بريدة ستي - أريد أن أعتزل ( بريدة ستي )...... والسبب (ماجد عبدالله)

مرحباً بكم يا سادة يا كرام وسلامٌ من الله عليكم ورحمة منه وبركة
سادتي سيداتي آنساتي

ما عجيبةٌ من العجائب هي أعجب وأغرب من هذه الأموال التي تأتي بعد الرحيل وتقويض الخيام !

في عالم الشعر والأدب لا تأتي الأموال ـ هذا إذا أتت ـ إلا بعد أن يبلغ الكاتب أو الشاعر من العمر عتيّا ، في وقتٍ لا يستطيع فيه أن يفرِّق بين الأوراق النقدية وأوراق إي فور A4 ! قد عمي بصره واحدودب ظهره وتقاربت خطواته ، ولا يرجو من الدنيا غير حسن الختام ..

هذا إذا كان سعيد الحظ ! أما إذا كانت التعاسة له تؤماً فإنه لن يأتيه شيءٌ ولا حتى أوراق A4 ، وستلحق تعاستُه ذريتَه ولن يحصِّلوا من تركته غير حفلة تأبين باجتهاد بعض أصدقاء مورِّثهم في سُرادقٍ تأبى الغِربان أن تضع فيه حفلاتها !

لقد رأيتُ لاعبي الكرة يحصِّلون من الأموال في ليلة واحدةٍ ما لم يحصّلوه في عشرين عاماً من الركض ذهاباً وإيابا ..

قبل قليل شاهدتُ مؤتمراً في اعتزال اللاعب الخلوق ماجد عبدالله ، والذي أشهد له بأني لم أر لاعباً رياضياً مبدعاً في خلقه ، مبدعاً في لعبه كمثله ، ولأني كنتُ لاعباً مخضرماً في الحواري (بين حارتين فقط) فشهادتي تكون من الداخل ، فنحن الفنانون في الكرة يعرف بعضنا بعضاً ! ويفهم أحدُنا صاحبه ! أنا أعترف أن ماجد عبدالله لم يعرف يوماً من دهره لاعباً هو معتدل، يلعب الكرة ويتجاوز الدفاعات بمساعدة جدران الحارة من خلال الباصات معها ! لكنني على يقينٍ أني أعرفه جيداً ، ألا يكفي أن تكون المعرفة من طرفٍ واحد !! عجبي ..

لا زلتُ أحتفظ في ذاكرتي بأهدافٍ رائعة لهذا اللاعب الخلوق ، لا سيما أهدافه في غريمه الهلال ، وبالأخص ذلك الهدف الذي كشف فيه حي الملز بارتقاءٍ باذخٍ ، والذي بكى منه صالح النعيمة إن لم تخني الذاكرة ! وغيرها وغيرها وما كبري الموينع عنا ببعيد ! ناهيك عن التخصص في تسحيب الحراس وإضجاعهم على جُنُوبِهم ، مرة على الجنب الأيسر ومرة على الجنب الأيمن ، حسب المُتيسّر !

أما ضربات الجزاء فلا يكاد يخطيء مرة في أن يضع الحارس في ركنٍ والكرة في الركن الثاني ! ذلك هو ماجد عبدالله السهم الملتهب وجلاد الحراس والجوهرة السمراء ..

لكنه يتميز عن كثيرٍ من اللاعبين بالأخلاق العالية الرفيعة ، بعكس أصحاب الضرب والبصاق على الحكام أجلكم الله !

نحن نفهم الكرة يا سادة جيداً ، لذلك أظن وبسبب الكلام المتقدم على الهلال والنعيمة والموينع سيأتي هلاليٌ متعصب ليقول مندهشاً متغيّضاً "جاميٌ نصراوي"!!! وحينها سأقول له "انتبه .. جاك ماجد" ليكون غباره أسرع منه !!

أين ذهبنا ! إييييييييييييييه من تلك الأيام التي ذهبت بخيرها وشرها ، ولكن الذاكرة تأبى إلا الاحتفاظ بما أعجبها في يومٍ من دهرها ..

أعود للموضوع لأقول :

كُرِّم ماجد عبدالله وكُرِّم غيره قبله بأموالٍ لا أحسدهم عليها ، ولكنها يقيناً صُرفِتْ لغير مستحقِّها ، ما استطاعت ذاكرتي من الحساب في تكريم ماجد هو أنه قد صُرِف له أكثر من ثلاثة مليون ريال سعودي ..

ثلاثة مليون !

يا تُرى كم قد يُعيل هذا المبلغ من العوائل الفقيرة التي لا تجد قوت يومها ؟! يستطيع هذا المبلغ بعد مشيئة الله أن يُعيل خمسمائة عائلة ، كل عائلة تأخذ منه ستة آلاف ريال ، مما قد يكفيها لمدة ثلاثة أشهرٍ لا يسألون الناس إلحافا ..

كم من الأجور يحصِّلها المنفقون لهذه المبالغ لو صرفوها في مستحقها !

ومن خلال السطر الأخير أدخل إلى مسألة مهمة ، ألا وهي أن هؤلاء المنفقين هل أرادوا بإنفاقهم على ماجد وغيره من اللاعبين اللهَ والدارَ الآخرة ؟ أم هو الرياء والسمعة ؟ أو لنقل لا هذا ولا ذاك فتكون الأموال قد ذهبت هدرا ..

إن الربح المضمون هناك في أصحاب الهناقر والصنادق ، من أرامل وأيتام ، وشيوخٍ وعجائز ، وضِعافٍ ومهازيل ، وهناك يجزي الله المتصدقين ويضاعف الحسنات حتى تكون كالجبال ..

أعود إلى عنوان الموضوع فأقول ..

جرياً على الأعراف الرياضية فإنني سأعتزل الكتابة في منتديات بريدة ستي وفي غيرها ، وأريد احتفالاً وتكريماً يليق بي ، وما يليق بي غير مئات الألوف من الريالات ، والهامر واللكزس من السيارات + كرسيداً بكس 88 ..

تنبيه ..

أرفض وبشدة الهدايا العينية لا سيّما إذا جاءت من العم أبومحمد النجدي والعم أبوعمر وقاهر الروس ومن في طبقتهم من الشيوخ ، لأني أعرف أن هداياهم لا تكون إلا مما تلفه الخيام برواقها ، إما دلة وتمرة أو بخور وعود ! أو غترة العطار ..

وأهيب بجميع الإخوة أن تكون الهدايا (كاش) فليس لدينا من الوقت للذهاب والإيداع

في انتظار الهدايا السِّمان ، وعليكم بما خف وزنه من الشيكات وغلا ثمنه

دمتم بخير ورضا واعتزال