![]() |
إِرْشَادُ المُرَبِينَ إِلى أهَمِيَّةِ إِعْدَادِ الصَّفِّ الثَاني مِنَ القِيَادَاتِ ..
بسم الله الرحمن الرحيم لا يختلف عاقلان في أهمية العمل التربوي و أثره على المجتمع على المدى البعيد ، لأنه تربية لجيل ، و إعداد عقول و بناء رجال ، فالمحاضن التربوية هي مصانع الرجال ، و اليوم نرى إقبالاً كبيراً ووعيا على هذه المحاضن بكافة أنواعها ، و الناس في هذا على مشارب و مقاصد .. فمنهم من يقصد التفرغ لأعمال أخرى ، و إيجاد بيئة لولده أو من تحت يده أكثر متعة من البيئة المنزلية التي قد لا يكون للأب السيطرة الكاملة فيها ، و منهم من يقصد اكتشاف ما لولده من طاقات و مزايا يمكن من خلالها أن يكون مؤثراً في المستقبل ، و منهم من يقصد النهوض العلمي بهذا الابن ليكون له شأن في المستقبل ، و منهم من لا هدف لديه إلا أنه رأى أن المحاضن التربوية فيها من الترفيه و المتعة البريئة ماليس في الأماكن الأخرى .. و من أجل هذا كانت هذه المحاضن بأنواعها محل ثقة عند كافة شرائح المجتمع إلا قليلاً من المغرضين و الناقمين المتفلتين ، و أصبح كل حيٍّ سكنيٍّ لا يستغني عن هذه الدور ، و بناء على ذلك وجد نقص في عدد العاملين التربويين ، بحكم كثرة الطلب عليهم لم يستطيعوا سد الحاجة و الوقوف على هذه الأعداد الهائلة .. و جاء أخوة لنا يمارسون هذه المهن التربوية ( الحساسة ) مع معاناتهم من شيء من الخلل في المنهج و الفكرة و الكفاءة و الخبرة في هذا العمل الحساس ، فمنهم من شمر و نافح و تعلم و اكتسب الخبرة و تحصل على ما يؤهله للاستمرار ، و منهم من رضي بحاله ، و اختار الجهل المركب مرتكبا أخطاء فادحه أضرت به و بمن هم تحت إمرته . و من هذا الواقع التربوي المتنوع في هذا الوقت الذي ظهرت فيه الملهيات بشكل ملحوظ و في متناول الجميع أصبح كثير من التربويين يركز على الحد الأدنى في التكوين الشخصي لدى النشء ، و يقوده للسلامة من البيئات الأخرى دون محاولة الزيادة على ذلك بإعداده للقيادة مستقبلاً ، و لكني أرى أن الزيادة على ذلك مهمة للغاية ، فنحن من خلال معاشرتنا القريبة لهؤلاء الطلاب نستطيع الاطلاع على اهتماماتهم و اكتشاف موارد الخلل عندهم و اكتشاف مهاراتهم و قدراتهم ، و هذا هو الدور المهم للتربوي الناجح حيث يسعى لصناعة رجل يكون بعد بضع سنوات منتجاً في مجاله ، قائداً في فنه ، مع إعطائه أكبر قدر ممكن من الإرشادات التربوية التي تكسبه الخبرة و المهارة في صياغة التربية عملياً ، و صناعة الأجيال من بعده ، حتى إذا حبس التربوي حابسٌ حال بينه و بين ممارسة عمله إذا به يجد من يسد ثغرته و يقوم مقامه . إضافة إلى الشح الذي يسيطر على دور التربية و محاضنها ، و هذا الشح أحدث شرخاً نتج عنه استقطاب أناس غير مؤهلين لبناء الأفراد ، و بهذا نرى أن إعداد الصف الثاني من القيادات من الأهمية بمكان ، و جدير بالمربي أن يضع هذا الأمر نصب عينيه . ألم تر أن نبي الله صلى الله عليه و سلم خلّف الخليفة الصديق ، و كان يؤمّر بعض الشباب على السرايا ، و يُقيم أسامة قائداً على جيش فيه أكابر الصحابة ، فلنكن على خطى المربي الأول للبشرية كلها عليه الصلاة و السلام في الاهتمام بإعداد الصف الثاني من القيادات . شكراً لكم |
اقتباس:
نعم .. فنحن محتاجون للسير في خطى الرسول عليه الصلاة والسلام اقتداء به وزرعا لثقة افتقدت من شبابنا اليوم ليصبحوا شبابا وقادة في نفس الوقت ؛؛ أشكرك أبا عبدالعزيز على الطرح الأكثر من رائـــع ،، |
بارك الله فيك وجزاك الله خير يا مشرفنا القدير على موضوعك المميز . |
يالله يالله .. وش هالدرر يأبو عزيز ..
