السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

قال لي صاحبي مع مطلع العام الهجري : لا تتعجل في شراء
سيارة فأسعارها ستنخفض إلى النصف بعد شهرين ! .
صاحبي لا يعترف بالتحليل المنطقي ولا يفرق بين ما يشتهي وما يمكن أن
يقع ، هو صدى لغيره فمبجرد ان يروق له الكلام ويعجبه يبدأ بترديده .
يقول لي قبل يومين لاتتعجل في شراء سيارة فأسعارها
ستنخفض إلى النصف بعد أربعة أشهر !! .
تذكرت جحا عندما أراد تعليم حمار الوالي ووضع لهم شرطاً هو ان يتم
ذلك خلال خمسين سنة .

كنت أتقاتل أنا وزملاء العمل هم يقولون بأن السيارات ستنخفض وأنا مصر
على عدم صحة توقعاتهم وقد وعدتهم بوليمة فاخرة ان صدقت توقعاتهم .

هذا موضوع كتبته قبل شهرين لكنه ظل حبيس مستندات الكمبيوتر ارغب
الان في تحريره واطلاق صراحه فالله يحب المحسنين .

لي رأي في المقاطعة الجارية الآن للسيارات غير ملزم لأحد تتلخص في انخفاض السيارات
المتوقع أمر مستبعد وغير صائب ولا يستند إلى رؤية موضوعيه أو يتماشى مع
تحليل ٍ منطقي فهو باختصار أضغاث أحلام نحن بتفسيرها عالمين فنقول :

ليس لدينا ما يسمى ثقافة المستهلك فالناس لديهم هوس
شديد للشراء والتسابق نحو اقتناء الجديد وان كان يرهق الكاهل ويؤثر على الميزانية
والإنفاق، كما أن هناك إصرار على شراء سلع ومنتجات محدده انسياقا مع الناس
فنحن نمتلك عقلاً جمعياً حتى وان توفر البديل المناسب .
لا نفرق بين ما نريد وما نرغب ، بين ماهو ضروري أو كمالي ، و لا نفرق بين الإنفاق الرشيد
والبخل ولا بين الكرم والسرف ، باختصار نحن نمتلك أمية استهلاكية ولدت مع الطفرة
تتلخص في هذه الحكمة المتوارثة : انفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب .

لا نفاصل في السعر ونعتبر ذلك أمرا معيبا ونتوقع زيادة السعر تعني زيادة الجودة .
ولا نقرأ التفاصيل المتعلقة بالسلعة و لا مصدر السلعة ولا كميتها من اجل المقارنة
ولا معلومات عن المنتج فمثلا من سيشتري نوع من أنواع الأغذية فهل لديه معلومات عن :

الأغذية المعدلة وراثيا
مادة الاكريلامين
المواد الكيميائية المسرطنة
مشروبات الطاقة
زيوت القلي المهدرجه
الأمراض المعدية المنتقلة بالغذاء
المواد الحافظة والأصباغ والملونات
جودة المنتج
شروط التخزين
الصلاحية

هذا بالنسبة للأغذية التي يكون ضررها مباشراً على الجسم ،فما بالك بما هو
دونها كالآلات والسيارات .

حتى لوكان لدى الفرد منا ثقافة استهلاكية فالبديل المتوفر قليل بسبب
الاحتكارات الأشبه بالنظم الإقطاعية فالواحد منا يكدح طول العمر ثم
يسلم شقاه وعرق جبيه للطبقة البرجوازية المتنفذة وارفع راسك أنت سعودي .

أيضا لا يوجد عمل جماعي منظم فالمقاطعة تحتاج إلى
جمعيات مستقلة لا ترتبط بالحكومة تنظم توجهات الناس نحو الشراء أو الامتناع عنه ، لذا
تنجح المقاطعات في أوربا وتخشاها الشركات الكبرى نظرا لوجود مؤسسات منظمة
مستقلة همها اخذ حقوق الناس والضغط على التكتلات الاقتصادية .

عدم وجود ثقافة استهلاكية وشيوع الاحتكار مع عدم توفر البديل وغياب المؤسسات الأهلية
المنظمة للمقاطعات يجعل من الصعوبة نجاح الجهود الفردية التي يقوم بها الناس الآن .

أتمنى أن لا تصدق توقعاتي ليس لأجل أن اشتري سيارة ولكن لأجل أن تشرفونا بحضور
الوليمة الفاخرة ، فكم هي مفيدةٌ تلك المقاطعات التي تجمع الأحباب .

نراكم لا حقا في مقاطعةٍ خاسرة .


.

مشكور اخوي علي المعلومه لكن قريت اليوم في الجريده انه فيه شركة سيارات جديده اسعرها رخيصه مرره يعني من 10 الف وتحت