بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   قصة مؤلمة، أدخل لتزتنزف الدمع من عينيك!!. (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=136070)

وحــي قلم !! 24-12-2008 08:11 PM

قصة مؤلمة، أدخل لتزتنزف الدمع من عينيك!!.
 
الفصل الأول
1- الكفن
شاب في منتصف عمره... يَعَضُّ شفته السُّفلى... ثم يُخرج مَحْفَظَتَهُ... ويُقلِّبُ بين أدراجها... ويُخرج ورقة من فئة عشرة ريالات... ويدعو تلك المرأة المارّة من أمامه... ثم يقول لها :
- «خذي هذه... واشتري بها كفناًً... ثم أحضريه إلى هنا
أشاح بوجهه عن المرأة... وقال يحدث نفسه:
- لقد كذب المَثَل... ولم يجْنِ المرحوم من العنب الذي زرعه... سوى الشوك... الشوك الحاد... لقد مات... ولم يكن لمثله أن يموت... وبهذه الطريقة... لكن... لا فائدة... لقد انتهى كل شيء
في تلك الحادثة الغريبة... القاتل والمقتول... يُظِلُّهما سقف واحد... قاعة الانتظار... في المستشفى... ولكن جريمة القتل... أشنع بكثير... من أن تصبر على تحمُّل وِزْرِها جدران المستشفى... ولا حتى جبالٌ وبحار.
بعد دقائق... حضرت عاملة النظافة... وعلى يدها يُحمل الكفن... وعندما قدَّمته لذلك الجالس... قالت في حزن:
- هذا هو الكفن... وهذه ورقة العشرة ريالات... والله لن آخذها... اعتبر الكفن هدية... يبدو أنك غير قادر على شراء الكفن... إنه غالٍ بعض الشيء... قيمته تقارب السبعين... لا مشكلة... أنا أريد الأجر... والرجل... رحمه الله... كان مؤمناً مخلصاً... وقبل أن يموت... قال...( أشهد أن لا إله إلا الله) ».
صمت الشاب... وأخذ الكفن... وأخذ الريالات العشرة... في شبه بلاهة... وضعها في جيبه... واحتضن الكفن... ثم أبعده قليلا... ليتأمله... حتماً هو لا يفكر في شيء مما حوله... إنه فقط ينظر إلى الكفن الأبيض... ويتذكر... ويتذكر... وترتسم صورة المرحوم... بكل حزن... على جدار عقلة المنهك.
تحامل الشاب قليلاً على نفسه... وقام... كان يشعر بإعياءٍ شديد... عليه أن يذهب إلى الثلاجة... ليُلقي النظرة الأخيرة... وسيعطيهم الكفن... هم سيغسلون الجثة... وسيكفنونها.

2- الثلاجة
مكان مخيف... يقل الرعب عند دخوله قليلاً عن دخول القبر... والأدراج التي يوضع فيها الموتى... كفيلة بتكبيد النفس أشنع أعباء الحزن والكآبة.
دخل الشاب... ليلقي نظرته الأخيرة... لا يدري لماذا شعر أنه يموت... أو ربما شعر بشيء آخر... شعر أنه كان ميتاً... والآن لتوّه بُعث... الدنيا تتداخل أمامه... وتبدو صوراًً كاذبة... إلا أولئك الذين ينامون في الأدراج.
رافقه مسؤول الثلاجة... أوصله إلى الجثة المقصودة... وسحب الدُّرْج.
بدت الجثة للشاب... كانت أقرب حالاً لسؤالٍ صعب... يرجعُهُ للخلف... للخلف... أعواماً سحيقة.
وضع يده اليسرى على طرف الدُّرْج... ووضع يده اليمنى في تلك اليد الباردة... وطبع قبلةً حارقة... على الجبين المخيف... ثم سمح لنفسه المعتوهة... مصاحبة قسمات الوجه الراقد... إلى نقطة البداية.

