![]() |
[ مــحــطـات ]
السلام عليكم إن الهداية المعرفية لاتعني الهداية التطبيقة , فكثيرُ من الناس تجده يقرأ في كتب تطويرالذات , ويستمع إلى الأشرطة التي تدعو إلى تغير النفس, وشحذ الهمم , والتفوق بإطلاق القدرات . إلا أنه لايجد حراكاً في نفسه , ولاتغير في حياته , فكم من أستاذ فاضل يدعو, ويلقي الدروس في كيفية تربية الأبناء , إلا أنك تجده لا يجيد تربية أبناءه , فهذا الأستاذ قد وفق في الهداية المعرفية دون الهداية التطبيقية . أخي الفاضل اختي الفاضلة / إنك إن جمعت بين الهدايتين أعني المعرفية والتطبيقة , فحتماً ستجد تغير في حياتك ومستقبلك , وذلك بعد مشيئة الله وحده . وإن ذلك مما أتمناه لنفسي ولإخواني من الأعضاء , فسنسير عبر تلك القافلة متوقفين عند بعضٍ من المحطات المهمة في حياتنا , متأملين فيها ,ومستفيدين . وإني أرجوا ألا يتعرقل سير تلك القافلة بمطبات النقاش . محبكـــم/ |
اقتباس:
كلام جميل أخوي أبـوريــٌان تحياتي لك |
(1)
المحطة الأولى (1) (العمل القلبي) هي عمل قلبي تجعل صاحبها إماأن يلج في النار , أو أن تجعله يتمتع في بحبوحة الجنان , بل وقد تجعل ثواب العمل الصالح يذهب كالهباء المنثور.إنها النية التلفظ بها بدعة لذلك لايعلم عنها سوى الله عزوجـل , إن كثيراً من الناس لايلقي بالاً لهذه العبادة , ومن المعلوم أنها أصل في كل عمل صالح ولايتم ولايكتمل العمل إلا بهـا , بل وربما حتى أحبطت كبار الأعمال الصالحة , ورفعة صغار العبادات , فهل تعلم حديث الرسول عليه الصلاة والسلام‘‘ في أول من تسعر بهم النار , فالأول كان مجاهداً في سبيل الله , لكن تلك العبادة القلبية جعلته يهوي في جهنم , وأما الثاني فكان لديه أموال أذهبها بالصدقات والبذل للفقراء والمحتاجين,إلا أن نيته جعلته كذلك يهوي في النار , أما الثالث فكان سخّر وقته لحفظ القراءن وتلاوته ولكنه صرف نيته لغيرالله فصار في عداد المعذبين والعياذبالله . إن كثيرُ من الناس قد اعتاد على فعل بعض العبادات , كالصدقة ولوبريال واحد, أو إماطة الأذى , أوإلى غير ذلك من الأعمال الصالحة التي إعتاد عليها , ولكن ينقصه إستحضار النية لله عز وجل , وبأنه تصدق بريال واحد يرجوا ماعندالله من رضوان وأنه أ ماط الأذى يرجوا مغفرة الله , فكلكم يعلم قصة الزانية البغي التي أسقت كلباً فعفرلهـا , بل إن النية تجعل الإنسان يثاب على الأعمال المباحة التي قد لايترتب عليها ثوابا, كشرب الماء مثلاً , أو النوم ,فبعض السلف يحتسب النومة ينامها ,بأنها إعانة لها على طاعة الله وبهذا يثاب , وأن يحتسب الشربة والأكلة يأكلها , يتقوى بها على طاعة الله , فلقد سئل الشيخ / عبدالكريم الخضير _حفظه الله_ هل يثاب الزوج , بنفقته على زوجته , ونفقته على أولاده ؟ فأجاب : إن احتسب الزوج نفقته على زوجته بأنه إعانةً لها على طاعة الله ,فهو سقط عنه الواجب ويزاد بالثواب والأجر وإما إن أنفق علبها من دون أن يحتسب تلك النية . فهو سقط عنه الواجب فقط خــلاصة هذا الموضوع إحتسب أي عمل صالح , وأي فعل مباح بأن ذلك لله وحده , فزيارتك لصديقك , ونفقتك على أولادك ,وخدمتك لأهلك ,إن ابتغيت به وجه الله , فأنت الفائز ولك الأجر والثواب العظيم . أبوريــّان / |
جزيتَ خيرًا عزيزي ..
