بلاد شقّت دربها على نور الشريعة الإسلامية .. وتطبيقاً للسنة المحمدية .. بلاد الرسالة ومنبع العقيدة .. بلاد بين أحضانها قبلة المسلمين .. ومسجد خاتم الأنبياء والمرسلين ..

بلاد الحرمين التي شرفنا الله بها .. وبقيت عاصمة تُرفرف راية التوحيد في سمائها .. لهي آمال المسلمين في جميع أنحاء العالم ومحط أنظارهم .. بلاد مهما لاقت من الحاقدين عليها .. تبقى بلادٌ سمت متدرعة بكتاب الله وسنة نبيه .. قامت على أسس وأحكام بنتها الشريعة الإسلامية ..

لاقت وتُلاقي بلاد الحرمين من الغرباء والداخلين عليها وممن خانوها من أهلها أصواتاً إنهزامية منحلة مَسوقة بأفكار غربية .. فهي بأقوالهم بلاد متخلفة .. بلاد متحجرة ... وبلاد معقدة .. كونها بلادٌ تُقيم أحكامها على كتاب الله وسنة نبيه .. يُريدون السكر والنكر والتبرج والسفور .. يُريدون الإباحية والفسق والفجور .. يُريدون أن تُقدم الشهوات على العقول ..
لُكي تُصبح بلاد الحرمين متقدمة بأنظارهم .. عليها أن تمسح مُصطلح ما يُسمى [ منكرات ] .. فالدول المتقدمة لا منكر يُطلق عليه في أرضها .. كل ما عليهم هو إرضاء شهواتهم وأنفسهم كأن لا رب لهم .. ولا عَجب { إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا } .الآية .

وإنا وجدنا بيننا من يُحاولوا أن يمسكوا بزمام بلادنا .. ويأخذوها إلى ما يُرضي غيرهم دون الرجوع إلى ربهم { أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } الآية .

بدأت بلاد الحرمين تُكفكُف دموعها على إختلاطٍ تفاخروا به .. سينحرون الفضيلة على مسرحها .. بدعوى التقدم والركب في مركب الدول الساقطة التي لا دين يحكمهم ..
ثم أدخلو المنكرات وقرعوا الطبول وتراقصوا على المزامير تحت مُسمى المهرجانات السياحية الترويحة ..

إن استحلال الحرام لأمر أسقط أمم .. واستباحته لا يعني الإقرار بذلكـ .. فالمكابرة والمعاندة والإصرار على فعل الحرام هو استحلال للحرام .. فكم من أمة سقطت بسبب ذلكـ ، وتوعد الله من لم يُحرم الحرام فقال سبحانه : { قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } الآية .
غيّروا المسميات .. ليستبيحوا المحرمّات .. فالحفلات الغنائية أصبحت أوبريتٌ وطنية .. وقرع الطبول أصبحت تركات إيقاعية .. ولا علموا أن من بين مبادئ التحريم الشرعية ما يُسمى بـ [ التحايل على الحرام حرام ] .

إن كان تقدم بلاد الحرمين لن يأتي إلا بهذا فلا تقدم نُريدهـ .. وإن كان هذا استجابة لنقد هيئاتٍ دخيلة على بلادنا .. فبلادنا شرعت أبوابها ولا مكان لهم بيننا ..

إن بكاء بلاد الحرمين .. لم يكن إلا بُكاء على أفعال بأرض محمد لا والله يرضاها صاحبُ عقلٍ ودين ..
وإننا وإن غضبنا لا نغضبُ لأنفسنا بل نغضبُ لما يُغضب الله ورسوله .. وتبقى هذهـ الدولة سامية بتعاليم الشريعة الإسلامية المطهرة ..

ajmn:


يعلم الله أنني كلما مررتُ من جانبِ ملتقى الربوة اجتاحني استبشاراً عظيماً لهذهـ الأمة .. ولكني أرجع حينما أسمع أن مهرجان تلكـَ المدينة أدخلوا عليها ولأول مرة في تاريخها قرع الطبول ..


أحدٌ من هنا يبني وآخر من هناكـَ يهدم .. إذاً فلنرى ما جناهـ ملتقى الربوة على أهله .. لم يجلب لهم إلا أن سرق وشغف قلوبهم له .. لأنه مُلتقى لا يقوم على مخالفاتٍ دينية .. وربُّ الأسرة هناكـَ يضع أهل وقد ملأت قلبه الراحة والطمأنينة .

أمّا المهرجانات الأخرى .. فرب الأسرة يترك مشاغله خوفاً مما يسمع ويرى في مهرجان مدينته .. فهو بين نارين إمّا أن يحرم أبنائه الإستمتاع بمهرجان مدينتهم .. أو يتركـَ مشاغله ويصطحبهم معه .


والله وتالله وبالله لو حذت المهرجانات حذو ملتقى الربوة لما حُرم أحدٌ وجلس بين أسوار بيته .. ففي المهرجانات إن كان الحاضرون ألفاً ففي البيوت آلاف فضلوا الجلوس في بيتهم على مهرجانٍ علموا أنهم لن يسلموا من شرٍّ سائد فيه .


شكراً لكـَ أيها الحبيب