ابو محمد |
11-09-2001 08:08 AM |
كل شيء في الغذاء
ما من شيء شغل البشرية كالأكل والغذاء . نواجه هذه الحقيقة بنظرة سريعة على تراثنا الأدبي . وفي هذه الأيام تعتبر كتب الطبخ والغذاء عالمياً أكثر الكتب رواجاً . كان الفراعنة يعتقدون أن القلب هو عضو التفكير . ثم جاء الإغريق والعرب فنقلوا ذلك إلى المخ ، كله هراء . فبالنسبة لي المعدة هي موطن التفكير . لهذا نصحوا المرأة بأن تحسن إطعام زوجها ، فقالوا لها إن أقصر طريق لقلب الرجل هو معدته . وهكذا حرصت أمهاتنا على تعليم بناتهن إجادة الطبخ .
نشأت من ذلك تقاليد كثيرة عند سائر الشعوب . اعتاد مثلاً أهل العروس في العراق أن يبعثوا بفطور إلى العروسين بعد ليلة الدخلة ، يتكون من الكاهي والقيمر والشيرة . الكاهي نوع من رقائق المعجنات ، والقيمر هو القشطة ، والشيرة مستحلب السكر . الفكرة منها تعويض العريس عما استنفده من طاقة في تلك المعركة الضارية . ولكنني أرى شيئاً من المكر وراءها . فهذه في الواقع أكلة ثقيلة عسيرة الهضم ، ولا سيما عنصر القشطة فيها . أعتقد أن أهل العروس يبعثون بها للعريس ليشغلوا معدته بهضمها فتنحل قواه ويتشتت نشاطه وطاقته فيترك ابنتهم في الليلة التالية لتستريح وتستعيد عافيتها .
ويسهل علينا أن نصف كل هذه المعتقدات بأنها مجرد خرافات وأوهام يرفضها العلم الحديث . ولكن العلم الحديث لايقل عن ذلك بشيء في خرافاته . فقبل سنوات كانوا ينصحون الممعودين بأن يتحاشوا الأكل الليفي الخشن ، غيروا رأيهم الآن وراحوا ينصحوننا بأن نركز على أكل ذلك . كانو ينصحوننا بأن نقلل من شرب الشاي ثم قالوا إنه مفيد للقلب . وحتى القهوة حذرونا منها ثم نصحونا بها .
الرأي السليم هو ألا تسمع نصيحة أحد ، استشر معدتك فقط فهي الأدرى بما يضرك وينفعك ، ولم لا؟ فهي عضو التفكير عندنا .
من موقع أمجادنا الإسلامية
أبو محمد
|