![]() |
الفردوس المفقود ( سلسلة حلقات ) الحلقة الثامنة عشر : محاكم التفتيش
الحلقة الثامنة عشر مَحَاكِمُ التَّفتِيشِ مَحَاكِمُ التّفْتِيشِ هِيَ : هَيْئَاتٌ أَنْشَأَتْهَا الكَنِيسَةُ الرُّومَانِيّةُ الكَاثُولِيكِيّةُ لِلْقَبْضِ عَلَى مَنْ سَمَّوْهُم الْمُهَرْطَقِينَ وَالْمَارِقِينَ يَعْنِي : (الأَشْخَاصَ المعَارِضِينَ لِتَعَالِيمِ الكَنِيسَةِ ) وَمُحَاكَمَتُهُم . أُقِيمَتْ محَاكِمُ التَّفْتِيشِ في كِثِيرٍ مِن أَجْزَاءِ أُورُبَّا ، وَلكِنَّ محْكَمةَ التَّفْتِيشِ الأَسْبَانِيّةَ هِيَ الأَكْثَرُ شُهْرَةً . وَأَشْهَرُها تَلكَ المحَاكِمُ التي أَقَامَهَا فِرْدِينَانْد الخَامِسُ وَزَوْجَتُهُ إِيزَابِيلِلا لِلتَّجَسُّسِ عَلَى أَهْلِ الأَنْدَلُسِ الذِينَ فَرَضَتْ عَلَيهِم النَّصْرَانِيَّةَ ، وَقَدْ نَكَّلَتْ بِالمسْلمِينَ بِوَحْشِيَّةٍ . وَفي عَام ( 1231 ) م ، أَنْشَأَ البَابَا جِرِيجُورِي التَّاسِعُ محْكَمَةً خَاصَّةً لِلتَّحْقيقِ مَع المتَّهَمِين ، وَإِجْبَارِ الْمَارِقِينَ عَلَى تَغْيِيرِ مُعْتَقَدَاتِهِم . وَفي عَام ( 1542 ) م ، تَوَلَّتْ لِجْنَةُ الكَرَادِلَةِ التَّابِعةِ لِلْمكْتبِ البَابَوِيِّ عَمَلِيَّةَ التَّحْقِيقِ . وَعَمِلَ رُهْبَانٌ مِن الدُّومِينِيكَانِ والفَرَنْسِيسْكَانِ قُضَاةً في تِلكَ الْهَيئَاتِ . كَثُرَتْ مَحَاكِمُ التَّفْتِيشِ في فَرَنْسَا ، وَأَلْمَانِيَا ، وَإِيطَالِيَا ، وَأَسْبَانِيَا . وَنَظَراً لأَنَّ المُحَقِّقِينَ يَقُومُونَ بَأَعْمَالِهِم سِرّاً فَكَثِيراً مَا أَسَاؤُوا اسْتِخْدَامَ سُلُطَاتِهِم ، وَعُذِّبَ بَعْضُ المتَّهَمِينَ ، وَحُكِمَ عَلَى المَارِقِينَ الذِينَ رَفَضُوا تَغْيِيرَ مُعْتَقَدَاتِهِم بِالموْتِ حَرْقاً ، وَفي القَرْنِ السّادِسِ عَشَر المِيلادِيّ حَوَّلَ قَادَةُ الكَاثُولِيكِ نَشَاطَ محَاكِمِ التَّفْتِيشِ لأَنْصَارِ المذْهَبِ البُرُوتِسْتَانْتِي . يَدِينُ أَتْبَاعُ الكَاثُولِيكِيَّةِ حَالِيَّا محَاكِمَ التَّفْتِيشِ ؛ لأَنَّهَا انْتَهَكَتْ قَوَاعِدَ العَدَالَةِ الحَدِيثَةِ ، وَلكِنْ لَمْ يَنْتَقِدْ إِلا عَدَدٌ قَلِيلٌ مِن النَّاسِ أَسَالِيبَ محَاكِمَ التَّفْتِيشِ أَثْنَاءَ فَتْرةِ القُرُونِ الوُسْطَى . وَصَارَتْ مُهِمَّةُ محاكمِ التّفْتِيشِ في الأَنْدَلُسِ خَاصَّةً الكَشْفُ عن الإنسانِ المسلمِ ، وكان الحرْقُ والقَتْلُ والسِّجْنُ والطَّرْدُ وسيلةَ تلكَ المحاكمِ وقَانُونَها ، وكان يَكْفِي لإِدَانةِ أيِّ إِنْسانٍ إذا شَهِدَ عليه واشٍ وَاحدٌ فَقَط ، وقَدْ بَلَغَتْ حصِيلةُ القَتْلى في تلك المحاكمِ ما يُقَارِب الثلاثةِ مَلايينَ نسمةً ، وقد استمرّ تَعَقُّب المسلمين في الأندلس عَشَراتِ السّنين بعد سُقوطِ غُرْناطَة حتى قُضِيَ على المسلمين تماماً . انظر الموسوعة العربية العالمية ( 22 / 318 ) في الحلقة القادمة والأخيرة إن شاء الله قصيدة رثاء الأندلس كاملة لأبي البقاء الرندي رحمة الله عليه |
كتب الله أجرك ونفع بك ..
وأحسن اليك .. حينما شكلت الحروف .. |
هل نشر الموضوع في مواقع أخرى مثل لجينيات إن كان نعم فأتمنى أن أحصل على السلسلة كاملة وشكرا
|
الساعة الآن +4: 06:54 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.