إن المراكز الصيفية التي لطالما كانت محضن لأبنائنا وعاشت أحصاناً منيعة من أصحاب الأماكن المشبوهة والمشينة ..
المراكز التي لطالما قضت أوقاتهم بأشياء مفيدة ومعينة لهم للخير .. ها نحن نسمع نعيقاً يطالهم .. ونباحاً يلاحقهم ..
أقحموا المراكز الصيفية .. وافتروا عليها بأنها تحضن من يدعو للإرهاب .. والعنف والتطرف والجريمة .. ولطالما كانت للخير والصلاح باذلة .. وعن الشر والفساد منزهة .

حينما كانت المراكز الصيفية تشرع أبوابها .. بكل حرية مطلقة .. ودون أي مضايقاتٍ همجية من أنفس وعقول فاسقة .. كانت أصابع الجريمة معدودة .. ولكن حينما ضيقوا على هذه المراكز وأصحابها والقائمين عليها .. وحصرُ عددها .. وتقليلها بدعوات باطلة زائفة .. أصبحت معدلات الجريمة لا تعد ولا تحصى .

إن المراكز الصيفية .. تلك التي تصنع المواهب الشابة .. وتنمي أفكارهم وعقولهم .. ديناً و دنيوياً لم تعد علينا إلا بنفعٍ مازال الكثير يقطف ثمارها ..

ولم تكن المراكز الصيفية إلا قلاع وحصون منيعة لأبنائنا وإخواننا .. ومن لا حاجة لهم يشغلون أوقاتهم بها .. فكم من شاب يسهر الليالي على المعاصي والمنكرات .. فالتحق بالمراكز وأصبح غريقاً في جنان الخيرات .. وآخر يتسكع دون هدفٍ ولا مبررات .. فوجد في أحضان المراكز حناناً يبني له مستقبلاً زاهرا ًدون عقبات .

للأسف ليتَ الذين تكلموا وافتروا على هذه المراكز هم من أهلها ويريدون الرقي بها .. وكلامهم بنوهـ على نقدٍ لمزيدٍ من النجاح .. ولكننا وجدنا أن من يُنهك عقله بهذا التفكير .. ويسوق نفسه على الثرثرة و الإفتراء هم أولئك الذين يتسكعون بعيداً عن بلاد الخير بلادهم ..
يسهرون على كأس خمرٍ ومغني وماجنات .. وفي النهار يقضون وقتهم في سبات .. وحينما تمتلئ عقولهم من قمامة الغرب وبطونهم من قاذوراتها جاءوا هنا يقولون :

" المراكز الصيفية أحضاناً للزُّمر الإرهابية !! "

فإن كانت المراكز الصيفية أحضاناً للزمر الإرهابية .. فبذلكـَ يطالون أبناءنا بنعيقهم .. ونحن لن نرضى بذلك .. فسنصمتَ في الأولى وبالأخرى نسحقهم ..

يعلمُ الله أني لم أتربع على أعتابِ هذهـ المراكز إلا مرةً واحدة أيام الصبا .. ولكني وجدتُ على أهلها سِيَمَ الخير والصلاح و الإستقامة .