بريدة ستي - تحيا المواهب بايدينا وبها تموت ايضا

تحيا المواهب بأيدينا .. وبها أيضاً تموت ..

وهب الله الإنسان نعمة العقل وأسبغ عليه نعماً عديدة يُحصلها الإنسان بإعماله لعقله وفكره , وقد حبا الله كل إنسان بدرجةٍ من الذكاء فبنوا البشر ليسوا بدرجة فكرية واحدة , وإنما هنالك تفاوت بينهم بقدرة العزيز الحكيم .

إلا أن الفكر الإنساني والذكاء يمكن تنميتهما إذا ما وجد الشخص البيئة الجيدة والتوجيه السليم منذ نعومة أظفاره , أو على الأقل قبل نهاية مرحلة الطفولة .

فحينما يوفق الطفل بأبٍ متفهم أو معلمٍ ناصح يراعي حق الله بطلابه فيكتشفان موهبته ويساعدانه على صقلها وتحقيق أكبر استفادة مما وهبه الله من مواهب فحتماً ستجده في غاية الإفادة لمجتمعه وأمته بل وعالمه أجمع .

لكن المشكلة لدينا كعرب تكمن في أننا نقتل الموهبة في مهدها .. خذ على سبيل المثال حينما تشتري لابنك لعبةً وبعد سويعات قلية تجده قد كسرها وأخذ يعبث بها حلاً وربطاً .. تُرى هل ستشجعه ؟ لا أعتقد ذلك هذا إن سلم من الضرب والوعيد بالويل والثبور .

هذا هو واقع الأولياء إلا ما ندر لست أدري مالمشكلة في تحطيم اللعبة .. دعه يحطمها واشتر له أخرى بل مالمانع من أن توفر له ورشة صغيرة لأعماله التخريبية .

أحد الزملاء كتب أبياتاً يهجو فيها معلميه وكان حينها في الصف الأول المتوسط , فلما وقعت القصيدة في يد وكيل المدرسة استل عصاه وضربه عقاباً له ولكي يعترف بمن كتب له هذه المعلقة أو ساعده في إعدادها .. فبدلاً من تشجيع الطالب على الأدب وفنونه قتل موهبته , المهم أن هذا الطالب لم يكتب بيتاً واحداً حتى أنهى المرحلة الثانوية .

فالتجاهل والردع هما أكبر قاتل للموهبة والإبداع , فعلى المربي أن يراعي جوانب التحفيز قبل الردع وأن يبتغي وجه الله في الأمانة التي أوكلت إليه وأتُمن عليها .