الله يثيبك ياحبيب قلبي .. الله يثيبك .. اقتباس:
|
صلى الله وسلم على خير مُرَبٍّ عرفته البشرية ..
شكرًا أبا عبد العزيز .. |
,
واقع ملموس , لكن ألا ترى أن إعداد الصف الثاني قد بات مخيب للأمال مع ضهور هذه الملهيـات .. فتجد الأب يبني والشارع يهدم أو مدرس الحلقة يبني والبيت يهدم .. برآيك ماطريقة التعامل مع هذه الفئه ؟ أشكرك على الموضوع المميز .. وكم نحن بحاجه إلى المواضيع التربوية .. محبك ,, |
,, اقتباس:
بارك الله فيك أبا عبدالعزيز ,, |
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك..
|
بارك الله فيك |
أبــــوعمــــر / شكراً على مبادرتك و حجزك بطريقة نظامية :) و لتعلم أيها الكريم أن في السيرة ما يُغني عن الاطلاع على الموروثات الأخرى لمن رام التربية لكن ليس عليه إلا أن يكون فطنا لأسرار التعامل و خبايا التربية في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة و السلام .. تحية ود .. |
الله يجزاك خير ويجعل ماكتبت في ميزان حسناتك
أتوقع أنه من المهم أيضاً العناية الفائقة في اختيار المربين فليس المكث الطويل في ميدان التربية ( لوحده ) معول للقيادة فبعض الخلل يأتي لسوء تدبير المربي وافتقاده للحكمة والمربي الحق هو : الذي يكون كما كان النبي عليه الصلاة والسلام . موضوع جميل جداً جداً , ياحبيلك يا أبو عبدالعزيز ... |
موضوع مهم و الأمة بحاجة إليه و إلى طرحه . وفي المقابل أخي أبناءنا يعيشون جل أوقات أعمارهم في المدارس والتي مع الأسف الشديد لا تركز على أختيار المربي الجيد لهذه المهمة الكبيرة بقدر ما تركز على تغطية الأحتياج الوظيفي والذي تدخل فيه الواسطة فيدخل في مجال التربية من ليس له أهلاً ولا مرحباً ولا سهلا فيعيش أبناءنا بين معاول هدامة تهدم ولا تبني . والنتيجة .... لك مني كل التحايا والهدايا كلها : فإن نقصت فأنقص مني فإتمامها . ( تجربة شعرية ) تقبل مروري . |
مقال رائع وممتع ..
وللأسف الآن نعاني من نقص شديد في اعداد المربين المؤهلين في دور حلقات تحفيظ القرآن والمكتبات .. وللأسف كان علاج هذا النقص عند كثير من الدور هو سد الفراغ بمشرفين لا أهلية لهم بقيادة وتربية النشء فوجدت مشاكل لم نكن نسمع بها حين كان المربون رجال متزوجون وأكفاء .. بما أني قريب من تلك الدور ( ومتضرر من أحد تلكم الاخطاء أشد الضرر ) فأود أن اسألك .. برأيك مالعلاج لنقص المربين ( الاكفاء ) .. وهبّ أنّي أشرفت على فئة من الناشئة مع علمي بأن الجهد الذي سأبذله لن يخرج بكبير نفع ( وذلك بدراسة سلوك النشء الذي بيني يدي ومامدى تغيّر سلوكهم واخلاقهم خلال إشرافي عليهم واستقراء المستقبل عبر المعطيات التي لديّ ) .. هل أستمر أم أتفرغ لعمل تطوعي آخر ؟ |
.
اقتباس:
أشكرك بعنف . |
الساعة الآن +4: 12:41 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.