أورَاقٌُ مُـبَـع ـثَرَةٌ مِنْ بِلادِ الغُربَة !!
 

.
.

الغَربُ رُغمَ أنَّهُ مُجتَمَعٌ مُتَحَضِّرٌ وَمُتَقَدِّمٌ في عُمرَانِهِ وَشَيئاً مِنْ شُؤونِ حَيَاتِهِ إلا أنَّهُ مُجتَمَعٌ رَجعيٌّ مُتَخَلِّفٌ في أخلاقِهِ .
لا تَتَعَجَّبُ حينمَا تَجِدُ المُجتَمَعَ الغَربيُّ يَهتَمُّ بـ [ تَنظيفِ أسنانِهِ ] ، وَتَجِدهـُ يُهمِلُ التَّطَهرُ بَعدَ [ قَضَاءِ حَاجَتِهِ ] .
يَكفيْ أنَّ والدي قَالَ لي : [ إنَّ سَلامَهُم عندنَا هو قُلَّةُ تَربيَة ]

لَكِنَّ المُجتَمَعَ الغَربيُّ هُوَ مُجتَمَعٌ مِسكينٌ كَطفلٍ يَتيمٍ مُشَرَّد ، تَستَطيعُ أنْ تَسرِقَ لُبَّهُ بابتِسَامَة ، فَهو مُجتَمَعٌ رُغمَ أنَّهُ يَعيشُ في حَياةٍ بَهيميَّة بَينَ أكلٍ وَشُربٍ وسُكرٍ وَقضَاءِ شَهوةٍ ، إلا أنَّهُ يَفتَقِرُ لِمَعنى العَاطِفَةِ والرَّحمَةِ والتَّرَابُطِ الإيمَانيِّ الذي تَذَوَّقنَاهـُ مِنْ نِعمَةِ إسلامِنَا .

إنَّ الغَربَ الذي أعيشُ في بيئَتِهِ لا شَكَّ وَلا رَيبَ بِأنَّهُ كَافِرٌ سَاقِطْ ، غَيرَ أني وَجَدتُ فيهِ مَبَادئٌ وانتِظَامٌ في شُؤونِ حَيَاتِهم ، وَأحيَاناً أرَاهُم يُحرِّمونَ أفعَالاً وَتَصَرُّفَاتٍ رُغمَ أنْ لا دينَ عِندَهم يُقيِّدُهم ، فَهُم في حُرِّيَةٍ سَاقِطَةٍ لا تَعرِفُ الحلالَ والحَرَام .

إنَّ عَامَّةَ الغَربِ في المُجتَمَعِ كَمُقودٍ يَقُودُهـُ الإعلامُ ، فَهمْ قَدْ أخَذوا فِكرَةً عَنْ دينَنَا أنَّهُ دينٌ وَحشيٌّ يَأكُلُ الأخضَرَ واليَابِسَ ، فَإعلامُهم يَقودهـُ حَثَالةُ مُجتَمَعِهم حَتَّى وإنْ كَانَ أغلُبهم حَثَالَة ، كَمَا هُو حَالُ إعلامِنَا وَمِنْ يَقودُهـ .

وَمَعْ أنَّ الغَرَبَ مُجتَمَعٌ مَهووسٌ بِالقِرَاءَةِ ، حَتَّى أنَّكَ لا تَكَادُ تَدخُلُ في دَورَاتِ مِيَاهـٍ إلا وَتُقَابِلُكَ سَلاَّتٌ أو أرْفُفٌ للكًتُبِ والمَجَلاَّت ، لَكنَّ ذَلِكَ لَمْ يُجدي نَفعَاً ، بِأنَّ تُعَلِّمُهم كَثرَةُ القِرَاءَةِ والتَّعَلُّمِ ، حَقيقَةَ الإسلامِ المُغَيَّبَةِ في عُقولِهم والدِّينُ الحَق .

مُجتَمَعٌ يَقضيْ وَقتَهُ في أكلٍ وَشُربٍ وَنومٍ ، لا وَقتَ يُعطونَهُ لِمَنْ أوجَدَهُم وَخَلَقَهم وَهوَ غَنيٌّ عَنهُم سُبحَانَهُ .

