الحَمدُ للهِ وحدَه ..
باختصارٍ شديد ..
هلاَّ أدركنا التحقيقَ العَمَلِيَّ لقالاتِ السَّلفِ من الصَّحابة والتابعين في هذا الباب ؟!
هلاَّ عَمِلْنا بما علمنا .. وتورَّعنا عمَّا نُزَيِّنَ به أنفسَنا بما يَمْقُتُنا به ربُّنا ؟!
علمنا كثيراً أنَّ نصفَ العلمِ : ( لا أدري ) ..
فهل عملنا بها كثيراً ..؟!
يُخبرني أحدُ من عمل على فتاوي العلاَّمة الإمامِ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - الصَّوتيَّة ، وأنَّ كثيراً من الفتاوي : ( لا أعلم ) !
وسُئلَ عن أحاديثَ كثيرةٍ ؛ فقال : ( لا أعلم ) !

وقبل أسبوعٍ سألَ أحدُ أصحابي طالبَ علمٍ - وأنا جالسٌ بينهما - عن حديثٍ - أنا لأوَّلِ مرَّةٍ أسمعه ؛ لغرابته - ؛ فقال الطَّالبُ المُتمَشيخ : ( لا أستحضره ) !
وكأنَّه حفظه ويعلم مواطنه .. لكنَّه ( لا يستحضره ) فقط ؟
وأنا أجزمُ - لمعرفتي به - أنَّه سمعه لأوَّل مَرَّة !
أفلا قال : ( لا أعلم ) ؛ فهي أقلُّ في الحرف ، وأبعدُ عن السُّقُوطِ في الجرف ؟!

اللهمَّ لا تمقتنا ..
اللهمَّ لا تمقتنا ..
اللهمَّ لا تمقتنا ..

اللهمَّ عرِّفنا قدرَ أنفسنا ، وسهِّل ( الله أعلم ) على ألسنتنا ..

واللهُ أعلم .

الكريمَ / أبوس ..
شرَّفني التعقيبُ منكم ؛ فأنتَ عندي بالمحلِّ المرضيِّ ..
أمَّا قولك :

اقتباس:

لم أتبينْ موضعَ قولِك : ( أنا أسمعه أولَ مرةٍ ) ؛ إذ لا يوجِب عدمُ سماعِك إياه خفاءَه على غيرِك !

فما ذكرتَه صحيحٌ - قطعاً - من حيث اللزوم ..
لكنَّ قصتي حادثةُ عينٍ لا عمومَ لها ، والسِّياقُ واضحٌ في أنني أعرفُ المسؤولَ معرفةً شخصيَّة ؛ فليس هو طالب علمٍ لأوَّل مرَّة أراه ؛ حتى يكونَ صنيعي سوءَ ظنٍّ ..!
أمَّا أن بالنسبة للحديث ؛ فلا يخفاك أن المعتني بالكتب الستَّة ، والمنعم النظر فيها يستغرب المتون المُسافرة من كُتبِ الغرائب المتعدِّدة التي لا تخفى على حصيفٍ مثلك ..
ولستُ مدعياً أنني محدِّثٌ .. ؛ بل طالبُ حديث ..

آملُ أن أكونَ قد أوضحتُ المجمل ..

فيا ذا المَنْطقِ الحَسَن .. أليستِ اللغةُ لغةَ سياقاتٍ تخضعُ المفرداتِ للسياق ؟
هذا ما أردتُّه .. أخي الحفيَّ الأريبَ / أبوس .