|
جزاك الله خير
|
رائع , رائع يا أبا ريان
أحسنت في اختيار الموضوع رزقك الله التوفيق والسداد أتمنى أن يكون تسلسل المحطات بشكل يومي ليرتبط أول الموضوع بآخره |
.. عرضك جميل ، و فوائد رائعة ، و ذكرى نافعة للقلوب .. واصل و إني متابع .. |
(2)
المحطة الثانية (2) (حدد أهدافك) إن أعظم مايؤثر في مسيرة الشخص , ويجعله يعيش على الهامش ,فلا يكون للشخص دور ولا نفع , هو أن يعيش متخبطاً , عشوائياً , كل يوم له رأي , وكل يوم له هدف ,جدول حياته مع رياح الظروف أينما مالت ,فتارة تجده في العمل الفلاني , ولحظة تجد له فناً مشتغلٌ فيه , فلاهو حاصل هذا ولاحاصل ذاك , بقي مفلس اليدين . إن التخليط والعشوائية في الحياة , لها سلبيات جمة,فيكفى أنها قضت على مشاريع كثيرة لو نجحت لأستفادة منها الأمـة. وإن التنظيم وتحديد الأهداف , لتجعل المشروع الصغير يبلغ القمة , وتفضي بالعمل القليل إلى الزيادة وتبعده عن آفة النقصان . بل ولو تأملنا هذا الكون , فالشمس تسير بهدف محدد يختلف كثيراً عن هدف النجوم , والنجوم له هدف يختلف عن أهداف الكواكب الأخرى وهذه سنة الله في خلقه . ولو تأملنا في حال الصحابة , وحال التابعين , وقرأنا في سير رجال التاريخ , لوجودنا أن كل إنسان له فنٌ خاص به, وعملٌ محدد. فعبدالله بن عباس عرف عنه تفسير القراءن والفقه , وعمربن الخطاب عرف عنه الخلافة والقضاء بين الناس , واقرأ التاريخ لتعرف ذلك . فالله عزوجل , يعطي كل إنسان فناً يخدم به امته , وأما من يقول أنا لا أعرف شيئاً ولا أجيد شئ , فهذا ليس بصحيح فكل إمرءٍ له موهبة خاصة , تختلف عن أقرانه , فطالب الطب , لا يلزم أن يكون مهندساً , وطالب اللغة العربية , ليس لزاماً أن يكون طيّارا. فيأخي فتش عن نفسك , واصقل مواهبك لتنفع هذه الأمــة , فلا تلزم نفسك بقسمٍ لا ترغبـة , فإن كنت ترغب قسم الشريعة فأدخل قسم الشريعة وستبدع فيه مالا تبدع في غيره ؛ وإن كنت ترغب القسم العلمي فتوكل على والأقسام الأخرى له أصحابها . خــــلاصة هــذا الموضوع إطمح لما هو مفيد ؛ وضع هدفاً تسيرُ عليـه, وتوكل على الله وحده وسوف تجد عناية الله . وتذكر/ ومن يتهــيب صعود الجبال * * * يعش أبد الدهــر بين الحفر محبكــم / أبو ريــّان . |
[ بريدة city ] حياك الله أبومـالك؛ مرورك أبهجني كثيراً . [طـالب طب ] وإيـاك أخي؛ أشكرلك تواجدك هنا . [نــور بريدة ] وإياكم . شكراً لمروركم . [قـرناس] أشكر لك هذا الدعـاء الصادق . وأسـأل الله أن يجازيك بالمثل . [ الـصمـصـام ] أهلاً بأبي عبدالعزيز ؛ متابعتك تبهجني وأسر لذلك . محبكـم / أبـوريــّان . . |
عفا الله عنك موضوع في الصميم ! محطات تستحق الإطراء ! واصل , فالمتابعون كثُر ! :) |
محطاتـــــــــ