عَلَّمني الغَربُ مَعنى اللَّذةَ في العِبَادةِ التي كُنتُ إنْ لَمْ نَكُنْ نَفتَقِدُهَا ، ففي بِلادِ الإسلامِ واللهُ المُستَعانُ نَأخُذُ العِبَادَةَ عَادَةً ، نَفعَلُ حَركَاتِهَا ، لَكِنَّ القَلبَ بَعيدٌ عَمَّا نَعمَلُ واللهُ المُستَعَان .

رُغمَ مَرَارَةِ الغُربَةِ إلا أنَّ في القَلبِ حَلاوةَ حُبِّكُم

* لَيسَ مَا أكتُبهُ حَكرَاً على حَياتي الخَاصَّةُ بَلْ كُلُّ مَا أوَاجِهُهُ لي وَغيري

يَتبَعُ ..
[ إنْ يَسَّرَ اللهُ ذَلِك ]

.
.

الغرب تقدم مادياً لكنه تراجع أخلاقياً، وهذا يتضح لكل من عاش بينهم!!!
ولكن لا يعني ذلك بأننا أحسن حالاً منهم!! انظر إلى حال بعض الدول الإسلامية وشاهدها!! واللهِ لن تستطيع التفريق بينها وبين بلاد الغرب!
عموماً يكفي أنك في الغرب تمارس ما تريد بحريّة ولن يمنعك أحد بحجة طاعة ولي الأمر!!
تمارس شعائرك الدينية وتطرح رأيك بكل قوّة وتقول كل ما لديك بدون أن يُصادر شيء!!

الله يعينك ياقاهر بس صدّقني ودي أهاجر مثلك :d.

.
.
غفر الله لك , وجمعك في عليين .
مهما فعل الغرب الكافر لصناع حياتهم , إلا تجد في نفوسهم هم وغم , ويمكن يكون مردهم الانتحار _ لك الحمد على نعمة الإسلام _ .
.
.

ما اجمل ماكتبت


وصدقت فيما قلت

ولك مني اجمل تحيه

.
.

أبا ريم /

نَعَلَمُ أنَّ بَعضَ الأمورِ في الغَربِ إيجَابيَّةٌ وَكثيرٌ فيهِ سَلبيَّاتُهُ ، بِمَا فيهِ إنحطَاطهُ في سُلوكِهِ وَتَربيَتُه .
وَإنَّ الحُرِّيَةَ في المَقَال والحَديثْ رُبَّمَا أنَّهَا مُطلَقَة ، لكنَّ هَذهِـ إحدَى الأسبَابِ التي أرَاها في إنحِطَاطِهم .

نَفتَرِضْ أنَّ الأمرَ عِندَنَا مَفتوحٌ على مَصراعيهِ بِحُرِّيَةِ تَامَّة ، لَنْ تَطفوا عَلى السَّطحِ إلا الحَثَالةُ وَأهلُ الشَّر ، وَهَاهم قَدْ كَشَّروا عَنْ أنيَابِهم ، وَتسمَعُ فَحيحَ أقلامِهم رُغمَ تَقييدِ الحُرِّيَةُ بِذَلك .


أحيَاناً أجدُ التَّقييدُ مَطلبَاً هَامَّاً للحِفَاظِ على تَجَتُّبِ طَريقِ الخَطأ

شُكرَاً لَك أيُّهَا الحَبيب

.
.

أخي قاهر الروس :
ردّكـ الله إلى دياركـ سالما غانما ..

.
.

وَصِلتُ إلى مطَارِ الدَّولَةِ ، حَقيقَةً لا أُجيدُ لُغَتَهُم تَمَامَ النَّطقِ والقِرَاءَة وَالمخُاطَبَة ، فَحَاولتُ التَّظَاهُرَ بِأنْ لا شَيءَ أعرِفُهُ حَتَّى أتَخَلَّصَ مِنهُم.
وَصِلتُ للكَاونتَرِ والطَّابورُ لا تَكَادُ تَرَى نِهَايَتَهُ ، جَاءَ دوريْ فَتَقَدَّمتُ لِذَاكَ الأصلَعِ الذيْ بَدأ يُعيدُ وَيُكَرِّرُ [ هَلو ] وَأنَا مَازِلتُ أبتَسِم ، يَقولُ أحيَاناً بَعضَ الكَلِمَات ، ولا أعلَمُ أهوَ يَمدَحُ أم يَذُم .

