![]() |
وقفاتٌ في معمعة الحدث .. [ نحن و غزة ] .
بسم الله الرحمن الرحيم إن الإنسان ليحار في بعض المواقف التي تؤلمه ، فتراه إن صمت آلمه الصمت ، و إن تكلم أزهقت روحه العبارات ، و أهلكت نفسه ، و في مثل هذه الأحداث لا يحتاج الكاتب إلى استجداء الكلمات ، و لا استنطاق المعاني ، و لا استحضار العبارات ، فهي تتوارد إلى الأذهان بل إلى القلوب .. كنت أرقب مقالات الإعلاميين ، و تحليلات المحللين ، و تعليقات العلماء على هذا الحدث الجلل ، فوجدت الأمة في حالة هيجان عاطفي تعذر عليه و لا تحسد ، فهذا الظلم و القهر ظل جاثما على صدور المؤمنين منذ سنوات بل عقود ، و الأمة منذ أن وطئت أقدام الاحتلال أرض المسرى لا تزال في غفوة طويلة ،حتى عانى أهلنا هناك من طول ليل الخذلان الجائر ، طفولة قُتلت في مهدها ، و فتوةٌ بُترت من أصلها ، حال لا توصف ووضع مأساوي لا تطيقه البهائم .. فهاهم شيوخ اليوم من أبناء الستين و السبعين عايشوا هذه القضية منذ طفولتهم ، و لا أشك أن تحليلات السياسيين و الساسة قد بالغت في طرق أسماعهم حتى تملكهم الضجر من كثرة ترداد أخبار و مستجدات هذه القضية ، و هنا أيها الأفاضل أقف و إياكم وقفات وومضات منها ما أملاه الخاطر ، و منها ما اكتسبته من هنا و هناكـ ، و منها ما اقتبسته من كلمات أولى النهى ممن يعتنون بأمتهم و هموم أمتهم ، فأقول والله المستعان ، و سأعرض صفحاً عما تكرر على الأسماع ، و ليس هذا من باب التنكر لما عُرض ، و لكن أريد الاقتصار على رؤى جديدة ، و وقفات تُضاف إلى ما ذكره غيري و الله ولي التوفيق . أولا : هذا الهجوم الأخير ما كان ليحدث لولا انتصاب قامة الجهاد على أرض المسرى ، و اقتحامها لقلوب الأخوة المقاومين هناك ، فهاهي راية العمالة الوطنية تخبو و تهلك على أرضها ، بعد أن هلكت مبادئها ، و خلت منها قلوب رافعي تلك الرايات ، و لا تزال الأيام تثبت عوارهم و تكشف عن مساوئهم ، فهاهم يحققون التعايش مع اليهود و تفرش لهم الورود كرد لقيمة العمالة ، و جزاء وفاقاً للخيانة ، و الله لا يهدي كيد الخائنين . ثانيا : ينبغي ألا تنسينا مجزرة غزة قضية القدس ، لكي لا نضيع في خطة استدراج يهودية يتم من خلالها تخدير العقول ، و لفت الأنظار إلى المفضول ثم الزهد في الفاضل ، فهذا أمر ينبغي أن يكون في الحسبان ، فما اعتدي على أهلنا في غزة إلا لأنهم قالوا للهيود بملء أفواههم : لا مكان لكم في شبر واحد على أرض فلسطين .. ثالثا : يقول الحق تبارك و تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }، و إن مجالات النصرة كثيرة ، و هنا لا يعنيك ماذا فعل الآخرون ، فإنك إن اعتقدت ذلك فلن تكون من أنصار دين الله ، فعليك بإصلاح نفسك أولاً ، ثم البحث عن وسائل النصر ، من دعم بكل أنواعه ، التماس الدور الذي تستطيع القيام به و لا تحقر شيئاً تستطيع أداته حتى لا تقصر عنه ، و قد جاء في الحديث الذي حسنه الحافظ ابن حجر : " إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعه يحتسب في صنعته الخير