بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   .. ( قنبلة في مطبخ ) .. (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=129573)

حَنْظَلَة 11-10-2008 08:53 PM

.. ( قنبلة في مطبخ ) ..
 



بعد منتصف ليلة من ليالي الصيف المقمرة بدت هناك بعض الرياح الموسمية مشتدة في بعض الأحيان ومتلطفة احياناً أخرى ، كان مروان مستلقياً على سريره بعد تعبه من الجلوس على الكرسي وكان مستغرقاً في قراءة تلك الرواية الطويلة والتي حصل عليها مؤخراً بعد وصية أحد الأصحاب وقد غطى نصف جسمه في لحاف خفيف من برودة جو الغرفة بفعل مكيف الهواء قد نصب رجله اليسرى ووضع ساق رجله اليمنى على فخذه الأيسر بمحاذاة الركبة ، وعندما كان يَهِمُّ في فتح أحدى الصفحات بيده اليسرى ، وما هي إلا لحظات حتى إنقطع التيار الكهربائي وعم الهدوء فجأة أرجاء المكان (أوووف وش هالحر ، وبعدين مع شركة هالكهرب اللي ما يعرفون يمدون الكيابل ، الفواتير غالية ولا فيه بنية تحتية مناسبة) تأفف مروان وهو يقول هذه العبارة ، كان جواله مصدر الضوء في تلك اللحظة والذي بواسطته تناول بعض الشموع الموجودة في درج من ادراج مكتبه ليشعلها وبما أنه قد بدأ في قراءة هذه الرواية فقد عاش مع أحداثها لدرجة أنه لم يحاول أن يعرف ما جرى في البيت بعد انقطاع الكهرباء أو حتى أن يشعر بارتفاع درجة حرارة الغرفة فهو لا يستطيع فتح النافدة لوجود الرياح حاملة معها بعض الأتربة إضافة لوجود الشموع بالقرب منه بل إنه قرر استئناف قراءة ما يستطيع من الرواية على ضوء الشموع ؛ سمع صوتاً في الدور السفلي للمنزل فركز نظره في الظلام الدامس نحو الباب محاولاً التأكد من مصدر الصوت والتعرف عليه و لكن ما لبث أن سمع صوت والده ( الله يستر وش هالصوت ) لم يكن من طبع الإبن أن يأتي مبكراً للبيت ولذا فلم يحاول الأب الإستعانة بابنه والنزول للأسفل بل نزل الوالد وحده للدور السفلي بهدوء ، في هذه الأثناء ترك الإبن الكتاب من يده مقلوباً فوق السرير ، وفتح باب الغرفة بحركة سريعة حتى لا يحدث الباب أي صرير ثم أخرج نصف جسده و أخذ يتمعن فيمن حوله مستغلاً ضوء القمر الداخل مع زجاج النوافذ ليرى شبح والده على الدرج المؤدي للدور السفلي نازلاً ويرى أمه واقفة على باب الغرفة ملتحفة بـ جْلاَل الصلاة التي كانت ترتديه أثناء قيامها لصلاة الليل وتدعو الله بـ اللطف والستر و التيسيير ، وبسرعة لحق بأبيه للدور السفلي مع حرصه على عدم إصدار أي صوت ، كان مصدر الصوت يأتي من المطبخ ، أصوات لا تكاد تُميز من صوت فحيح الرياح الداخل من فتحات النوافذ والأبواب الصغيرة ، حاول الأب المشي على رؤوس أصابعه لمعرفة مصدر الصوت ، كانت الأصوات أصوات فتح لأبواب ديكور المطبخ وسحب للأدرج مع إغلاق بشكل خفيف وسريع مع صوت ضرب الملاعق والسكاكين والأشواك بعضها ببعض داخل تلك الأدراج ، لم تكن هذه الأصوات وحدها التي سمعها الأب بل سمع أيضاً ذلك الصوت الذي تسمر الأب في مكانه حينما سمعه للوهلة الأولى حاول الإنصات و الإستماع لعله يكون واهماً ولكن كان الصوت كما سمعه وتوقعه ...