3- منذ أربعين سنة
هناك... وبجوار الموقد الصغير... يجلس سلمان الصغير... جلسة القرفصاء.
ثوبه ممزق من الخلف... ومن الأمام... ويكاد ينفصل من الخاصرة... والرُّقع الكثيرة... متعددة الألوان... وتوحي بفقر وبؤس لا يتناهيان.
عيناه الذابلتان... بالنسبة لحدقتيه... أقرب ما تكون شبهاً... لماء بئر غائرة... يكاد يجف في كل آنٍ وحين... ولمَّا يزل القََدَرُ العادل... يبثُُّّ فيهما... إيحاءً بشبح الموت الرهيب.
يمد سلمان يده إلى جهة الموقد... ليستمد قليلاً من الدفء.
ثم ينظر نظرةًً حزينةً... إلى أمه سِعدة... التي لم تنفكَّ نظراتها عنه... منذ جلس... في مكانه ذاك... قبل نصف ساعة تقريباً.
سأل سلمان أمه قائلاً:
- «هل ستكون الليلةُ يا أمي... باردةً مثل الليلة البارحة»
نظرت الأم إلى الطفل... نظرة شاردة... مفعمةً بالحزن... ثم قالت:
- «الله المستعان»
لم تكتِفِ الأم بِكَلِمَتِها الحزينة تلك... لقد خلعت خمارها الرَّث... من على رأسها (المصدوع) بالشقيقة... ثم قامت متثاقلة... تنوء بحملٍ ثقيلٍ من الهموم... حتى جلست بجوار الصغير... لِتَطْبَع على رأسه الأشعث... قبلةً بائسة... ثم تلفَّ الخمار على جسده الضامر.
قالت عند ذلك:
- «سلمان... يا ولدي... غداًً تطلع الشمس... وينتشر الدفء... في كل مكان»
الأب القابع في زاوية الغرفة... ينظر إلى المشهد... نظرةًً صامتةًً وقورة... وكأن شيئاً مما حصل لا يهمه... أبداً... كان يبتسم ويهز رأسه في شيء من اللامبالاة.
لكنَّ حقيقة الأمر... مغايرة تماماً لهذه الصورة... إنه يبكي من داخله... ويبكي بكاءً مراًً... صحيحٌ أن دموعه لم تخرج... ولكنها كانت تجري أنهاراً من داخله.
وخروج الدموع... في أحيانٍ كثيرة... تخفيفٌٌ لبعض الأحزان... وقد يكون عدم جريانها في تلك المواقف الصعبة... نوع قاتل من أنواع الحزن... قاتل أشْنع ما يكون القتل.
ذلك أن القلب إذا جَمَدَ بالذهول... تجمدت معه العينان... لتبقى الأحزان تغلي في القلب الجامد... حتى تصدعه... أو تكاد.
وربما قطَعته إرباً إرباً... كل ذلك يحصل... دون أن تشارك العينان في إخراج شيء... ولو يسير... من مظاهر الحزن.
إنه حقاً... (الحزن القاتل) .
قال أبو سلمان... وهو يتشاغلُ بحَكِّ كشطٍ حديثٍ تحت أحد أظافر قدمه اليسرى:
- «أم سلمان»
- «نعم يا أبا سلمان»
- «تعالي أريدك»
قامت أم سلمان... واتجهت إلى زوجها حتى وقفت عند قدميه ثم قالت:
- «لبيك»
- « حَاجَّةً تلبين... إن شاء الله... هل من عشاء؟»
جلست أم سلمان على ركبتيها... ثم مَدَّت يدها لتساعد زوجها في نقش ما كان يُشغل به نفسه... ثم قالت وهي تبتسم في رضا:
- «نعم يا أبا سلمان... الحمد لله... بقي الكثير من التمر... الكوز الأول... قارب على الانتهاء... لكنَّ الكوز الثاني... لم يزل ملآن... وسيكفينا إن شاء الله... حتى محصول العام القادم... هيه يا زوجي... إننا لا نشكو الجوع... ولكن...
- « أعلم... أعلم... تشكون البرد... وتشكون العُري... الناس كلهم يَشْكُون ذلك... ليس لنا إلا الصبر... حتماً سيكون لنا فرجٌ قريب... من هذا البلاء»
قالت أم سلمان... في صوت هادئ متودد:
- «أبا سلمان... لقد اقترب العيد»
دنَت أم سلمان من قدم زوجها المجروحة... تشاغلت بالجرح الصغير... ثم أردفت:
- «يجب أن تشتري قماشاً جديداً... كي أخيطه لك ثوباًً... تلبسه في العيد... أنت تصلي بالناس العيد... ومن الضروري أن يكون ثوبك جديداًً»
قال أبو سلمان في شرود:
- «هيه يا أم سلمان... ومن أين لنا ثمن القماش... صدقيني يا أم سلمان... أنا لا أهتم بنفسي كما يهمني شأنكم... ولكن... ليس باليد حيلة.. العين بصيرة... واليد قصيرة
ردّدت بتسليم:
- العين بصيرة... واليد قصيرة... هيه... صدقت
- ولكن... مع كل ذلك... لا محالة... يجب علي أن أتدبر الأمر... ثم... ثم...
- ماذا يا رجل؟
