يا أئمة العيدين ! لا تخطئوا جليّا
 

تمهيد

تسوية الصفوف وسد خللها في الصلوات مطلب شرعي
قد كثرت الأحاديث الصحيحة فيها كثرة تؤكد عظيم أمرها
وهي في الصلوات الخمس والجمعة واجبة
و جمع من الأئمة رأى أنها سنة
فمن رآها سنة احتج بقوله صلى الله عليه وسلم :
{ سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة }
فتسوية الصفوف بنص هذا الحديث تتمّة للصلاة , لا واجب من واجباتها .
ومدار استنباطهم الاستحباب من الحديث ما أوجزه في شرح الأحكام الصغرى , قال :
" قد يؤخذ منه أنه مستحب غير واجب لأنه لم يذكر أنه من أركانها ولا من واجباتهاوتمام الشيء زائد على وجود حقيقته التي لا يسمى إلا بها في مشهور الاصطلاح وقد يطلق بحسب الوضع على بعض مالا تتم الحقيقة إلا به "

ولعل ذهابهم إلى سنيته كان لظنهم أن وجوبه يجعله من واجبات الصلاة , غافلين عن أنه واجب مستقل عنها وعبادة منفردة .
قد ضنوا أنه لو تُرك عنوة وهو واجب بطلت صلاة تاركه , فاحتجوا على سنيته بأن الحديث يشهد بكون الصلاة صحيحة لا تبطل ولكن التسوية تمام لها فقط .
وهو فهم غريب .
وتردّه أحاديث أخرى فيها الوعيد لمن ترك التسوية .
منها ما في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير أنه عليه الصلاة والسلام رأى رجلا باديا صدره فقال : { لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم }وما في أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أقيموا صفوفكم وحاذوا بين الأعناق وسددوا الخلل ولينوا بأيدي إخوانكم ولا تذروا فرجات للشيطان ومن وصل صفًا وصله الله ومن قطع صفًا قطعه الله }
هذا الوعيد يبطل احتجاج من رأوا سنيتها بحديث { ... فإن تسوية الصف من تمام الصلاة }
فكيف يرِد وعيد من الشارع على ترك أمر مستحب ؟!
ولهذا كان من قواعد الأصول أن ( ما يترتب على تركه وعيد فهو واجب )
والجمع بين وجوبه وبين كونه لا تبطل الصلاة بتركه أنه عبادة منفصلة وواجب مستقل لا من واجبات الصلاة , بل هو للصلاة كالغسل للجمعة على من يرى وجوبه ’ لو ترك لم تبطل الجمعة .

هل فطن الإخوة الكرام إلى سوء حال الصفوف في صلاة العيد ؟
الله تعالى أمرنا بتسوية الصفوف وسدّ الخلل .
فلا نحن سددنا الخلل , ولا سوّينا الصفوف .
فهل لهذا من أسباب ؟
نعم , ومنها :
1- جهل بعضنا بأهمية الأمر - زادهم الله علما -.
2- تهاون البعض على علم بأمر التسوية - هداهم الله - .
3- عدم اهتمام الأئمة بشأن تسوية الصفوف !
وهو بيت القصيد من الموضوع
فكثرة المصلين في الجمع والأعياد , وأكابر مساجد الله كالمسجد الحرام والمسجد النبوي , وكذا عدم وجود ما يشير إلى الصف في مصليات الأعياد , كل هذا يتطلب وقتا أطول لتسوية الصفوف
والملاحظ أن الأئمة في هذه المواسم والمواطن يشرعون مكبرين دونما رعاية لكثرة المصلين وحاجتهم إلى وقت لتسوية صفوفهم وسد خللها

وفي مصليات الأعياد :

ما إن يرى الناس الإمام داخلا حتى يهبّوا ناهضين .
لكن
هل يكفي هذه الجموع أن يقف الإمام عشر ثوان أو ربع دقيقة فيكبّر ؟
صليت خلف الشيخ الدكتور عبد العزيز الشاوي , فما دريت إلا والمصلين يفزون قياما فعرفت قدومه وطفق الناس في التقدم والتراص , لكن
شرع الشيخ بالتكبير من فوره ولم يمهلنا ربع دقيقة !!!
فكنت واصلت التقدم لسد الخلل الواسع ففاتتني ثلاث التكبيرات الأولى !
ولك أن ترى حركات املصلين وفرج الصفوف وإلامام ماض في تكبيراته فتعجب من الحال وتأسى لواجب أو إن قلت سنة مؤكدة لم ترْعَ !
هل ما فعل الشيخ مشروع ؟
لا
فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقف ويوجه وجهه للمصلين يسويهم , وكان يستخدم عصا يشير بها ذات اليمين وذات الشمال .
ومن بعده كان الصحابة على نهجه .
ورد عن الفاروق عمر رضي الله عنه أنه كان إذا دخل المسجد واقيمت الصلاة تأخر بين كل صفين فقال استووا حتى لا يرى خللا ثم يتقدم ويكبر
وورد عنه أنه لا يكبر حتى ينصرف بوجهه للصف الذي يليه فإن رأى رجلا متقدما أو متأخرا ضربه بالدرة .

