وقفات دافئة .. في أجواء شاتية !!
 

أحببت أن أبدأ مشاركاتي بهذا الموضوع ـ بالرغم من تأخره ـ
وأبدأ بفاتحة خير قبل أن أغرق في النقاشات ووجهات النظر والمواضيع الساخنة والرد عليها !!


فأقول مستعيناً بالله تعالى :

شتاء برده قارس ، يضرب أنحاء بلدنا والجزيرة كلها ..
صاحب ذلك شح في نزول الأمطار وجدب في الأرض ـ مما أضاف برداً على برد ـ

ولكل مسلم ـ مع هذا البرد ـ وقفات ، تمنح القلب دفئاً إيمانياً حين يطيل الوقوف والتأمل ..

1. خلق الله تعالى الخلق وفطر بني آدم على السآمة والملل وحب التغيير ، فامتن سبحانه بتعدد الفصول وتنوعها إشباعاً لهذه الغريزة وطرداً للسآمة والملل .. ونوع ـ تبعاً لذلك ـ ماتنبت الأرض وما تفيض به البحار وما تظل السماء من الحيوان والطير ، ويغير الإنسان في كل فصل من روتينه في الفصل الذي يسبقه : فيبدل ملابسه ، وينوع في وجهات سفره ... !!

2. تحريك لشكر العبد لخالقه ، فحين يطول الشتاء ينتظر دفء الصيف ، وحين يخنقه الحر ينتظر نسمات الربيع !!

3. لكل قوم طباعهم ، وكذلك لكل قوم أجواؤهم ، لكن الله تعالى امتن على ابن آدم فهيأ له التكيف مع الأجواء كلها ، ولكن قد يحصل أن لا يتحمل البشر طبيعة قوم آخرين ..
( ارتفعت درجات الحرارة في فرنسا فلامست الأربعين ، ليموت 50 شخص تقريباً .. )

4. لكل شيء محاسن ومساوئ ، والله تعالى لا يخلق شراً محضاً ، فشتاء بارد قارس يأتي بأمراض البرد ، هو أيضاً مناخ مناسب لأجواء صحية بعيدة عن الأوبئة والعدوى !!

5. نحن قد أنعم الله علينا باللباس الدافئ وأجهزة تطرد البرد ، وبيوت معزولة ، ننام على وثير الفراش ، ومكيفات وأجهزة تبعث الدفء في كل أرجاء المنزل الفاره الواسع ، في حين يلتحف قوم آخرون أديم السماء ويتوسدون الأرض ، يجمد البرد عظامهم ، وينهشم الجوع ، بين الفقر والجوع والبرد يقضون حياتهم ، لا معين ولا كافــل !!
هذا إن سلموا من عدو غاشم وحرب طاحنة ، وفي بلاد القوقاز والبلقان والأفغان حيث يضاف الثلج ليتمم المنظومة !!

6. تذكر حين تلبس غليظ الثياب ، وتلف " الشال " و"الغترة " على رأسك ..
تذكر أن هنالك يوماً سيأتي فتجرد من كل ذا ، وتلف في خرقة بيضاء وتوضع في شق في الأرض ، تعصف الرياح بقبرك وتسكن مقبرة خاوية من مظاهر الحياة !!

7. لم نقوَ على تحمل بردنا هذا ، فكيف بزمهرير جهنم ، حين يتوسل أهل النار إلى ربهم أن ينقذهم من الحر فيبدلهم بالزمهرير ، فيتوسلون مرة أخرى أن يعيدهم إلى الحر والنار !!

______________________________________

" هذا ما التقطته الذاكرة من الوقفات .. ولا غنى لمرء عن إخوانه "

<<أبوريان>>