- ثم... الحقيقة... هناك أمر آخر... يجب أن نناقشه معاً يا أم سلمان»
- «تفضل... قل يا أبا سلمان... أنا رهن إشارتك »
- «ابننا سلمان... قارب عمره السابعة.. وأنا أطمع في أن أُعلمه»
- «تعلمه؟... ولم لا... العلم نور... والشيخ سيعلمه القرآن في المسجد... لا تشغل نفسك»
- «لا يا أم سلمان... ما قصدته أمر آخر... المدرسة... يقال أن مدرسةً ستُفتح السنة القادمة... في القرية المجاورة... إنها أول مدرسة ستَفْتَحُ في هذه المنطقة... وهي فرصة يا أم سلمان... صدقيني... العلم نور»
- «مدرسة!... وما المدرسة؟...
- المدرسة يا عزيزتي... بناء... بناءٌ يذهب إليه طالب العلم... ويبقى فيه نصف نهار... ثم يعود... وفيه يتعلم الحساب والدين واللغة... وأشياء أخرى
- مدرسة غريبة... والله لا أدري يا زوجي... ولكن... ما المنفعة من المدرسة؟... الولد يكفيه القرآن... ثم... ثم...
- ثم ماذا؟... قولي
- يا أبا سلمان... أنت تعلم... نحن نحتاج الولد... إنه يساعدنا في كل شيء... المزرعة... رعي الأغنام... وأنت تقول إنه سيقضي في المدرسة نصف نهار... وذهابه وعودته ستقضي على بقية النهار... وحتما مع ذهابه وعودته سيرجع متعباً
- صحيح... هذا صحيح
- وهذا يعني إن ذهابه للمدرسة... سيجعلنا نتحمل جميع الأعمال... وحدنا
- صحيح... صحيح
- لم لا نكتفي بتعليمه القرآن في كتاتيب المسجد... أظن هذا يكفي»
- «سنفكر في الأمر مستقبلاً... لا تشغلي بالك... هذا إن تقرر فتح المدرسة فعلا... أنا لم أتأكد من خبرها حتى الآن... سمعت كلاماً من الناس»
نهض ساعتها أبو سلمان... وقال وهو يتقدم نحو عود مغروس في الجدار... ليأخذ عمامته وعصاه :
- «أم سلمان
- لبيك
- قررت أن أغيب عنكم... عشرة أيام... أو نصف شهر... لن يصبح نهار العيد إلا وقد أتيت»
قامت أم سلمان في ذهول... وتقدمت نحوه وهي تقول:
- «تغيب عنا!... ماذا تقول؟... إلى أين يا أبا سلمان... إلى أين تعتزم المسير؟»
قال وهو يلتفت نحوها... ويلف عمامته بهدوء... وأشعة السراج تنعكس على وجهه... وتبدي ابتسامته:
- « لطلب الرزق... سأعمل ليل نهار... يجب أن أشتري ملابس جديدة... ودافئة... وأنت يا أم سلمان... عليك الاهتمام بالولد... وأيضاً... أعانك الله على الاهتمام بالمزرعة... والنخيل... والأغنام »
أمسكت سِعدة بيدي زوجها... وقالت وهي تنظر إليه في غير قليل من الاستجداء:
- « تتركنا يا أبا سلمان... وتذهب... وفي الليل»
- « ليس باليد حيلة... لابد من تحمل أعباء الحياة... نحن نصارعها... فإما تغلبنا... أو نغلبها»
- «إذن أنت عازم... وقد أزمعت أمرك من قبل
- عازم... ومتوكل على الله
- فاترك الرحيل حتى طلوع الفجر... وانبلاج النور »
- «الرحيل مع طلوع الفجر... أو الرحيل في هذه الساعة... الأمر سيان... والوضع هو الوضع... والحال هي الحال... بل سأذهب الآن»
- الصبر جميل يا أبا سلمان... فاصبر حتى الفجر
- بل سأرحل الآن... فأنا لا أستطيع النظر إليكم... وأنتم على هذه الحال»
طاطأت سِعدة رأسها... وألقت بدمعتين على الأرض... ثم قالت في غصة:
- «سهل الله أمرك... وهوّن دربك... وأعادك إلينا سالماً
نظر إليها أبو سلمان... بدا في نظراته العطف... ثم قال:
- «سيكون الله معي ومعكم
استدارت سِعدة وهي تقول:
- «انتظر قليلاً... سأضع لك بعض التمر والماء في الجراب.. الله... الله... كم سَيَشْغَلُنَا فراقك»
تقدم الوالد نحو سلمان الذي نام لتوّه بجوار الموقد... وانحنى نحوه في خشوع... وقبله قبلة حارة... ثم نظر إليه مليَّاً... وقال وهو يتابع النظر:
_ ادعي الله لي يا أم سلمان... ادعي الله لي في كل صلاة
لحظات... وحمل أبو سلمان الجراب... واتجه نحو الباب... فَتح الباب... ثم أقفله... وتلاشت معالم الرجل الوحيد... في حياة أم سلمان... رحل أبو سلمان في تلك الليلة المظلمة... لا يَدرِي أحدٌ إلى أي جهة يتجه.

