مَــالَكـَ يَا ع ــيــدُ أخفَيتَ عَنَّا الإبتِسَامَة !!

أحُلُمـٌ هيَ السَّعَادَةُ ، أم أنَّهَا حَقيقَةٌ غَائبَةٍ .
رُبَّمَا أنَّا في حَيَاةٍ مُظلِمَة ، أو أوهَامٌ مُتَلاطِمَة .

مَالَكـَ يا عيدُ أخفَيتَ عَنَّا الإبتِسَامَة !!
قل لي : أأنتَ مُبصِرُ يَومُكـَ ، أم أنَّكـَ اليومُ كالأيَّامِ الخَاليَة .

أتتِ الرِّسَالَة وفيهَا :
لا بُدَّ أن تَحضُرَ العيدَ مَعنَا

** ** **

لَملَمتُ أغرَاضيَ ، ثُمَّ صَعدتُ الطَّائِرَة
ضِعتُ خَلفَ أفكَارٍ وتَخيُّلاتٍ جَميلَة .

العيدُ جَميلٌ ، والجميلُ فيهِ أهله
بدأتُ أعيدُ ذِكرَياتٍ مَاضيَة ..
عيدٌ هنا وعِيدٌ هناكـ كلٌ مِنهَا له طَعمه .

لَمْ أُفِقْ إلا وَمنْ بِجواري يَقولُ لي :
وَصلنَا لِمطَارِ المَلكـِ خَالد الدولي .

حَمَلتُ حَقيبَتي الصَّغيرَةُ وودَّعتُ الطَّائرَة .

قَضَيتُ يَومَاً في الرِّيَاضِ وكالعَادَة الطُّرقُ مُزدَحِمَة
فَفَضَّلتُ الفِرَارَ إلى بُريدَةُ بأقَربِ فُرَصَة .

ومَعَ ذَلِكـَ وَجدتُ أنَّ الكَثيرَ مِنْ النَّاسِ فَارِّينَ مَعي
وَكَأنَََّ الريَّاضُ سَتُصبِحُ يَومَاً ما خَاليَة .

نِمتُ لَيلَةً في بُرَيدَة ..
وبَعدَهَا أعلنوا أنَّ رَمَضَانَ قَدْ شَدَّ رِحَالَه .
سُرعَانَ مَا خَلتْ أطَرَافُ المَدينَة
وبَدا النَّاسُ لِغزوي وَسطِها .

كُنتُ أنظُرُ إليهم ، وأتَعَجَّبُ !!
الرِّجَالُ والنِّسَاء ، الكِبَارُ والصِّغار بَلْ رُبَّمَا خَلتْ بيوتُهم .
كُلُّ هَؤلاء القَومِ أتوا لِيأخذوا حَاجَاتِهم لِغدٍ لِمَاذَا .. ألا يَتَلبَّسونَ في غَيرِ العيد ؟!!

نِمتُ والنَّاسُ يَلهَثون .. فـ صَلاةُ العيدِ لَيسَتْ بِبَعيد !!

** ** **

جُموعٌ غَفيرَةٌ تَملأُ المَكَان
وَكأنَّ النَّاسَ قدْ أتوا لوليمَةٍ [ حَمدَاً للهِ عَلى هَذهـِ النِّعمَة ]

دَخَلَ الإمَام ، يُصَلِّي وَيخطُب
يَحَزَنُ تَارَةً وَتارَةً يَفرَحُ وَيسعَد

قَامَ النَّاس ، كُلٌّ مِنهم يُبَارِكُ للآخَرُ وَ يُعَايد .
لَفَتَ نَظري شَيخَاً كَبيرَاً في السِّنِ يُخرجِ الحلوى مِنْ جَيبِهِ وَيُهدي .

الأمرُ حَتى الآنَ لا غَرَابَه ، أمورٌ كَثرَةٌ مَا نرَاهَا أمَامنا حتى بِغَيرِ الأعيَاد .

سِرنَا إلى مَكَانِ إجتِمَاعِنَا
يُسَنُّ في العيدِ أن تَأتي مِنْ طَريقٍ وتَرجِعُ مِنْ آخَر هَكَذا تَعلَّمنَا .

وَجدتُ الأطفَالُ حَولَ الَبيتِ يَلعبون ،
مِنْ هُنَا يَضحكونَ ومِنْ هُنَاكـَ يَتلاحَقون .
تَتَهَافَتُ أصوَاتهم [ عيد ، عيد ] ولا مَلاَمَةَ عليهم ، فهم حَتَّى في أوقَاتِ العَزَاءِ يَضحكونَ مِنْ بَراءتِهم .

أحَدُ الصِّغَارُ ونَحنُ جَالسين يَسألُ وَيقول : [ وين العيد مَا شفته !! ] .
وَكأنَّ العيدَ بِشَحمٍ وَلَحم ، هي البَرَاءَةُ هَكَذَا تَصنَعُ بِهم .