أرسَلني بِالإشَارَاتِ إلى العِيَادَةِ لأخذِ الفَحصْ الشَّامِل ، فَقَابَلتنيْ المُمَرِّضَة ، وَبَدَأتْ تَتَمَعَّنْ بِالوَرَقَةِ ، ثُمَّ بَدأتْ تُخَاطِبُني ، لا أستَطيعُ سِوى أنْ أقولَ لَها [ آيَّ دُونت سبيك إنجلش ] .
انـتَظَرَتُ قَليلاً حَتى دَخَلَ مَعيَ رَجلٌ وَزَوجَتَهُ يَبدو لي أنَّهُ مِنْ مَنطقتِنَا ، بَدأتْ الممرِّضَةُ تُخَاطِبُهُ وَهو يُتَرجِمُ لي ، في الأخيرِ قَالَ لي : أنَّهَا تَعتَذِرُ عَنْ تَأخيرِكَ ، وَتُعفيكَ عَنْ التَّقرير . [ ثَانكو ] انتَهينَا مِنْ الإجرَاءات .

خَرَجتُ لِصَالَةِ الانتِظَارِ ، خَمسُ لَوحَاتٌ سُجِّلَ فيهَا اسمي ، أممم لا أعلَمُ مَعْ مَنْ أذَهبُ وَمَعَ مَنْ سَأستَقِرُّ .

سَلَّمتُ عَلى الأولِ وأخبَرتُهُ بِأنَّيَ مَنْ يَبحَثُ عَنهُ وَيَنتَظِرُ .
وَبدَأ يُرَحِّبُ بي وَكَأنَّ المَطَاَرَ بَيتُهُ ، أخبَرَ الآخَرينَ ، واختَرتُ الإقَامَةَ يومَاً في العَاصِمَة كَانَ هَذا يَومُ الجُمعَة ، ذَهبنَا للإفطِاَر ، وَتَجَوَّلنَا في المَدينَة ، حَتَّى قَرُبَ وَقتُ صَلاةِ الظُّهُرِ فَتَوجَّهنَا للمَركَزِ الإسلاميْ .

كَانَ الأمرُ غَريبَاً عَليَّ تَمَاماً رُغمَ أنيَ صَلَّيتُ الجُمعَةُ في عِدَّةِ دُول ، أعتَقِدُ أنَّهُم بِحَاجَةٍ إلى أحدٍ مُلِمٍّ أكَثرُ في الخَطَابَة وَشَيئَاً مِنْ ذَلِكْ ، أممم أيضَاً لا أُنكِرُ جُهدَهـُ في بِأنْ يَخطُبَ الأولَى بالعَربيَّةِ والأخُرى بالإنجلِيزيَّةَ وُقنوتِهِ لأهلَ غَزَّةَ -ثَبَّتَهُم اللهُ وَنَصَرُهم -.

جَميلٌ هوَ ذَاكَ اليومُ الذيْ قَضيتُهُ في العَاصِمَة ، لأنَّكَ تَجِدُ مَا يَبعَثُ الطَّمَأنينَةَ والأنسِ ، فَبينمَا نَحَنُ في وَقتٍ نَجِدُ بَعضَاً مِنْ فَتَيَاتِ المُسلمينَ – هَدَاهُنَّ الله -اللاتيْ جَعلنَ الغَربَ مَحَطَّةً لِيُحَطِّمنَ فيهِ صَرحَ العِفَّةِ والحَيَاءِ والمُروءَةِ والحِجَاب ، تَجِدُ وَبِكَثرَةٍ وللهِ الحَمدِ مِنْ فَتيَاتِ المُسلمينَ مَنْ لا تَرى مِنْهَا ولا حَتى أظفَارِهَا – ثَبَّتَ اللهُ قُلوبَهُنَّ إلى يَومِ الدين - .

انِتهى يَومُنَا في العَاصِمَة


يَتبَعُ ..
[ إنْ يَسَّرَ اللهُ ذَلِك ]

.
.

.
.

فارس الفرات /

آآمين


الغَربُ مُجتَمَعٌ يَتَضَايقُ حَتى مِنْ نَفسِهِ ، مِنْ كَثرَةِ غَمِّهِ وَهَمِّه


شُكرَاً لَك

.
.