بريدة ستي - oOoOoOفي حضرة شيخ . . صدقت نيته بإذن الله . .OoOoOo

بسم الله الرحمن الرحيم

جموع كثيرة . . وحيٌّ وديع يغصُّ بآلاف السيارات . .

أصوات المنبهات . . هنا وهناك . . تزعج سكان البيوت . . وكل من أمّل في تلك الليلة بنومة مبكرة ! !

أوقفت سيارتي في مكان خمنت أنه قد يكون الأبعد ، فأنا ممن لا يطيق أن يرى طيف زحام !:(

ولو اضطررت أن أسلك الطريق الأبعد بكثير لتفاديه . . فلا مشكلة كبيرة لديّ . .;)

ترجلت أنا ومن معي ، وذهبنا نسابق الناس . .

إلى أين ؟

إلى المسجد . .

من بين ركام السيارات التي وقفت طولاً وعرضاً و . . . وكيفما اتفق ،:i121

استطعنا الوصول إلى المسجد في وقت قياسي !

لكن . . وأنّــا لك بالدخول . . !

كأن المسجد قد طرد من فيه فهم يتفجرون من أبوابه خروجاً . .

هو يلفظهم . . وهم يكرون عليه يدخلون . .

اقتحمت مع من اقتحم . . ولم تطل دقائق الانتظار . .

قام المؤذن مقيماً للصلاة . .

أين نصلي . . وأمواج البشر عن أيماننا وعن شمائلنا ومن بين أيدينا ومن خلفنا . .

ولو شئت لقلت : ومن فوقنا . . !

لكن ( وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ) . .

حتى حنجرة الإمام الذهبية [ كما يصفها عشاقه ] لم تصرف القلب عن شغله الشاغل

في مدافعة الزحام . . واصطياد أكبر عدد من نسمات الهواء .

سلم الإمام . .

المسجد يختنق . . !

و . .

وما هذا . .

كيف يدخل هؤلاء وأنا بالكاد أجد موضع سجودي . . ؟:confused:

أي مكان سيكتشفه هؤلاء ليحشروا فيه أنفسهم ؟ !

لكن . .

لا بلاء بغير فائدة . .

ولعل الفائدة هذه المرة كانت في معرفة عظم جرم من يتخطى رقاب الناس . . !:mad:

لا أكتمكم . . لقد كنت لا أرى فيه كبير أذيّة . .

أما بعد اليوم فلا وألف لا . .

جلس الشيخ على كرسيه ، وطفقت لآلئ الكلم تتزاحم لتخرج من فمه ، من آية إلى حديث

إلى استنباط إلى آية أخرى . . إلى بكاء يقطع أنياط القلوب ، إيمان يملؤ المكان ، والقوم

أطرقوا كأن على رؤوسهم الطير ، نسوا الزحام والاختناق ، وجلسوا يكففون دموعهم ،

ويسألون الكريم من فضله . .

وما توقفت دموع الشيخ حتى أوذن بقرب الأذان ، ليختم حديثه ، وينهي قصة الدموع ،

ويعيد القلوب . . لقصة الزحام . . !:S

لم كل هذا الزحام ؟

هنا السؤال ؟

وهنا السبب الذي يدفعني [ ويدفع أصابعي التي أشبعت لوحة مفاتيحي ضرباً ] إلى كتابة هذا الموضوع .

تأملت هذه الآلاف . .

أصحاب مظاهر الاستقامة . . وآخرون ليسوا كذلك . .

كبار لا ترى في لحاهم سواداً . . وصغار في عقدهم الأول . . وعجائز قد ضرب الدهر

ظهورهن بالمعاول ، فرؤوسهن صارت أقرب إلى الأرض من ظهورهن ، هنا امرأة تحمل

رضيعها ، وأخرى تبحث عن زوجها ، وأخرى تعبر الشوارع عائدة كما جاءت . . !

وبين هؤلاء وهؤلاء . . شباب وكهول يملؤون المكان ، وتهتز جدران المسجد بتكبيرهم

وتهليلهم . .

لماذا ؟

أكلهم لأجل صالح . . ؟

ومن صالح ؟

من أنت يا صالح ليجتمع لك كل هؤلاء . . ومن كل فئات المجتمع . . ؟

كنت مطرقاً . . كانت الجموع تكفكف الدموع ، والشيخ ينثر مما حباه الله من البيان

طيب الكلام وأجمله ، وأنا كنت أردد:

العلْم يَرْفعُ بيتاً لا عِماد لهُ . .

إني إذا تأملت في أسلوب هذا الشيخ ، لم أجد فيه شيئاً مما يحاول البعض قوله:

أنّ الشيخ نجح في تقريب العلم ( وبخاصة التفسير ) للناس عن طريق أسلوبه السهل ،

إنني أتخيل كلامه على لسان غيره ، فأراه كلاماً جافاً لا يطيق أن يسمعه والله عامي متثقف ،

فكيف بعامي بسيط !

لكني والله لما تأملت رأيت أنه ما سبق العالمين بما سبق إلا بصدق نية _ أحسبه والله حسيبه _

وبعبادات خفية داوم عليها قبل التصدر وبعده ، بصفاء السريرة ، ونقاوة القلب من الشوائب ،

وكثرة الاستغفار وسؤال الإعانة ، سبق من سبق . .

فهنيئاً . .

هنيئاً لك بهذه النيّة ، وبارك الله لك بهذا العلم ، وجعلنا وإياك للمتقين إماماً . .

. . هنيئاً يا صالح بن عوّاد المغامسي . .

تلك كانت أحداث ليلة الثلاثاء ، اليوم الاثنين 9/3/1429هـ في مسجد الدخيل

بحي الشهداء بالرياض ، ومحاضرة الدموع بعنوان : [ أعظم نعيم ] . .

لا تفوتونها . .

زوروا موقع البث الإسلامي ، وانخلوه طولاً وعرضاً ، وجزا الله خيراً أخاً تطوع فأتى بها . .

بارك الله فيكم . .

أخوكم / أبـو خـبـيـب . .

.

.