قال ابن ( رجب ) في مصنفه فتح الباري :
" وقد كان ابن عمر إذا أقيمت الصلاة وقام مقامه
لا يكبر حتى يأتيه الرجل الذي كان وكله بإقامة الصفوف، فيخبره بإقامتها، وأما
إذا لم يكن له حاجة فالأولى المسارعة إلى الدخول في الصلاة عقب الإقامة.
وفي ((تهذيب المدونة)) للبرادعي المالكي: وينتظر الإمام بعد الإقامة قليلاً قدر ما تستوي الصفوف، وليس في سرعة القيام للصلاة بعد الإقامة وقت، وذلك على قدر طاقة الناس. " انتهى

فما بال أئمتنا وفقهم الله يستعجلون التكبير لا يلوون على تسوية الصفوف التي أقل درجاتها أنها سنة مؤكدة .

طرحت الأمر أنا العامي في مجلس فشكا الحضور أمثالي حال أئمتهم كما شكوت , فهي ظاهرة تحتاج من الأئمة سددهم الله مراجعة وعناية .

هذا والله من وراء القصد

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

كل عيد نفس المشكلة ، أول مايدخل الإمام يكبر على طول ، ولا يمدي الواحد يقوم من مكانه ويصف ويساوي الصف إلا والإمام بدأ يقرأ :) .،


شكراً برق1 .،

طرح واقعي . . تشكر عليه أخي . .


وحتى صلاة الجمعة . . بل الصلوات الخمس . . فهناك أئمة حفظهم الله لا يبالون بذلك .


وفق الله الجميع .

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز برق1 وفقه الله

إن من أمن الناس على الناس أنفعهم لهم
كما تفعل الآن رزقك الله العلم النافع والعمل الصالح ونفع الله بكم وبعلمكم وثاقب نظركم

أخي العزيز
الخلاف في المسألة معروف
وجماهير العلماء على القول بالسنية

وإن كان الصحيح خلافه وهو الوجوب كما نصر ذلك الأئمة إبن باز والألباني وإبن عثيمين رحمهم الله
بل إن العلامة الشيخ محمد إبن عثيمين
وضع احتمالية بطلان الصلاة في هذه الحالة إلا أنه قوى الإثم مع عدم البطلان

والآثار عن الصحابة في الاهتمام بهذا الأمر كثيرة
روى الترمذي عن عمر أنه كان يوكل رجالا بإقامة الصفوف فلا يكبر حتى يخبر أن الصفوف قد استوت .

وروي عن علي وعثمان أنهما كانا يتعاهدان ذلك

وكان علي يقول تقدم يا فلان تأخر يا فلان
قال ابن سيد الناس عن سويد بن غفلة قال :
كان بلال يضرب أقدامنا في الصلاة ويسوي مناكبنا

وقبل ذلك فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وقوله


مرد المشكلة في ظني قد يكون نابع من أمرين :

الأول : جهل بعض الأئمة وتهاون البعض الأخر

والمتهاون مع العلم كثير

الثاني : ضغط بعض ضعاف النفوس من المأمومين على الإمام
وهو ما شكا منه غير واحد من الأئمة
سواء في اتباع السنة أو أدنى السنة في القراءة أو الاهتمام بتسوية الصفوف أو غيرها مما هو معلوم مشاهد.


والحل في نظري
-إشاعة المسألة بين الناس قدر المستطاع وبيان أهميتها وخطرها.
-مكاتبة الأئمة وتوعيتهم أو مناصحتهم مشافهة وتوجيههم.
-مخاطبة فرع وزارة الشؤون الإسلامية بذلك.
-طباعة مطوية تبين أهمية ذلك عن طريق مكتب الدعوة

والوسائل كثر

رفع الله قدرك ووضع عنك إصرك وإزرك
إن ولي ذلك والقادر عليه

حبي وتقديري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم الصباخ :
شرفت بأنك أول من عقّب
شاكرا إضافتك القيمة الموجزة التي جاءت من شاهد يشكوا ما شكوت أنا منه .

================
أخي الفاضل أبا فهد بريدة :
ثناؤك أحرجني
وجزيت خيرا
أسأل الله أن ينفع بما نكتب

===========
أساذي جدس البأس
ما كتبت عظيم يحتاج وقفة أطول
أتركه لوقت لي أوسع إن شاء الله تعالى اهتماما به واحتفاءً بما حوى من علم كريم
وجزيت الخير على دررك التي أفادتني .