لعلي لا أطيلُ خشية الملل

تميمي وافتخر 11-10-2008 09:25 PM

أكمل حفظك أن في إنتظارك قصه مشوقه وأسلوب رائع

فـــــ1997ـــــارس 11-10-2008 09:35 PM

ما ينبغي تحمسنا وبس .مع اني داري ان النهايه بــــــــــ..........

توولي 11-10-2008 09:37 PM

..

قصه رائعهـ
اكمل بارك الله فيك








.

**بنت منيره** 12-10-2008 03:37 AM

كمل اسلوب سلس ومشوق
بانتظار التكمله

القصيعة بارك 12-10-2008 10:57 AM

اكمل تكفى متحمس

فارس 7 12-10-2008 12:40 PM

حنظلة ...

أسلوبك جداً رائع .. أكمل !

حَنْظَلَة 12-10-2008 09:34 PM

كان عبارة عن شهيق وزفير بشكل واضح وسريع
وكذلك لاحظ أن الهواء الساخن يخرج من المطبخ بشكل ملحوظ حاملاً معه رائحة الأشجار الخارجية ، جحظت عيني الأب .. وتراجع ببطء شديد إلى الخلف

إصطدم بابنه الذي لم يعلم أنه نزل معه ، كان الأب قد ألصق ظهره للجدار والمطبخ على يساره وهو يمشي مبتعداً عن المطبخ

الجو مشحون و حرارة الصالون تتزداد بحكم عدم وجود مكيفات للهواء والنوافذ مغلقة و الوقت صيفاً و قبل هذا كله
الموقف الراهن الذي قد يجعل الشخص يشعر بالحرارة في عز الشتاء والبرد ولذا فقد كان الأب يتصبب عرقاً وقلبه يخفق بسرعة والأطراف ترتجف .. مع شعوره بجفاف الحلق ، فكان كثيراً مع يبتلع ريقه ، وفجأة ظهر من باب المطبخ نور خافت
أشار الأب بيده اليمنى لابنه بالرجوع ملتصقاً بالجدار ، في أول الأمر ظن أن الضوء هو ضوء الثلاجة التي كانت بجانب باب المطبخ وأن اللص سيخرج من المطبخ

ولكن الأب نسي أن التيار الكهربائي مقطوع لكنه تذكر ذلك لاحقاً ، طريقة فتح الادرج والأبواب ونمط التنفس و استعمال الكشاف لا توحي أن الشخص له علاقة بالبيت بل هو دخيل عليه
لماذا فتح الشخص الذي بالمطبخ الثلاجة إن كان سيسرق ثم لماذا يذهب للمطبخ اصلاً كانت هذه الأسئلة وغيرها
تراود الأب المسكين وتجعله في حيرة من أمره

كان الأب أعزلاً لا يحمل ما يدافع به عن نفسه
همس الأب للابن : اذهب للاتصال بالشرطة من الأعلى وبلغهم بسرعة القدوم .
رد الابن : اذهب أنت يا أبي أخشى إن خرج اللص أن يكون مسلحاً وقد يتعرض لك بالسوء ، اذهب وأنا أنتظر هنا
سألت الأم وهي واقفة في منتصف الدرج ( هاه وش صار ؟ ) التفت الإبن لليمين مباشرة نحو مصدر الصوت وقد عرف أنها والدته : لماذا نزلتي يا أمي اصعدي الآن وسنخبرك لاحقاً
التفت الأب لزوجته و عمّش بعينيه نحوها ليميزها في هذا الظلام و أشار بيده اليمنى التي كادت أن تضرب وجه ابنه من شدة تحريكها أن اصعدي حالاً
كانت الأم الواقفة في منتصف الدرج خائفةً ، وواضعة يدها على قلبها ولسانها لا يقف عن ذكر الله والتبتل إليه ، صعدت وهي تبتهل إلى ربها أن يفرج عنهم وأن يرحمهم ( يالله رحمك المباركة )

