بريدة ستي - ابن بخيت و ثور المعصرة لا يزال يدور ..!!

ابن بخيت و ثور المعصرة لا يزال يدور ..!!

للوهلة الأولى تذكرت ( ثور المعصرة ) الذي أشار إليه ( البخيت ) سابقا ، وأنا أقرأ مقاله المنشور في 15/9/1429 هـ.. فالكاتب يعيد تشغيل نفس الإسطوانة .. ويكرر نفسه ، فلا يخلو مقال - خاصة الأخير منها - عن حديث عن العالم الغربي مفعم بالإعجاب .. إعجاب لا يقف عند المنجز الحضاري بوجهه ( المادي ) بل يتعداه إلى إعجاب - بطعم العشق - لكل معطيات الحضارة الغربية ونظمها الاجتماعية .. فعينُ الكاتب الراضية عن هذا العالم كليلة ٌ عن بيان مثالبها ومساوئها .. والتي أول من يشتكي منها هم أولئك الذين اكتووا بحرقة خوائها من أبنائها .. فضلا عن عالم سُحق بالمنتج العسكري لهذه الحضارة ، بمباركة من وجهها القيمي ومبادئها التي ترتكز على الـ ( أنا ) أمَّا ما سوى هذه الـ (أنا) فلا يعدو أن يكون مسخرًا لخدمة السيد النبيل
نقل الكاتب في مقاله صورًا إيجابية عن المرأة في الغرب - من وجهة نظره - .. وكالعادة أحاط هذه الصورة بإطار من التضخيم والتفخيم .. وكأنَّ كل نساء الغرب يعشن تلك السعادة التي تعيشها ملكات تلك البيوت الفخمة من فئة الخمسة ملايين - التي أشار إليها الكاتب - .. وتناسى الكاتب الملايين من نساء يعشن هناك لا خادمات .. بل رقيقات للسيد الرجل .. يعشن ؛ لا لينلن أجر طاعة أزواجهن وأجر تربية أبنائهن .. لكنهن يعشن ؛ ليشبعن رغبات ومتع وحوش ضارية جائعة .. وعبر امتهان مذل مخز لكل القيم الإنسانية .. وهاهي الأرقام تكشف واقعا مرًّا مأساويا تدفع المرأة الغربية القسط الأكبر من ضريبته : وإليكم بعض الحقائق المرة عن هذا المجتمع الذي يحاول الكاتب وأمثاله مكيجته :
1- تتعرض أكثر من نصف مليون امرأة للاغتصاب في العام الواحد ، هذا في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ، والعدد في ازدياد .
2-أما في كندا - المفتون بها البخيت - فالمغتصبات المسجلات رسميا في عام واحد بلغ عددهن ( 20530 ) امرأة ، ناهيك عن عشرات الآلاف من الحالات التي لم تـُسجل ؛ ولذا فقد بلغ عدد مراكز مساعدة المغتصبات في كندا أكثر من ( 150 ) مركزًا !!!
3- يُقتل كل يوم عشر نساء من قبل الزوج أو الصديق , من هذه الحالات (75%) يتم القتل بعد أن تترك المرأة صديقها , فينتقم منها بالقتل . ويفقد الكثير منهن حياتهن بسبب طلبها الطلاق ، أو بسبب خلافات على أمور مادية تافهة ..!!
4- في الولايات المتحدة فقط ( 1400 ) ملجأ للنساء المضروبات , أو الهاربات من أزواجهن , وهن اللاتي لا يجدن ملجأ عند أهل أو أقارب . أما في كندا فعدد هذه الملاجئ يربو على( 400 ) ملجأ ..
هذه بعض الاحصاءات الرسمية عن شيء مما تتعرض له المرأة هناك .. وغير بعيد عنا ، أشارت إحصاءات رسمية مصرية إلى أن ( 55 ) امرأة تتعرض للاغتصاب يوميا في مصر !!!
أمَّا هنا فيظل ( ثور المعصرة ) ينادي برفع قيود الاختلاط المحرم شرعا ، وأن تنزع المرأة حجابها ، بحجة إعاقته للتنمية ، ويطالب بإلغاء القوامة الشرعية ؛ متذرعا بتحريرها ، وبقيادتها للسيارة متى وأنى وكيف شاءت .. !!
الجانب المضيء : نعم المرأة ( درة مكنونة ) .. درة ؛ لأنها العفاف والطهر .. درة ؛ لأنها الحنان والعطف .. درة ؛ لأنها صانعة الأجيال .. مكنونة ؛ بشرع الله المطهر .. مكنونة ؛ بسنة نبيه المصطفى ..
الجانب المظلم : لا يمكن لأحد أن يزعم أننا مجتمعٌ مثاليٌّ خال ٍمن الزوايا المعتمة ، ففي مجتمعنا مظلومات .. وفيه مأسورات بأسر عادات جائرة .. وفيه متسلطون قساة لا يعدون المرأة إلا مصدر دخل إضافي .. وفيه جهلة أجلاف .. المرأة في ثقافتهم كائن ممتهن لا قيمة له ..
نعم . ذلك موجود في مجتمعنا ، لكن الحل – أبدا – ومحال أن يأتي من هناك .. من حضارات زائفة مزورة ، بل منبع الحل هنا .. في هذا الدين العظيم الذي لم ولن يرفع من شأن المرأة مثله .. ولم ولن يمنح المرأة حقوقها كما منحها ..