![]() |
درء المفاسد عنّي مقدّم على جلب المصالح للنّاس
هذه قاعدة نُسبت إلى الإسلام زوراً وبهتاناً ، ذهب فيها النّاس يميناً وشمالاً. وأصل تلك القاعدة صحيحة ولكن أُريد بها التعوّذ من تبِعات نهج الحقّ ، فأهل الأهواء يُبدون حقائق تُوارى بزبد الباطل وغثائه. وإنّ أشدّ النّاس ضلالاً من يدّعيها ويزعم أنها حقّ ليحمل الناس على إعذاره فيما يلزمه. فجعلوها حِصن يتدرّعون بها إذا كُشفت الأستار ، وحصحص الحقّ. رُوي عن أبي سعيد مرفوعاً : (لا يحقرنّ أحدكم نفسه أن يرى أمراً لله –عز وجل- فيه مقالٌ ، ثم لا يقول فيه ، فيقول الله –عز وجل: ما منعك أنْ تقول فيه؟ ، فيقول : يارب خشيتُ النّاس ، فيقول : فأنا أحقّ أن يُخشى). وفي رواية : (لا يمنعنّ أحدكم هيبة الناس أن يقول في حقّ الله عز وجل إذا رآه أو سمعه . فبكى أبو سعيد وقال : قد والله رأينا أشياء فهبنا). قال الإمام أحمد-رحمه الله- في (المحنة): إن عرضتُ على السيف لا أُجيب ، وقال فيها أيضاً : إذا أجاب العالم تقية ، والجاهل يجهلُ فمتى يتبيّن الحق؟!. دعْ أحبوشة (مفاسد أنفسهم ومصالح النّاس) يقفون أثر الإمام أحمد في محنته ، وعبدالله بن حذافة في أسره. هيهات هيات . . لمن تلجلج لسانه ، وخفي كلامه ، وآذانا بطنين طغيانه (أنا،وإني،وأرى) فإذا تسلّع جلده ، أعقف وجثم فبصقت (أنا) الشوهاء في وجهه. وانظر –بربّك- ما فعلت تلك الكلمة بهيبة العلماء ، وكيف أصبحت تلك القاعدة الصحيحة من أقوال الجبناء ، حتى صارت أشهر كلمة في الألسنة يلوذ بها مَن يُتّهم في دينه. فنُزعت منه هيبة الله ، وما يُغني رضى الخلْق والخالق منها قد سخط !. |
جزيت خير على الموضوع الجميل
|
أبا الجهاد أشكر لك هذا المرور الكريم |
يقال إن أكبر سد في التاريخ هو سد الذرائع فقد توسع القوم فيه حتى ضيقوا واسعاً وهجره آخرون حتى أتوا على لحاهم وأخلاقهم!
الكامل بارك الله فيك |
مشكوور اخوي الكامل على الموضوع
بوركت تقبل مروري ربى القصيم |
يروي أن أبا جعفر الأنباري صاحب الإمام أحمد عندما أخبر بحمل الإمام أحمد للمأمون في الأيام الأولى للفتنة؛ عبر الفرات إليه فإذا هو جالس في الخان، فسلم عليه، قال: يا هذا أنت اليوم رأس والناس يقتدون بك، فوالله لئن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبن بإجابتك خلق من خلق الله، وإن أنت لم تجب ليمتنعن خلق من الناس كثير، ومع هذا فإن الرجل ـ يعني المأمون ـ إن لم يقتلك فأنت تموت، ولابد من الموت فاتق الله ولا تجبهم إلى شيء. فجعل أحمد يبكي ويقول : ما قلت ؟ فأعاد عليه فجعل يقول : ما شاء الله، ما شاء الله . وتمر الأيام عصيبة على الإمام أحمد، ويمتحن فيها أشد الامتحان ولم ينس نصيحة الأنباري، فها هو المروزي أحد أصحابه يدخل عليه أيام المحنة ويقول له: 'يا أستاذ قال الله تعالى:{ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} ...[29][سورة النساء: 29]. فقال أحمد : يا مروزي اخرج، انظر أيّ شيء ترى !! قال: فخرجت على رحبة دار الخليفة فرأيت خلقًا من الناس لا يحصى عددهم إلا الله والصحف في أيديهم والأقلام والمحابر في أذرعتهم، فقال لهم المروزي: أي شيء تعملون؟ فقالوا: ننظر ما يقول أحمد فنكتبه، قال المروزي: مكانكم . فدخل إلى أحمد بن حنبل فقال له:رأيت قومًا بأيدهم الصحف والأقلام ينتظرون ما تقول فيكتبونه . فقال: يا مروزي أضل هؤلاء كلهم !! أقتل نفسي ولا أضل هؤلاء '. أحسنتَ و أجدتَ .. |
الأن تدمر دول ولا حراك بحجة دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح ؟ |
بورك فيك أخي ( الكامل ) على جودة مواضيعك . حفظك ربي . وتقبل مروري |
جُزِيتَ خَيراً يَا كَامِلَ الاسمِ .. :d
وَلَكِنَّكَ تقولُ: (فجعلوها حِصن يتدرّعون بها). فَهَلِ الحصنُ لا يُنصَب ؟! :) |
جزيت خيراً
اللهم فقهنا في دينك .. ووفقنا للعمل به .. |
اقتباس:
شكر الله لك. |
ربى القصيم لك أطيب المنى |
الفاضلُ / الصمصام أولئك آبائي فجئني بمثلهم * * إذا جمعتنا يا جرير المجامع لك ودّي وتقديري |
درر ..! يكتنفها النور ..! تقبل تحاياي . |
الساعة الآن +4: 12:27 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.