لحق الأب بزوجته بعد إلحاح الابن عليه وبقي هو يتابع ويترقب ماذا يأتي به هذا اللص الذي دخل بيتهم عنوة ليسرق من مطبخهم !
وفي حين انتظار الإبن وفي تلك اللحظة الهادئة أتى ذلك الصوت المزعج
( طُن طُن طُن ) كان ذلك الصوت صادرُ من تلك الساعة الخشبية الكبيرة والمنصوبة في وسط الصالون بعصاها الحديدي الذي يتأرجح ذات اليمين وذات الشمال
كانت تلك الساعة تشير إلى الساعة الثالثة وتنبه على ذلك بالصوت الذي أصدرته
فزع الإبن وكاد يقفز من مكانه إلى أنه تنفس الصعداء سرعان ما عرف حقيقة الصوت

كان الحوار الذي دار بين الأب وابنه مع الأم كفيلٌ بأن يلفت انتباه اللص ، أحس الابن أن اللص خفت حركته ، فاختبأ خلف كرسي مجلس عربي في صالون البيت و ظن أن اللص سيفعل مثله من عدم إصدار أي صوت ومن ثم سيطمئن أنه لا يوجد أحد يعرف بأمره
إلا أن اللص لم ينتظر طويلاً فقد هرب مع الشباك الذي دخل منه ، كان صوت الرياح مساعداً للص في تغطية هروبه ، فلم يشك الابن أن اللص هرب خصوصاً وأنه لم يسمع سوى فحيح الرياح
إبتعد اللص عن البيت حاملاً معه بعضُ ما أتى من أجله من الغنائم
تيقن الابن أن اللص قد هرب فدخل المطبخ مسرعاً ، ولما تأكد من هروب اللص حاول جاهداً الخروج من باب البيت للحاق باللص إلا أنه لم يجد أحداً في الشارع سوى بعض أوراق الأشجار وشيءٌ من مخلفات سلات القمامة المنتصبة أمام البيوت والتي تحمل الرياح معها تلك الأوراق والمخلفات

أتت سيارة من الدوريات الأمنية بعد فترة لا بأس بها ، سمعوا من الأب والابن ماذا جرى ، فطُلب من العائلة معرفة ما تم سرقته ، وإبلاغ الدوريات بذلك
بعدها قامت سيارة الدوريات و خلال ثلاث دقائق تزيد أو تنقص قليلاً بالوصول لآخر الشارع ومن ثم العودة للبيت المسروق ، ليقولوا لصاحب البيت أنهم قاموا بتمشيط الحارة ولم يجدوا اثراً للص الذي كان سريعاً في كل شيءِ سوى من اللهِ - جل جلاله - ، وعندما تم إعادة التيار الكهربائي للحي ، بحثت العائلة عما نقصهم وما تمت سرقته ...


بقي نصف ما ذهب

حَنْظَلَة 12-10-2008 09:52 PM


تميمي وافتخر

فـــــ1997ـــــارس

توولي

**بنت منيره**

القصيعة بارك

فارس 7


أشكركم
كونكم أول من عقب على أول قصة لي

أنتم الأروع والأجمل

و أشكر كل من مر هنا وأعطاني قليلاً من وقته
ليقرأ خربشات كيبوردي الأولى ولن تكون الاخيرة

حقيقة لا أستغني عن نقدكم وتوجيهكم
وتبيان الأخطاء التي أقع فيها

شكر خاص لمن تفضل علي بتلك النصائح الذهبية


يراع أخوكم

الطرطعانة 12-10-2008 09:54 PM

ننتظر النهاية ...مع اني لا احب التفصيل..

