أبو سليمان الحامد |
11-07-2008 04:29 PM |
الخطأ في مفهوم العبادة
الخطأ في مفهوم العبادة :
خلقنا الله تعالى لعبادته " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " , ونحن نردد صباحا ومساء أننا لا نعبد إلا الله وحده " إياك نعبد " , ولكن ما العبادة التي أمرنا الله بها , وخَلَقَنا من أجلها ؟؟
عرفها ابن تيمية بأنها : اسم جامع لكل ما يحبه الله من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة .
وهذا تعريف شامل لكل شرائع الدين من أركان الإسلام , والمعاملات والأخلاق التي أمر بها الشارع وحث عليها , فهي داخلة في مسمى العبادة .
ولكن ... للأسف أن كثيرا من الناس في هذا الوقت لم يفهموا من العبادة إلا جزءا من معناها العام , أي أنهم جعلوها مقتصرة على الصلاة والصيام والحج .. أي كما هو مفهوم العبادة في اصطلاح الفقهاء , حيث جعلوا الفقه قسمين : فقه العبادات , وفقه المعاملات .
وهذا التقسيم خاص بعلم الفقه , ولسنا متعبدين به , بمعنى أن الشارع الحكيم جعل كل عمل تقوم به , وترجو ثوابه من الله تعالى فهو عبادة " وفي بُضْع أحدكم صدقة " " إماطة الأذى عن الطريق صدقة " وغيرها من النصوص .
هذا الخلط جعل كثيرًا من الناس يركز على العبادة بمفهومها الخاص وينسى العبادة بالمفهوم العام , فتراه كثير الصلاة , يقوم الليل , ويصوم التطوع , ويحج كل عام , يبكر للمسجد , يقرأ القرآن , لكن مع هذا تجده : سيء الخلق , بخيلاً , ضيق العطن , يؤذي الناس في سيارته , سريع الغضب , لا يهتم بصلة رحم , بذيء اللسان , يغلق الطريق على المارة من أجل حضور جنازة , يتخطى رقاب الناس ويؤذيهم من أجل أن يصل للصف الأول , فيدرك فضيلة الصف الأول ويتناسى أنه أثم بالتخطي وإيذاء عباد الله ,, وغيرها كثير .
أليست مثل هذه التصرفات نجدها عند من يكثرون من العبادة , لماذا ؟؟؟ أعتقد أنه الازدواجية في الإيمان , والخلط في مفهوم العبادة , ولو فهموها حق فهمها لأخذوا الكتاب بقوة وآمنوا بالكتاب كله .
|