4- بعد ساعة
خطواته الواسعة... تَطبع آثار قدميه الحافيتين... في أرض رملية قاحلة... وصفير الريح الباردة... يوحي بكل شيء... إلا بالأمن والطمأنينة!.
وذلك السائر المغلوب... ينتقل بقدميه... في هذا الوجود الرهيب... لا يأمن أبداً على حياته... فمرة يفكر في هجوم سبع ضارٍ... ومرة يتحسس هجوم لص... ومرة يرفع قدمة فجأة... كي لا تلدغه إحدى هوام الأرض... خشية أن تتلاشى كل الآمال المحدودة... التي لازال يعالجها قلبه الشارد.
شيء واحد... ربما كان أنيساً وسميراً... لقلب مهدود مُعنـَّى... تتخاطفه الأوهام والهواجس... في هذه الوحدة الصامتة.
النجم... إنه النجم البعيد.
وبعد أن استقرت عينا سالك الدرب الوحيد... على وميض النجم المرتفع... أقنع نفسه أنه ليس وحيداً في هذه القفار.
محظوظ من تكون رحلاته في اليالي المقمرة... ولكنّ أبا سلمان... لم يصحبه هنا سوى الظلام... ونجم يفيق ساعة... ثم ينام .
استمرت خطوات أبي سلمان... تنقله صعوداً إلى تل... أو هبوطاً إلى وادي... حتى آذن طلوع الفجر... وآذن معه طلوع نهار جديد.