حَنْظَلَة 15-10-2008 07:07 PM

كانت الأم متخوفة لكون بعض الأواني غالية الثمن وخفيفة الوزن ولكنهم تفاجئوا أن الذي سُرق أغلى من ذلك كله ، فقد كان المسروق طعاماً معلباً و بعض الخضار والفواكه التي قد بدا على بعضها الإهتراء من طول تركها في الثلاجة وكانت الأم تنوي رميها للبهائم ، إنصدمت العائلة مما رأت ولم يقدموا بلاغاً في ذلك خشية عدم تصديقهم ومن ثم اتهامهم بإزعاج السلطات هذا أولاً وثانياً أن يكونوا محل سخرية من إعلامنا الطاهر والبرئ والخالي من التخلف والتبعية لمن هادوا وغيرهم ، في الغد تناقل سكان الحي بعض الأخبار التي تفيد أن التموينات التي في طرف الحي قد سُطي عليها وسرق منها بعض الأموال والمأكولات الأساسية من أرز وسكر وزيت و أجبان و بيض وخبز وغيرها من المعلبات و لم يقف الأمر عند محل التموينات بل تعداه إلى بعض البيوت أيضاً ، كان من أسباب السطو والسرقة كما ارجع سكان الحي ( الجوع وقلة الأمن وقبل ذلك كله غلاء الأسعار وقلة المرتبات والبطالة ) هذه الأسباب التي تسببت غالباً في ثوران ضحاياها من الدهماء ضد الواقع الذي يعيشون فيه فيأتون بما لم يفكروا به وهو مكتفين من نعم الله التي منّ الله على أولياءهم بها من واسع فضله ، وقد يكون هؤلاء عجينة سهلة التشكيل في يد الأعداء فيغرر بهم إما بالمال أو بغيره وقد يكونون عملاء لأعداء الأوطان من أجل لقمة عيش هانئة ، ومجتمع يمقت الواسطة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
في هذه الأثناء داعب النومُ عيني مروان الذي كان قد وضع الرواية على صدره وقد سبح بعيداً في الأفكار والهواجس بعد أن أشعل الشموع وقد بدا يتخيل كيف سيكون الوضع العام لو استمر على ما هو عليه وهو يقرأ ويرى ويسمع ماذا يحدث في بلده من غلاء للأسعار و دخول الكثير من أهل بلده قريباً من خط الفقر إن لم يكن دخلوه من أوسع أبوابه و إنعدام الوظائف وهو يسبحون في بحار من الذهب الأسود الذي أغرقهم ولم ينجيهم كما كانوا يُأمِلون ويفرحون ويستبشرون بل أغرقت حيتان هذا البحر زوارق هؤلاء المساكين...

* كان أحد طلبة العلم من السلف يبيت في المسجد لفقره وعدم وجود بيت يؤويه فكان يطلب العلم ويبيت في المسجد فاتاه وقتٌ لم يذق طعاماً لمدة ثلاثة أيام فكان يجلس في حلقة العلم وهو لا يعي ما يدور من شدة الجوع وعندما جنّ الليل حدثته نفسه الأمارة بالسوء أن يسرق للحاجة وعندما قفز على تلك البيوتات الصغيرة من سطح إلى سطح وصل إلى بيتٍ فيه قدر على النار وداخل القدر باذنجان ففتح القدر واخذ باذنجانة ولم يحس بحرارة الطبخ من شدة الجوع فقضم منها قضمة وأحس بالحرارة ولكنها ليست حرارة الطبخ وإنما حرارة المعصية فلفظ اللقمة التي في فمه وأعاد الباذنجانة للقدر ورجع للمسجد و الأكل المسروق تركه من أجل الله ، وفي الغد وبعد أن إنتهت حلقة العلم قام هذا الرجل و استلقى بإحدى زوايا المسجد رابطاً لباساً على بطنه من شدة الجوع ، فأتت امرأة عجوز للشيخ الذي يلقي الدروس في المسجد وقالت إن عندي فتاة يتيمة و أريد تزويجها فهل تدلنا على زوجٍ صالحٍ لها ؟ فقال الشيخ : إذهبي لذلك الرجل المستلقي فذهبت إليه وقالت له ما عندها . فقال لها : أنه لم يأكل من عدة أيام من فقره فكيف يتزوج ؟. فقالت : أريد منك علمك وصلاحك لا مالك و عندما شاور شيخه اشار عليه بالقبول فتوكل على الله وتزوج بالفتاة ولما دخل بها وجد أنها تبكي فقال : ما يبكيكِ ؟ قالت : أنها طبخت البارحة قدراً من الباذنجان وأنها تريد تقديمه لزوجها ولكن هناك من أكل منه . فقال لها : أنا من أكل منه ووالله أنني تركت اللقمة لله فعوضني الله اللقمة والقدر وصاحبة القدر .


قال عليه الصلاة والسلام : ( من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه )
فليتنا نعمل بشكل أكثر بهذه القاعدة الربانية العظيمة
تمت
يَراع أخوكم


الساعة الآن +4: 06:02 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.