوتِكَ ..
أَيُهَا المُتَشَائِمُ ... أَرْجُوكَ.. أَكْرِمْنَا بِسُكُوتِكَ .. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ، أما بعد : في أحلك الظروف و في أشد الأحوال و في أصعب المواقف حين الأزمة التي لا يرجى ورائها نجاة ، و المشكلة التي لا يُبتغى خلفها حل ، عقدة لا تكاد تنفك ، و أبواب الفرج في وجه مبتغيها تصطك .. حيث الهم و الغم .. و الضنك تأمل حال الصحابة في شدتكم و محنتهم ... يقودهم في تلك الشدة سيدهم رسول الله بأبي هو و أمي عليه الصلاة و السلام ..تتكالب عليهم الأمم و تحاصرهم شعوب الأرض في بقعة ضيقة ، و هم يحفرون الخندق بلا ملل أو تشاؤم أو سأم .. يكبر رسول الله أثناء الحفر ليبشرهم بقرب النصر و تحقق الظفر بأكبر أمبروطوريتين في الأرض آنذاك .. فيا الله ما أعظم التفاؤل و ما أشد وقعه في النفس .. و ما أعجب شحذه للهمة .. و ما أقبح نقيضه .. وهو التشاؤم .. لهذا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعجبه الفأل لأنه ينبع من عدة أسباب .. أولها اليقين بالله .. فمتى ما زاد إيمان العبد و قربه و تعلقه بربه كلما كان يقينه بالنصر و التمكين أدعى و أقرب لقلبه .. إنها قاعدة لا تتبدل و لا تحتمل الشذوذ .. ففتش عن يقينك و هل هو بالشكل المطلوب منك .. ثانيا : العمل .. إن القاعدين المتقاعسين المُخذلين هم أشد الناس سوداوية في النظر ، و تشاؤما من الواقع و تخوفا من المستقبل ، تجدهم يتخبطون في دياجير الانهزامية ، و في ظلمات التخذيل .. فتجدهم بين فريقين .. كلاهما شر على الأمة و عبء عليها ... فالفريق الأول : قادهم التشاؤم إلى اليأس فأحدث لديهه شيئا من التعجل في ثمار العمل إذا فرضنا أنهم قد قاموا بعمل ..فأصبحوا يتسرعون في إطلاق الأحكام على الأشخاص أو ربما توصلوا إلى المجتمعات ليعيشوا منعزلين منزوين حول أنفسهم .. قاعدين مخذلين لأمتهم قادهم هذا إلى الغلو و الشدة و الحيدة عن الحق . و التشدد فيه على خلاف منهج الدين القويم . فأسقطوا العلماء و أدرجوهم في عِداد السفهاء . ولم يعلموا انهم هم السفهاء. و أما القسم الآخر فهو نقيضه.. هم المميعون و المنهزمون وجدوا في انهزام الأمة مدخلا لهم للتنازل عن الثوابت التي عدوها بفهمٍ سقيمٍ منهم أنها أكبر عائق يحول بين الأمة و نصرها .. فبدأت قصة التنازلات التي هي أشبه بالمسلسل .. الذي ينتهي عن انسلاخ كامل من الدين .. أو انسلاخ عن أبرز ثوابت هذا الدين .. وهذا أبشع أنواع الظلم ، و التجني على الشريعة الغراء .. التي أنزلها ضابطة للحياة .. متلائمة مع كل العصور .. فكأنهم بتمييعهم .. قللوا من صلاح الشريعة و قدرتها على مسايرة الواقع .. و حجتهم في ذلك (( ضغط الواقع )) .. فلا ولاء ولا براء ... بحجة ضغط الواقع ولا جهاد و لا دفاع عن أراضي المسلمين المقدسة بحجة ضغط الواقع (( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا )) فيا ليتهم أكرمونا بسكوتهم .. و كفوا عنا ألسنتهم و أقلامهم و آرائهم الضالة المضللة ... و ما لصواب إلا في اتباع الحف و السعي الحثيث لإصابته .. وهذا لن يتسني إلا بطلب العلم عند العلماء الصادقين الراسخين أسأل الله بمنه و كرمه أن يحفظهم و أن يرينا بشائر النصر عاجلا غير آجر لكل من راوده اليأس و تسلل على قلبه أقول لك : (( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُوا حتَّى يقولَ الرَّسُولُ والَّذِينَ آمَنُوا معَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلا إنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ)) وروى البخاري عن خَبّابِ بن الأرَتِّ قال: «شَكَونا إِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو مُتَوَسِّدٌ بُردَةً لَهُ في ظِلِّ الكعبةِ ـ قلنا له: ألا تَستنصِرُ لنا، ألا تَدعو اللهَ لنا ؟ قال: كان الرَّجلُ فيمن قبلَكمُ يُحفَرُ له في الأرضِ فيُجعَلُ فيه، فيُجاء بالميشارِ فيوضعُ على رأسهِ فيُشَقُّ باثنتَينِ،. وما يَصُدُّهُ ذلك عن دِينه، ويُمشَطُ بأمشاطِ الحديدِ ما دُونَ لحمهِ من عظمٍ أو عَصَب، وما يَصدُّهُ ذلكَ عن دِينه. والله لَيتمَّنَّ هذا الأمرَ حتى يَسيرَ الراكبُ من صنعاءَ إلى حَضْرَمَوتَ لا يخافُ إِلاّ اللهَ، أوِ الذِّئبَ على غَنمه، ولكنَّكم تَستَعجِلون». [poem=font="Simplified Arabic,5,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] ولرب نازلة يضيق بها الفتى=ذرعا وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها=فرجت وكنت أظنها لا تفرج[/poem] وناد و ردد بأعلى صوتك واصرخ بوجه عدوك متفائلا : [poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] تالله ما الدعوات تهزم بالأذى=أبدا وفي التاريخ بر يميني ضع في يدي القيد ألهب أضلعي=بالسوط ضع عنقي على السكين لن تستطيع حصار فكري ساعة=أو كبح إيماني ورد يقيني فالنور في قلبي وقلبي في يدي=ربي وربي حافظي ومعيني [/poem] و الحمد لله رب العالمين ... ****************************************** أخوكم الصمصامـ ،،، |
رائعة جدا ً كلماتك أخي الكاتب المبدع الصمصام كلماتك هذه زرعت لدي شيء من حب التفائل والتنفس من هواءه النقي ، لأنني أرى النتائج دائما ً ما توضح الفائز من بين المتناقضين ، فالمتشائم دائما ً يحب أن يتكلم وينتقد بلا إصلاح لأنه قطع الطريق بينه وبين التغيير ، أما المتفائل فدائما ً ما يفتح لك نفوذا ً كثيرة في طريق التجديد وتغيير الوضع الذي نعيشه . لك كل الود عزيزي . |
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] لن تستطيع حصار فكري ساعة أو كبـح إيمانـي ورد يقينـي فالنور في قلبي وقلبي في يدي ربي وربي حافظـي ومعينـي [/poem] أي وربي لايستطيعوا ولله أقوام لايخافون في الله لومة لائم الصمصام رعاه الله ووفقه وبارك فيه أليس الجمع بين الخوف والرجاء أسلم .. مارأيك ؟ قيضك الله للحق كل الود |
الصمصام .. لافض فوك .. مقال رائع .. يصلي صدأ القلوب فيجلوا خبثها بإذن الله ....... |
اقتباس:
أخي العمود بارك الله فيك و سعدت بإضافتك و هذه هي النقطة الأهم .. فالعامل مُنتقد متفائل .. و القاعد مُحطمٌ متشائم . |
اقتباس:
لكن يجب ان نعرف ماهو التفاؤل ؟ إن التفاؤل .. إلم يكن مصحوبا بعمل جاد لتغيير الواقع و التأثير في البيئة فهو ضرب من ضروب أحلام اليقظة . و لهذا فرق الرسول صلى الله عليه و سلم . بين (( المتوكل )) و (( المتواكل )) .. فالثاني مذموم .. لأنه يرجوا المستحيل كالذي يرجوا الولد بلا نكاح .. !! و لهذا يقول الله تعالى : (( الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله )) .. تأمل متى رجوا رحمة الله ؟؟ رجوها بعد إيمان و هجرة و جهاد .. إن تجاهل الواقع و الشكلات التي تحيط بنا .. بحجة أن في الأمة خير و بحجة التفاؤل ليس إلا خداع للنفس .. و خور و عجز عن البذل للدين .. و هذه مصيبة .. قد يقع فيها البعض إلا من رحم الله .. أتمنى أن أكون قد ساهمت في حل الإشكال .. لك الشكر و التقدير ياعزيزي .. |
اقتباس:
أسأل الله لي و لك العلم النافع و العمل الصالح شاكرا لك مرورك الكريم ... |
رفع الله قدرك كـاتبنا المتألق الصمصام ونفع الله بك |
اقتباس:
أيها المُتألق .. (( بتاع كله )) ماشاء الله تبارك الله .. |
كلام يكتب من ماء الذهب
|
اقتباس:
أخي الكريم على مروركـ |
الله عليك الله..
كلمات تذيب التشاؤم واليأس في تيارات الأمل والتفاؤل... تسلم ويسلم راسك..الواجب يسمونك بدال الصمصام ...المصمم للكلمات الماسيه مع وسام ذهبي |
همسة غلا أشكرك على حسن ظنكـ و كما قلت نحن بحاجة إلى إذابة التشاؤم من جهة ، و إلى غرس التفاؤل من جهة أخرى ، و قرنه بالعمل و التخطيط و النظر إلى الأمور بنظرة تفاؤلية مشرقة قبل الإقدام عليها و ترك التخوف من الفشل لأنه ليس إلا ضرباً من ضروب التشاؤم .. شكراً على إضافتك الضافية |
التفاؤل يصنع الأعاجيب ، ويرهب الأعداء ، ويعمِل الفِكر . |
الساعة الآن +4: 05:12 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.