شكرا لك أخي برق وأنت تتحدث عن الجوامع فكيف لو رأيت المصليات فقد صليت في مسجد العيد الجنوي الذي يصلي فيه الشيخ القرعاوي فرأيت ما يندى له الجبين فقد تداخلت الصفوف واعوجت واختلفت بل قد تقول كل مجموعة في صف
والمسوؤل عن هذا الواجب جهتان
الأول \الامام فهو المسوؤل الأول فلو تقدم بضع دقائق قبل الوقت فكرر وسوى وحث
الثاني \الأوقاف فلو فرشت المصلى بأكمله لكان أحسن وأتم للصفوف وقد يقول قائل ليس عندها مايفرش المصليات والعدد هائل فالجواب
تتسلف من الجوامع والمساجد فهي ذي رحم بينها

للرفع .

طرح مهم أخي برق 1
وتنبيه يجب نشره بين الأئمة .

بارك الله فيك .

سمعت ممن حضر الصلاة مع الشيخ العثيمين رحمه الله انه بعد الاقامة يدخل من بين الصفوف ويضبط ويعدل المصلين ثم يكبر للصلاة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

صدقت .
وعن ضغط بعض المأمومين على أئمتهم , فهذا موضوع يطول , خاصة ضغط كبار السن على إمام من الشباب
هو ضغط متنوّع لا حد له , في تسويته الصفوف وفي قراءته وركوعه وسجوده ووقت صلاته , أما ما كان خارج الصلاة فأكثر , وما ينفّر الأئمة من الإمامة أكثر ما ينفر إلا هؤلاء قليلي الحياء أو العلم .

وإنما حالهم هذا يكون برحمة من الله مع أئمة الصلوات الخمس في مساجد أحيائهم
أما في الجمع وفي العيدين فلا تظهر هذه جليّة !
ومع هذا فالملاحظ عجلة إمام الجمعة بالتكبير قبل مساواة الصفوف , بل وعجلة إئمة العيدين أكثر , وكان الأولى أن الذي يستعجل الإمام الراتب في الصلوات الخمس لقلة الجماعة ولوجود السجاد الذي يضبط اعتدال الصفوف , بينما الجوامع تحتاج الصبر وقتا لكثرة المصلين , ومصليات الأعياد تحتاج وقتا أطول من الجوامع لكثرة المصلين وعدم وجود السجاد في أكثر أرضها .

النقطة الأولى يتركز حملها على الأئمة والوزارة , وعلمي أن كتابا في طور الجمع سيصدر ليكون مرشدا للإمام من غير العلماء , ولعله يتضمن هذا الأمر .
والنقطة الثانية على الوزارة وعلى كل مسلم يعلم المسألة .
والثالثة لعلي أسعى بها إن شاء الله وأنا العامي لكنه الواجب .
والرابعة سأكلّم بها من ( أعرف ) من الإخوة من مكاتب الدعوة عسى أن يتبنى المسألة .

أستاذي :
أسأل الله أن يتقبل دعائك لي وأن يجزيك بمثل وهو واسع الفضل
وجزيت الجنة .

أخي الفاضل المتمكن;770773 :

شكرا لك أخي برق

والشكر موصول لشخصك الكريم

وأنت تتحدث عن الجوامع فكيف لو رأيت المصليات فقد صليت في مسجد العيد الجنوي الذي يصلي فيه الشيخ القرعاوي فرأيت ما يندى له الجبين فقد تداخلت الصفوف واعوجت واختلفت بل قد تقول كل مجموعة في صف

أعلم هذا فكم صلّينا فيها ورأينا العجب
وكأننا لا ندري أن بعض العلماء يرى بطلان صلاة من أخل بالصف
ولا ندي عن كون هذا واجب بنصوص الشرع
أسأل الله أن يهدينا وأئمتنا عن هذا التهاون

والمسوؤل عن هذا الواجب جهتان
الأول \الامام فهو المسوؤل الأول فلو تقدم بضع دقائق قبل الوقت فكرر وسوى وحث

صدقت , وفرق الوقت بين انتظام الصفوف , وبين اعوجاجها وخللها لا يصل وإن طال جدا دقيقتين !

الثاني \الأوقاف فلو فرشت المصلى بأكمله لكان أحسن وأتم للصفوف وقد يقول قائل ليس عندها مايفرش المصليات والعدد هائل فالجواب
تتسلف من الجوامع والمساجد فهي ذي رحم بينها

صدقت أيضا
وزد على هذا أنه لو كانت الأوقاف لا تطيق تكاليف نقل السجاد والإعادة أثناء إجازة رسمية فليتها تفتح الباب للمتطوعين بأن ينقلوها ويفرشوها ثم يعيدوها فالمحتسبون كثير بحمد الله , يفرحون بخمة المصلين .

شاكرا إضافاتك القيّمة وجزيت خيرا .

مشكور برق

أخي الفاضل أبا فهد بريدة :
رفع الله قدرك بين الناس ويوم الحساب وفي الجنات


==============
أستاذي تأبط رأيا :
وفيك بارك
وأسأل الله أن يبلغ الأئمة كل ما فيه صالح المسلم في صلاة الجماعة .
ولعل من طاقتي أن أبذل ما أشرت إليه في التعقيب ( 10 )

.:: سليمان بن مهران ::.