بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   حَدِيْثُ المَسَاءِ .. لِبَدْرِ السَّمَاء .، (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=143362)

د / ماسنجر 10-03-2009 01:01 AM

حَدِيْثُ المَسَاءِ .. لِبَدْرِ السَّمَاء .،
 



http://www.up-00.com/wsfiles/UQm36304.jpg

( 1 )

حَدِيْثُ المَسَاءِ .. لِبَدْرِ السَّمَاء ،

رأيتك أيها القمر .. وكأني لأول مرة في حياتي أشاهدك بهذا الجمال وبهذا السّحر ، كنت أمشي رهواً إلى أعمالي فوقفت صامتاً مبتسماً منسجماً ومتأملاً في شأن سموّك وعلوّك .. منبهراً من شعاعك الذي انتشر في الظلام ليبعث للأماكن نوراً وصورة كغير منظرها في النهار بعد ما تلبث الشمس في كبد السماء ، شعاعكَ .. الذي أخذ هاجسي إلى قلب إنسانٍ عاشق هَام وجنَحَ إلى أعمق ما يكون بحسنائه وهو قلبها ، وجعلني أشعر بأن ضوءك كأنه حبها الذي انشعَب في قلب الودود المُريع وداوى جروحه وخفف من لواعجه حتى أخفاها .

رأيتك .. وأفاق كل ما سكنني فأصبحت أنا وقلبي وروحي وفكري وهاجسي وإحساسي ومشاعري ننظر إليك ، فلا الوقت ضايقني ولا الشعاع أعماني ، بل عندما رأيتك .. ذهبت من عيني أقذاؤها وانزاح ما كان يؤلم نظرها فأصبحت نقية صافية ، وفُتح باب الجذل في قلبي فشعرت بنشوة لا يشعر بها إلا من شاهدك بصدق وبتمعُّن .

لا تؤاخذني على حديثي فإني والله أشعر كأن صديقاً منذ الطفولة جاء بعد اختفاءه لسنوات طوال ، وأخذ بيدي إليه وضمّني .. وأنساني كل ما حلّ بي في هذه الحياة من كل ما يسوء المرء ، فاحمد الله على ذلك البخت الذي أصبح من نصيبي .




بـ مقلمة د / ماسنجر

ذلك الحَديث .. فيْ المُدوّنَة.



وررردة الخزامى 10-03-2009 02:46 AM

إحساسٌ مرهف
بهِ مكامن حزينة !
نصٌ جميل وعميق
سأكون بالجوآر لأتآبع كل جديد
إحترآمي لروعة حرفك
تحية لك ولقلمك الفذ

د / ماسنجر 11-03-2009 12:19 AM




http://www9.0zz0.com/2009/03/10/21/873939945.jpg

( 2 )

حَدِيْثُ المَسَاءِ .. لِبَدْرِ السَّمَاء ،

وكل دقيقةٍ بعد دقيقة تكتمل .. وكل جزءٍ من الثانية تزداد ابتسامتي وسعادتي لجمال ذلك الاكتمال الذي وهبك الله إياه ، ليت بعض القلوب تصبح مثلك تشعّ وتضيء وتُنير حتى لا يموت فينا ذلك البِشْر الذي يجعلنا نعيش على صراعٍ مع تلك القلوب وبما تحمله وما تكنّه تجاهنا ، وهناك الكثير منها أصبح إشعاعها كلهب النار .. ذلك اللهب الذي شتت توحّد بعض القلوب مع أصحابها ، وجعلها مستنفرة إلى هنا وهناك مما يجعل الشك في الفكرِ وهواجسه .

و لا يكاد الإنسان يفيق من همومه ويستعيد أنفاسه التي عكر راحتها وصفوها تلك المنغصات في هذه الحياة ، ليسعد وكأنه طفل ذو سبعة عشر شهراً يطير في السماء متنقلاً بين ضياءك في الليل .. بعد أن تخلد الطيور إلى أعشاشها قُرب غروب تلك الساطعة وتحمي صغارها إما عن البَرد أو تضيف إليهم القليل من الطعام ليسد جوعهم حتى آذان الفجر ، أما هو لا يجد من هذه الحياة المؤنسة إلا ظهورك بعد أن ينام بنو جنسه ، ويحلق متمنياً الوصول إليك .. سحرهُ وجهك البارق الوضاء ولكن الذي يتعبه هو ابتعادك عنه ويحاول ويحاول ثم يعود حزيناً إلى عشّهِ متسائلاً : هل سيظفر بحضورك المستديم ؟ ، أم أنك ستفتّت أحلامه وتغيب وتعود ثم تغيب ؟ .. وما إن تميل نفسه إلى ثاني أسئلته حتى تسيل على خده دمعة وحيدة تلظّى لها بريق في هدوء ذلك الجبل ، والذي أرّث نارها هو أن محياك الذي يراه بعينه ينعكس بدمعته فيحس بأنك تسكنه وأنك استحوذت على روحه وكل شيء به ، وبجزءٍ لا يتجزأ يفيق ولا يراك إلا ابعد عليه من ابتعاد النجمة العليا من النجمة الأخرى في جهة الأرض المعاكسة .