5- نهار جديد
لا يُتَوقع بأي حال من الأحوال... أن يكون النهار الجديد... أحسنَ حالاً من النهار الفائت... خاصة على المرأة التي بدأت الهواجس تنهش مضغة قلبها النابض... خوفاً من الموت الذي قد يلتهم شريك حياتها... لتبقى بعده تقاسي مقابلة أشباح الوحدة... في حياة جرداء... بلا زوج أو سند.
وقد يكون النهار الجديد... أوفر حظاً للرَّجل الرَّحال... الذي ترك أهله في أسوأ حال... والأمل يدغدغ مشاعره الولهانة... رجاء انبلاج الأمل سعيد... في صباحً قادم... يحِيل حياة أسرته إلى حياة أفضل... وقد تُقدر له خيبة أمل قاسية... ترد أمانيه في الصباح الموعود... وتبقى المياه الراكدة... ثابتة في مجاريها الآسنة.

6- بعد يومين
أم سلمان فوق سطح منزلها... تحاول إكمال عملها بسرعة... لتعود للداخل.
إنها قلقة على ولدها سلمان... لقد أصبح اليوم مريضاً.
المرض للطفل في مثل هذه البيئة أمر مرعب... إنه في كثير من الأحيان... لا يعني سوى الموت... الموت السريع... وربما الموت البطيء... وخيار الحياة لايرد إلا في أحيان قليلة جداً.
ولو قُدِّر للمطر أن ينزل... فهذا بلاشك نذير شؤم وموت... من البرد بالتأكيد.
سمعت الأم السعال الجاف... الذي يلهو بتقطيع حنجرة سلمان... هرولت من الأعلى والذعر يتمالك عقلها المكدود... لاشيء من الموجودات المريحة يمكن للإنسان هنا أن يتمتع به... أو يدركه... سوى شيء واحد... إنه النوم... وربما الموت:
- ليتك يا سلمان تبقى نائماً
ولكن... البرد والمرض حظرا على الطفل تمتعه بالرَّاحة الممكنة الأولى... (النوم)... وقد يكون ذلك إيذاناً بالراحة الثانية... (الموت).
حملت الأم طفلها الشاحب... وبدأت تدور به أطراف الغرفة الضيقة... حرارته بدأت ترتفع... وبطنه أصبح فارغاً... وبكائه ينبئ عن ألم شديد في صدره.
بقيت الأم فترة وهي تصارع أحزانها غير المتناهية... ثم اتجهت للمخزن... وأحضرت بعضاً من التمر... وبدأت تعجنه بين أصابعها... ثم تطعمه لابنها... ولكنه امتنع عن الأكل بعد لقمتين أو ثلاث... بلعها بصعوبة... وبقيت الحال كذلك... طيلة ساعات النهار.
وعندما آذنت الشمس بالغروب... كانت السماء متلبدة بغيوم كثيرة... لا توحي إلا بمطر شديد.
حالة الطفل تنتقل من سيء إلى أسوأ... ولا أمل في شفائه من مرضه إلا بالدواء.
الدواء لمثل هذه الحالات... موجود عند إحدى الجارات... علاج مُجرَّب... وعُرفت جدواه بالتجربة... التجربة فقط.
لقد جُرب على أيدي حكماء القرية... المشهود لهم بالخبرة والمعرفة... بعلاج الأمراض.
لبست الأم خمارها... وتركت طفلها في حفظ الله... حتى تعود إليه بالدواء.
كان منزل جارتهم قريبٌ بدرجة ما... وبعد دقائق... وصلت أم سلمان لجارتها... طرقت الباب... وفتحت الجارة... قالت أم سلمان:
- «أسعفيني يا أم محمد... أرجوك... الولد يكاد يموت... إنّ ألماً شديداً سيُتْلِفُ عليه بطنه... لا محالة... أعطيني من علاج البطن الذي عندك»
- «سلامات... ألف سلامات... اجلسي... سأحْضِرُ لكِ العلاج فوراً... وبإذن الله هو فعال جداًً... ومجرب»
انصرفت أم محمد لإحضار العلاج وهي تقول:
- «هل صحيح أن أبوكم مسافر»
- «نعم مسافر»
- «يعود إن شاء الله بالسلامة»
سكبت الجارة من إناء كبير... في إناء صغير... وفاحت رائحة ذلك العلاج المدهش... ثم أقبلت أم محمد ناحية أم سلمان... وقالت:
- «تفضلي... هذا علاج البطن... اسمه (القاز)... إنه علاج فعال... يقتل ديدان البطن... وأيضاً ينفع للصداع... كما قال الراعي علي... لقد جربه بنفسه
- شكراً يا أم محمد... لقد خسَّرناكم... ولكنه جميلٌ لن أنساه لكم أبداً»
قالت أم محمد وهي تُشيِّع أم سلمان للخارج:
- «هذا القاز إضافة لكونه دواء... فهو أيضا يوضع للفانوس... وتُنار به الفتيلة
- الفانوس؟!
- نعم... الفانوس... إنه اختراع عظيم جداً... أفضل من سراج الدهن... بآلاف المرات... يوضع فيه القاز... ويضيء كالشمس... ألم تفكروا يا أم سلمان... في شراء فانوس »
- «الله يكتب الذي فيه خير يا أم محمد... المهم الآن أن يشفى سلمان... ويعود أبوه بالسلامة»
- «سيعود بإذن الله»
- «في أمان الله»
يتبع الفصل الثاني

د/منوشـآ 24-12-2008 08:17 PM

جزاك الله خير لي عوده باذن المولى لاكمال المضوع ..

شـــاعرة الجيــــل 25-12-2008 11:16 AM

بالانتظار

وحــي قلم !! 25-12-2008 02:59 PM

الأخت عنفوان أنثى أشكر لكِ مروركِ.

الأخت شاعرة الجيل: ما أصعب الإنتظار.


الساعة الآن +4: 10:07 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.