إلى حيثُ ألقت أم قشعم _كما تقول العرب _ يابوش , ثمان سنوات ومغفل مثلك يقود أمة تفوق الثلاثمئة مليون مغفل , ويحاول أن يسيطر على خمس مليارات نسمة .
جئت في وقت كانت بلدك تتمد لتكون امبراطورية الخير بعد أن أسقطتكم امبراطورية الشر , لكنك حسبتها بطريقة وعقلية الكوبوي , فأنت تعتقد أن النعاج التي تقودها هي مثل بقية المليارات , لم تدرك أن في هذه المليارات أمم ومن بين الأمم أمة يقال لها أمة الإسلام .
هذه الأمة لاترضى الظلم وتأبى الضيم , وتنشر العدل , وتسعى للفضيلة , في روحها جذوة يقال لها القتال أو الجهاد أو الإرهاب الذي تعرفه وعرفة بلا شك في أفغانستان والعراق .
أمة تستمد قوته من ربها , لاتعرف الحق إلا بالنص لا بأفعال الرجال , قد يتولاها من لاخير فيه ولاذمة , وقد يأتي من يثبط عزيمتها , وقد يأتي من يحاول اختراق أصولها , لكن الحقيقة التي غفلت عنها أنها أمة تتكسر على أعتابها رؤوس الطغاة .
أمة تتلوا يومياً نهاية الظلم والظالم وانتصار الخير وأهله وتتمثل لهم في شخصية النبي موسى والطاغوت فرعون , وتستلهم كيفية نهاية الظالمين , واندحارهم وزوالهم , ويعرفون أن الحق يدمغ الباطل فإذا هو زاهق , يؤمنون بسنن الكون فلا يحاولون الخروج عنها بل يستفيدون منها لأنها سنن إلهية لاتتغير ولن تجد لها تبديلا .
غرق فرعون ...نعم ... وأنت لم تغرق ...لأن السنة ليست بأن تكون النهاية للطغاة على طريقة واحدة بل أنت تكون للطاغية نهاية تذله وتخزيه وكلا أُخذ بذنبه فمنهم من خسف به الأرض ومنهم من أُغرق ومنهم من أخذته الصيحة ...ومنهم من يلعن ويركل بالأقدام بعد أن لفظه أحبابه قبل أعدائه حين قاد أمته إلى زوالٍ وخسران .
كنت تقول في خوالي الأيام أنا ربكم الأعلى ليس صريحاً كفرعون , لكن تقولها بلسان المتغطرس من ليس معي فهو ضدي وسنأدب كل من يخرج عن قانونا العظيم , فآمنوا أيها الأقزام وإلا سحقناكم , ودرات الأيام وإذ بالقانون العظيم ماهو إلا تأليه لك ولمن جاء معك .
اتبع فرعون هامان وقارون , وأتبعك أكثر من هامان وقارون , كلهم خوفاً على زينة الحياة الدنيا , وكفر بفرعون السحرة بعد أن عرفوا ربهم بصدق , وكفر بك وبحضارتك المؤمنون الصادقون الذين يرددون تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الأرض ولافسادا والعاقبة للمتقين .
جاء مع فرعون من يصيح في الناس أن اطيعوا ربكم الأعلى فإنكم خاسرون , وجاء معك من بني جلدتك ومن بني جلدتنا من يقول مثل أولئك , فهلك أتباع فرعون , وهاهم أتباعك الآن يعدون العدة لأن يتواروا عن الأنظار خجلاً من فضيحتهم .
كان فرعون يتباهي بالسحر , وكنت تتباهى بالقوة والقدرة والعتاد والرجال والتكنولوجيا وأسلحة الدمار والمخابرات والمنافقين والعملاء , فلأنت أوتيت أكثر مما أوتي فرعون , وكما غرق فرعون في البحر , غرقت ومن معك في الأفغان والعراق , وغرق اقتصادك بالديون المتركمة وسلسلة من التدهورات , وكما أن فرعون خرج ليقول عند غررة الروح آمنت بما آمنت به بنوا إسرائيل , فأنت لم يبق لك سوى أيام فهل ستقول آمنت بأني خسرت المعركة مع المتطرفين _ كما تسميهم _ .
ارحل يابوش , وسيُرّحل معك زبانيتك وحلفاؤك وخدامك , وتوارى في مزرعتك بعيداً عن الأعين فإنك الآن لست هدفاً مبتغى فلن يرحب بك من كان يقبل جزمتك المتعفنة فلا قيمة لك , ولن يسع المتطرفون لأن يطلقوا رصاصة واحدة عليك لأن الرصاصة غالية على عقلٍ ساذج كعقلك .
ثمان يابوش ...وأنت تطارهم ...وتقول في لحظة وصلنا لهم , حاصرناهم في جحورهم , وصدّقك المنافقون ومن يخافك , ولكن الصادقين على المباديء يعلمون أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروا شخصاً لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه .
يابوش , هناك السذج ممن سيسعى لتقبيل قدمي أوباما السمراء, ويبادر لنيل رضاه , ولم يستوعبوا الدوس جيداً , لكن المؤمنين بالله المتوكلين عليه يقولون : يا أوباما إنها حرب تاريخية فإما استسلام وأمان في ديارنا , وإلا فالهدم الهدم والدم الدم , وإنا لن نكتف بالدفاع فسنتحول للهجوم فحصنوا أنفسكم ودياركم منا فإنا قادمون .