![]() |
ردة فعل البنات من الشعر الغزلي ! !
من يفتش في الشعر العربي يجده مليئًا بالغزل , فكأن المرأة هي ملهمة الشعراء بعد الاستعانة بالجن على حد زعمهم , بل قد تطور هذا الغزل ليدخل في مرحلة حرجة , حيث نحى نحوًا لم يكن العربي يتوقعه , إذ ظهر التغزل بالمذكر , وهو ما يسمى بغزل الغلمان . من المعروف أن الغانية تهوى الرقص على الغناء الغزلي , إذ لا يُطرب في الليالي الحمراء إلا كل شعر غزلي , فكان أن تحدثت المرأة بعشقها على لسان أولئك الشعراء , فقد أجاد عمر بن أبي ربيعة حين ابتدع فن الحوار في الشعر , حيث يكثر في شعره من قوله : قالت لي . . . قلت لها . . . . إن من العجب أن نجد الفتاة تهيم في الشعر الغزلي , فكأنها قائلته , على أن الشاعرات الغزليات قليلات جدًّا , لكن الفتيات إذا سمعن بيتًا غزليًّا رحن يرددنه بحرقة وألم , وليت شعري كيف يظهر هذا الحزن والجزع من شعر شاعر بينما لا يقدرن على أن يصغن بيتًا واحدًا يعبر عن شوقهن وصبابتهن ؟ ! أعتقد أن الحياء في البنات هو من يجبرهن على ألا يقلن شعرًا غزليًّا , فقد اعتادت المرأة أن يبحث الرجل عنها , وأن يناجيها مناجاة القريب الذي يود الاقتران بها , واعتادت كذلك أن يخطبها الرجل وقلما خطبت لنفسها , فهي مطلوبة , وفي قرارة نفسها طالبة لولا العرف والعادة ! كم كان بودي لو أن البنات كنّ يجدن بشعر غزلي , حيث يرحن ناثرات العشق على مسامع الرجال , ويخطبن ودهم , ويبحثن عن رضاهم , فلا ريب عندي أن الحال سينقلب رأسًا على عقب , حيث نجد تمنع الرجال , ونجد صدق مقولة : " يتمنعن وهن الراغبات " . |
حدث وان تغزلت بي احداهن فتمنعت
|
وهل هذا ما يؤلمك في واقعنا المرير الذي نكابد ويلاته ؟
بالأمس كتبت لنا كتابة تسب فيها أهل بريدة وحدة طبائعهم ، واليوم تريد أن تتغزل بك نسائهم ، وبكرى ماذا تريد ؟ هل هذا هو طموحك ؟ وهل هذا ما تصبوا إليه نفسك ؟ تقاسمتوا المواضيع قسمة عادلة فأحدكم يشكك في حلق اللحية وأحدكم يريد أختلاط المرأة بالرجال ، وأحدكم يسب الهيئة . لماذا ؟ أم دولتكم الحبيبة أرادت لكم ذلك ؟ |
الساعة الآن +4: 12:35 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.