تـُلزمك على الوقوف عندها .. شكراً حبيب ألبي أبو ريان |
(3)
المحطة الثالثة (3) (الحمد لله على كل حال) الحمدلله . الجميع يعلم أن المصائب والمحن عندما تأتي فهي ليست إلا لتكفيرٍ خطايا أو رفع درجات ,( أو ان تكون عقوبةً من الله ). ولكن مايفسد ثواب الإبتلاء ويحرم من أجرالمصيبة إنما هو ذلك اللسان , لست أتكلم عن اللسان وحفظه , بل سأتكلم عن ماذا نفعل إن أتى البلاء فالكثيروالكثيرٌمن الناس يغفل عن ذلك . فعندما تأن بأحدهم مصيبة ,أو تنزل به كارثة , يبدأ بالتضجر والضيق ولوم النفس وكذلك لوم الغير . وهذا مارأيت عند كثيرٍ من الناس (إلا من رحم ربي). أحدهم قد إصطدم بسارته , فهل تظن أنه حمد الله على عافيته وعلى هذه المصيبة , لا بل شرع بسب نفسه و شتم الراكب الذي معه بسيارته , وسب ولعن وشتم , بل أطلق تلك العبارة المعروفة وهي ( أنا الغلطان اللي أمر من عند هالشارع) وحتى ربما رجال المرور لم يسلوا من سبابه وشتمه . وكنت أتعجب !!و أتسائل ؟؟ ماذا لو قال هذا الشخص ,الحمد لله على كل حال إن لله وإنا إليه راجعون , اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها ,هل سيضيره شئ لكن هي نزوة شيطان تحاول إفساد معنى الصبر عند المصائب. فالصبروالإسترجاع عند المصيبة , لايكون أجره عظيم إلا بأول وقوعه . ومادعاني أن أنبه على هذه المسألة , هو وقت الإختبارات ووقت خروج النتائج , فالمرء إما أن يكرم أو يهان , فإن كان نتيجته له إكرام فليحمد الله عزوجل ولينسب الفضل لله وحده , وإن كان الإمتحان على غير مايرام ,فكذلك فليحمد الله عزوجل ويسأله أن يعوضه خيرا ولا يتضجر ولايسخط على معلمه ولا على نفسه . نعرف قصة ام مسلمة التي قد توفي عنها زوجها , فجاء إليها رسول الله علية الصلاة والسلام يخبرها بأن تقول (اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها) , وكانت تقول ام سلمة لا يوجد خيرٌ من أبي سلمة ,فلما انقضت عدتها , من الله عليها برسول صلى الله علية وسلم أن يتزوجها ,أرأيتم كيف أخلف الله عليها في مصيبتها . خلاصة الموضوع عندما يحل بك كرب أو بلاء , فاحمد الله واشكره على فضله , ولا تسخط ولا تغضب , فسيخلفك الله خيرا محبكم |
[حبة فستق ] [ الجني العبد] شاكرٌ لكم ومقدر محبكــم / |
موضوع رائع , وإنتقاء أروع .. يقول أحد السلف عند المحطة الثالثة : دام أني سأتكلم فسأجعل كلامي لله ولذكره .. يالله ... ما أروع هذا المنهج وهذا الطريق .. ما أروع هذا المبدأ وهذا المسلك .. ما أروع أن يربي المرء نفسه في أن يكون كله لله .. فحينئذ ... لا شك أن لكل نائبة تحصل له من ورائها فرج وتنفيس .. كل الشكر |
الساعة الآن +4: 01:41 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.