بريدة ستي - قردة العصر الحديث . .

بينما أسيرُ فِي أحد الطرقات وحَولي ركبٌ منَ الناس ِ ، إذ بصَدِيق ٍعزيز لمْ أرهُ مذ خروجنا من الجامعةِ ، فتصَافحنا قلباً وقالباً ، يَجتمعان مَرة ويفترقان مَرات ، وشاهدُ الأمر دليلٌ على عيانه ، القردُ الذي هو مناط حديثي فقد كان يُحاذينا ونحنُ راجالان يَهتفُ بنا كنباح الكلاب ونهيق الحمير أشبَهُ بتهافت الفلاسفة ، تذكرّت قوله -عزّ وجل :{ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين} الآية .
ولكن عجبي سارَ مسيرهُ لصاحب القرد ؟ ، ناشدتُّ الصديق أن يلقيَ نظرة ويفسّر ليَ الصورة ! ،لأنّ صورة البيان عجزَ عن فهمها مُلاك الأفهام -ولا فخر ، فقالَ : لا تعجبُ فهذا بديلٌ شرعيٌ عن أصل ٍمحرّم ، يُباح له اقتناؤه ! ، والكلب أصل والقرد هوَ البديل ! ، فضحكتُ إليهِ مشيراً عليهِ بقوله -عزّ شأنه :{فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون}
وتذكرّت قولَ القرطبيّ في تفسيرهِ لقوله تعالى : {في أي صورة ما شاء ركبك} قال القرطبي: فإن شاء في صورة قرد، أو صورة خنزير .
ولعمري إنّ آفة زمَاننا الجنون ، وخابَ ظنّ الظانون بالعَاقلون الظنون الرديئة ، فهل للعقل أن يحمل مالا يطيق ، وليتَ مجنون يَصف لي كيف يُفكر حتى أفقه تفكيرهُ !
وما جَسَد القرد "المقدس" عنـّا ببعيد ، حِين شيّعهُ المئات ، باعتقاد أنهُ جسدٌ لأحد آلهة الهندوس ! ، حتى أنشِئت لجنة لِحمَاية القرود وخصّوها المقدّسة ، لنْ أزيد على حرية المفكرينَ والمثقفين في التعبير في عصر ٍحوى القرود ، فما نقلتُ لكم جديرٌ لوَصفي بالجنون .

أخوكم \ القِمَطرُ : 12