والرامي به ومنبله " . رابعاً : إن توعية أبنائنا بهذه القضية من أعظم القربات إلى الله ، و يجب على كل أب أن يعلم ابنه و يربيه على أن له ثأراً عند قتلة الأنبياء ، و أن قضية المسجد الأقصى و فلسطين هي قضية المسلمين الكبرى في هذا العصر ، و قبل ذلك فإن تجديد هذا المعتقد و تأصيله في نفوسنا نحن ينبغي أن يتكرر على الدوام ، و أن نتطلع إلى أخبار تلك البلاد و كلنا لهف و شوق إلى وطء أراضيها فاتحين . خامساً : وقف الأستاذ سيد قطب – رحمه الله – مع سورة الإسراء و بالتحديد في قول الله تعالى : { عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا } حيث قال : " فأما إذا عاد بنو إسرائيل إلى الإفساد في الأرض فالجزاء حاضر و السنة ماضية ، و لقد عادوا إلى الإفساد فسلط الله عليهم المسلمين ، فأخرجوهم من الجزيرة كلها ، ثم عادوا إلى الإفساد فسلط الله عليهم عباداً آخرين ، حتى كان العصر الحديث فسلط الله عليهم (هتلر) ، و لقد عادوا اليوم إلى الإفساد في صورة (إسرائيل) التي أذاقت العرب أصحاب الأرض الويلات ، و ليسلطن الله عليهم من يسومهم سوء العذاب تصديقاً لوعد الله القاطع ، وفاقاً لسنته التي لا تتخلف ... و إن غداً لناظره لقريب ". سادساً : إن الخذلان الواقع على أهلنا هناك لا يُوصف ، و قد سمعنا من يقول أن الفلسطينيين يستحقون ما أتاهم فهم من جاؤوا بالهيود ..إلخ .. فنقول لهؤلاء .. إن قصدتكم أن هناك من خان و باع أرضه على اليهود فهذا خائن و لا شك ، و لكن يجب ألا نجر هذا الحكم على كل أهل فلسطين ، فهناك من استمات و أنفق ماله و جهده بل ونفسه من أجل صد هذا العدو ، جهاداً و مدافعة ، و مات دون ماله و دون أرضه و دون نفسه ، فلا تكن نظرتنا قاصرة ، و لا ندع للشيطان فرصة أن يهون هذه القضية في عيوننا . و إن قصدتكم أن ضربات المجاهدين أججت نيران العدوان ، فإن هذا العدو غاشم مستبد ، يعد و يعاهد ثم نصدقه ، و بعد ميثاقه بلحظات ينقض على المسلمين و يفتك بديارهم و بأعراضهم و بأطفالهم ، و قد اشتهروا بنقض العهود كما قال تعالى : { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا } و قال تعالى : { أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } فلا حل مع هؤلاء إلا الجهاد ، و الظفر بإحدى الحسنيين ، النصر أو الشهادة في سبيل الله ، و يالها من ميتة تمناها رسول الله و تمناها الصالحون من عباد الله . سابعاً : البعض يقول : إن أقل شيء نقدمه هو الدعاء .. و لكن أقول : إن أعظم شيء نقدمه هو الدعاء . اللهم انصر إخواننا على المعتدين ، و على من خانهم من الخائنين .. و من علينا بالصلاة في المسجد الأقصى ، و تجاوز عنا تقصيرنا في حق إخواننا .. أخوكم / عبدالله |
كلام جدا رائع أخي الصمصام
|
جزاك الله خير
لاكن نسيت نقطه مهمه جدا الجهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــاد إلى متى نفكر بهدوء فوالله ان الصبر ذهب وحل مكانه الكثير من الحقد الزبد إلى متـــــــــــــــــــــــــــــى نقول الدعاء نعم ندعي ونجاهد ندعي ونجاهد هذا الكلام المعقول |
