![]() |
سبـرُ السّديم
حذّاء تمـلأ كلّ أذنٍ حكمـة * * وبلاغـة وتُـدرّ كل وريـد إنّي أنثر لكم كلمات لا تـُذكر إلاّ سدماً ، وعلماً لا يُطاع إلاّ سبراً ، بكرم لا يكون إلا سرَفاً. قال سابره: إن العلم سمّ للمتعالم إذا تحسّاه من مخمصةٍ ، مات ظمآن يتلظّى من جوفه جوعاً وألماً. وزغله كالرّضاب يُحلى إن مسّه نصب ، وينضب باللغوب. ما ينفع حديث العاشق عن حبّه؟ ، وما يؤنس قلبه اجترار قلمه؟ ، إلاّ العلم فإنّ حبّه لا يكون إلاّ في الكلام ، ولا أنيس له سوى الأقلام. فإن نطق الكتاب بقوله: إني لا أعدّكم من الأذكياء إلاّ إذا عقلتم ما كُتب ، فأقول: لا أعدمكم عاقلاً إلاّ كذب!. لقد كنّا نعدّ المجنون غير عاقل ، والسّقيم ليس صحيحاً. واليوم خرج لنا أديب بلا أدب ، و شاعر عديم المشاعر ، وطفل بلا براءة ! أقسمتُ بالذي خلق الجاحظ أنّ الجاحظ هو الأدب. أتظنّون أنّ (سبر السّديم) للحديث عمّا قرأتُه مذ عشر سنين ؟! ، أم تُدركون أنّي ما تركتُ للجاحظ أثراً إلا قصصتُه؟!. هذا الذي سبر السّديم ، وعن مثله عجزت رؤوس الشياطين. انقضى الحبر وتناهضت الكلمات إلى لقاء موعود. |
مدهشه
ملاحظتك ادباء بلا ادب |
هايين أشكر لك هذا المرور الطيّب. |
الساعة الآن +4: 03:45 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.