.



يُذكر أن إبليس اللعين قاءَ في يومٍ على عرشه العظيم ! فزكم الأنوفَ قيئُه ، وأوردَ مَن حوله عذاب الجحيم ، ثمّ إن الحاشية الإبليسيّة أرادت زوالَ هذا النتن عن بلاط الملكيّة ، فأرسلتْ في المدائن تستنصرُ الناسَ " ألا هبوا فقيء الشيخ مقرف ! "

قال الراوي : فأقبل من أقصى الأرض مسوخٌ عليهم سيما الأعراب ، فما زالوا يكرعون حتّى لم يُبقوا منه شيئًا !
قال : ثم انطلقوا يجوبون الأرض ، قد اعتلج في أجوافهم ما التقموه ، فضاقتْ أجوافهم به ، فما زلوا يُخرجون على الناس من أدبارهم وأفواههم منه الشيء تلو الشيء حتّى عمّ البلاء بهم ، واستغاث الناس قانِتِين لدفعهم .

قال الراوي : حتّى إنّ فريقًا منهم أغروا أناسًا بقيْءِ إبليس ، فأُحضرتْ لهم صِحاف الفضّة يقيئون فيها ، وفُرشَت لهم النمارق ، وحُلّيت أعناقهم بـ ( الدالات *) ، وهيئت لقَيْئهم أعمدةُ الصحف والمجلات والمنتديات .

ثم إنهم لمّا كثر أتباعُهم ، وعمّ البلادَ خبرهُم ، كَرِهُوا أن يَظهرَ الناسُ على عورتِهِم ، فادّهنوا ونتفوا شعر وجوههم ، وأدبارهم ؛ فصاروا كالمومسات ، وجعلوا هذا الرسم نافذا فيهم أصلاً لهم .

فإن رأيتَ منهم في رمضان أحدا ، فلا تظنّن بربّك السوء ؛ فإنما اعتلفوا القيء قبل تصفيده .


فهؤلاء هم أبناءُ إبليس من القيء !




أبو العباس

-----------------------
* الدالات = جمعُ ( د/ ) .