دَخلتُ صَالَةُ الإجتِمَاعاتْ ، وَجدتُ وجوهـٌ مُتَعدِّدَة
مِنهَا الجَديدَةُ ومنهَا المُتَكَرِّرَة !!
بَدأتُ أتمَعنُ في الوجوهـِ ،، وكأني غِبتُ في سُبَات
لَمْ أصحوا إلا وأحدُ أقَاربي يَهمسُ في أذني قَائلاً :
[ النَّاس واقفة تنتظرك يالله إدخل سلم ]

مَرَرتُ عَليهم عَلى عَجَل ، عِبَارَاتٌ اعتَدتُ عليهَا
[ عيدكم مُبَاركـ ، حَمدَاً للهِ على السَّلامَة ]

أجلَسوني في قَلبِ المَجلس ، وكأنَّ هُنَاكـَ مِنْ نَظرَاتٍِ تُلاحِقُني
هَذا يَسألُ ، وآخرُ يُطمئِنُ وَذاكـَ بِنَظرَاتِهِ مُوحِشٌ و [ مُكَشِّر ] !!

عَاودتُ النَّظَر في بَعضِ الوجوهـِ ، لَكني لازِلتُ لَستَ مُطمَئن !!
سألتُ مَنْ بِجَانبي .. أينَ خَالي فلان !!
قال : الله يرَحمه [ ليه نسيت إنه متوفي ] .

صَمتُ بُرَهةً ثم سألتُهُ مَرَّةً أخرى :
أين فُلانٌ هو الآخر ؟!
فأجَابَ كمَا قَالَ سَابِقَاً .

أتى شِبلٌ جَديدٌ وَجههُ عَلَيَّ .. يَقول :
[ النِّسَاءُ في الغُرفَةِ المُجَاورَة ] .

إستَأذَنتُ مِنَ الرِّجَالِ ، ودَخلتُ الغُرفَةَ المُجَاوِرَة
مَا شَاء الله أصلَحً اللهُ الذريَّة .

هُنَا أحسَستُ بِشَيءٍ مَا ، كَأنَّ مِنْ هنَّ مَن أتَتْ مَع الخيلِ يا شَقرا !!
تَكَرَّرَتِ الكَلِمَات كَمَا هي عندَ الرِّجَال :
[عيدكم مُبَاركـ ، حَمدَاً للهِ على السَّلامَة ] !!

بِسُرعَةٍ وَدَّعتُهم ثمَّ تَوجَّهتُ إلى مَكانِ فِرَاشي
أخذتُ غَفوَةً تَمنَّيتُ أن تُنسيني يومي الذي أنَا فيه .

عَ ــفواً لم أحْضر ع ــيدَاً !!
العيِدُ لَيسَ يومَاً ، بل العيدُ أنَاسٌ صَنعوهـُ بِابتِسَامَاتِهم وَحنين قلوبهم
غَابَتْ حلاوَةُ العيدِ بِغَيَابِهم !! واغتيِلَت الفَرحَةُ بِرَحيلِهم .

حِينمَا رَكبتُ سَيَّارتي .. وَتهَافتَ الكَثيرُ يودِّعوني
قَالَ أحدُ أقَاربي : [ ليه مَا جَازلك عيدنا ] !!

قُلتُ لهُ : عِندكم وعندَ غيرِكم يومُ عيد
لكن غَاب مَنْ بوجودِهم نَعرِفُ العيد .

تَمنَّيتُ أني حَضَرتُ العيدَ هُنَاكـَ
لكني تَدَاركتُ الأمرَ وعُدتُ سَريَعاً مِنْ حَيثُ أتيت .



مَــالَكـَ يَا ع ــيــدُ أخفَيتَ عَنَّا الإبتِسَامَة !!
أم أنَتَ مِثلي هَلَّت عيونُكـَ دَامِعَة ؟!!
بالعيدِ يَقطِفُ النَّاسُ وروداًَ جَميلة .. وأنَا كنتُ أقطِفُ قُلوبَاً حَانيَة !!
ودَاعَاً يا عيدُ بل وَدَاعاً يَا بُرَيدَة !!

رايق بس متضايق :


اليومُ الوَطني إنَّا لَنَبرأُ إلى اللهِ مِنه ، أمَّا عيدُ المُسلمينَ نَحتَفلُ بِهِ لأنَّهُ عيدٌ أقَامَتهُ الشَّريعَةُ الطَّاهِرَة .


شُكرَاً لكـَ أيُّهَا الحَبيب

مَكسور الخَاطر :

هوَ الحُزنُ حَلَّ ضَيَفَاً عَلينَاَ في عيدنَا
وَهذهـِ حَالُ الدُّنيَا .


شُكرَاً لكـَ يا غَالي

*سـكـر خـشـن* :


أهلاً بِكـ أّيُهَا الفَاضل


حينما نتكلم عن حلاوةِ العيدِ المَاضِيَةُ وَفرحَته ، لا نعني بِذلكـَ أيَّامُ عيدٍ طَافتْ عليهَا سنواتٌ ودهورٍ كَثيرَة بل هي أعيادُ الأمسِ القَريب والسنَةَ التي قَبلَها .


شَرَّفني مروركـ