أشكرك أخي الصمصام على هذا الموضوع الرائع والجميل،
اقتباس من مشارك الصمصام: اقتباس:
|
أخي .. الصمصام أوجزت وأفدت ... وكل النقاط التي ذكرت لافض فوك ... لكن هذه النقطة ... أحسدك عليها ... اقتباس:
شكراً لك .... |
صديق كلو هذا كلام والله ميه ميه
كلو كلام شوف هادا خامساً : وقف الأستاذ سيد قطب – رحمه الله – مع سورة الإسراء و بالتحديد في قول الله تعالى : { عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا } حيث قال : " فأما إذا عاد بنو إسرائيل إلى الإفساد في الأرض فالجزاء حاضر و السنة ماضية ، و لقد عادوا إلى الإفساد فسلط الله عليهم المسلمين ، فأخرجوهم من الجزيرة كلها ، ثم عادوا إلى الإفساد فسلط الله عليهم عباداً آخرين ، حتى كان العصر الحديث فسلط الله عليهم (هتلر) ، و لقد عادوا اليوم إلى الإفساد في صورة (إسرائيل) التي أذاقت العرب أصحاب الأرض الويلات ، و ليسلطن الله عليهم من يسومهم سوء العذاب تصديقاً لوعد الله القاطع ، وفاقاً لسنته التي لا تتخلف ... و إن غداً لناظره لقريب ". والله كلام ميه ميه صديق كلو نفرات كلام كلو نفر دعا في كل صلاه اللهم انتصار فلسطين اللهم انتصار هادا كلب يهود يارب في كلام سي قطب كلو يصير الهين هادا يهود الهين سوي موت اكتر قبل موت يهود كلو موت الله يرهم عبدالله ازام الله يرهم كلو نفرات سوي جهاد كويس |
إبراهيم اليوسف / حيّاكـ الله يا أبا محمد ، و بارك فيك .. ملكة السراب / أهلا بك يا عزيزي ، و لم أنس هذه النقطة ، و قد ذكرتها في غير موضع هنا في هذه المقالة تجدها إذا قرأتَ جيّداً . نفع الله بك الإسلام .. |
كربة النخلة / أهلا بك أخي ، و أرشد إلى ما أرشدتَ إليه مما جرى في لقاء البارحة في برنامج ساعة حوار و الذي كان ضيفه متضلعاً بالظروف السياسية ، و أعجبني تحليله لضرب غزة في هذا الوقت حيث ذكر أن هذه الضربة تأتي في نهاية فترة الرئيس عباس ، و نهاية فترة باراك ، و أشار إلى ظروف أخرى لا أذكر تفاصيلها بالتحديد .. شكراً لك يا أبا فيصل .. |
أولاهـ يالصمصام بشرنا بيقلعون محمود عباس ..
تفضل : http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=136454 |
ما أقول إلا كما قيل قبلي (( عليكم بسهام الليل فهي لا تخطأ )).
بالتوفيق |
اقتباس:
لا أزيدُ على جملتكَ هذه لا حرمك ربي الجنة أخي / أبو عبدالعزيز |
الدعاء من أعظم الأمور كما ذكرت أخي ،، . . لكن لعلّ الحدود تُفتح كما طالب الشيخ ناصر العمر فيدعم الفلسطيني بالسلاح فحينئذٍ لاتكاد تجد يهودي في أراضينا .. . . تفاؤلي كبير ! لكني أخرجت جزءاً يسيرا مما في قلبي .. .. . شكراً لكـ أبا عبدالعزيز |
كلامك على العين والراس
لكن أنصحك بدال ماتشوف ساعة حوار شف قناة الحوار وجزاك الله خير |
امراة فلسطينيه تقول لانريد تبرعات فقط اعطونا سلاح ونحن نساء واطفال نجاهد قبل الرجال اللهم انصرهم |
الساعة الآن +4: 02:51 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.