وررردة الخزامى 11-03-2009 02:10 AM

أنــآ ..
عاكفةٌ على تدويـن كل مايستحق أن يدون
لكـل من يعشق البــوح

أقــول
أمطروني ببوحكم ...
كي نبتدع مفايهم إحتواء !
كي نقتاد الحزن للفناء !


فبوحكمـ
يكتبني في عز الأرق ..

سأعــود بالتأكيـد

هايين 11-03-2009 08:16 AM

مدهش
ماخطه قلمك لجمال قمرك
تابع فنحن نقرأ

شكرالك

د / ماسنجر 13-03-2009 04:02 AM




http://www.up-00.com/wsfiles/mBx04882.jpg

( 3 )

حَدِيْثُ المَسَاءِ .. لِبَدْرِ السَّمَاء ،


لا أراني الآن .. إلا إنساناً ممسكاً بيراعه الذي لم يفارقه ، متنقلاً مابين قلبه وفكره وشؤون مشاعره وأحاسيسه و مابين الحياة كلها من : زهورها وورودها ، بساتينها وأشجارها ، أنهارها ووديانها وشلالاتها وبحارها ، صحراءها وأراضيها ، ترابها وأحجارها وجبالها ، مساكنها من أكواخٍ وبيوتٍ وقصورٍ وعَاليات ، سماواتها ونجومها وكواكبها ومجراتها وشمسها وقمرها ، وهوائها وغبارها وحرارة أجوائها وبرودة نسيمها ، وألوانها وأشكالها وسكّانها على أرضها بكل أصنافهم وفروعهم وأجناسهم ، وسِحنة كل شخصٍ منهم ، بأوصاف شخصياتهم وتعدد خواطرهم وأفكارهم و خوالجهم ودواخلهم وما في صدورهم .. حتى أصلُ إليّ .

و عندما أصلني .. أجد قلبي فاتحاً يداه وبكل عطفٍ ولطفٍ وشفقة يردد : تعال .. تعال لِج بداخل نفسك وسر مابين جوانبها فهي فسيحة واسعة مدّ البصر ، وكل مسافةٍ و ركنٍ وزاوية ومقدار الذراع بقياس الأصابع .. وكل أصبع من تلك بحجم أربع حبات شعيرٍ مصفّفة ومرتبة بطناً إلى ظهر ، وموضع حبة الشعير .. أثمن من الصّريفَ و السَّيرَاء و الشَّمُّور والنُّظار و الهِبْرِزِيْ . فرددت بكل حُزنٍ وحَزن : وهل سأبحر غير إبحاري وتنقلي في لحظاتي الخاليَة مرةً أخرى في محيط نفسي ؟ ، تلك النفس التي لا أحد يدري ما بها سواي .. ولا يشعر بكل ما تشعر به إلا إياي .. ولا يتوجّع من قرص آلامها إلا أنت ، ثمّ أطرق رأسه إطراقةً وكأن هموم البشر كلهم أحياءاً وأمواتاً سكنته .. ورفع بصره إلي بعد أن قال بحُرقة : أرجوك .. أرجوكَ يا مالكي .. لا اعتقد أن هناك في تلك الحياة أغلا عند الإنسان من نفسه ..! ، لقد أصمتني بعد كلمته القاتلة ، كأني أرى المقانبُ تنتهسني وتبعثر أحشائي ، بل كأن أضلاعي اشتجرت تُريد الخلاص مني لتفارقني .

قلت له بعد أن أبرزت مقلتاي : إن كانا لا يحملان داخلهما تجاههما شيء .! فأيُّ إنسانٍ يرفض أن يدور في نفسه ليعبر ممراتها ويرى أجزاءها ويتفقد أحوالها ..؟! ، بل أيُّ نفسٍ تستحمل صاحبها الذي حملها منذ أن كان في رَحِم أمه تسعة أشهرٍ قبل الحياة وسنين بعد ولادته ؟ ، و أيُّ قلبٍ يطيب له البقاء مابين جفاء نفسٍ لإنسانها وصبرُ إنسانٍ على نفسهِ ؟ وعكسهُ ، و أي خاطر .. يروق له أن يجول ويتسنّم في سماء الهاجس والفكر ؟ ، بل أي عين لا تتعب من تدفق الدموع وذرفها من أجل ذلك الإنسان ونفسه ؟ ، و أي دمعةٍ تتسلى بسيلانها على وجنتهِ كل ما يحين ذلك ؟ إلى أن ينتهي بها الطريق معلنةً فراق محيّاه ، و أي وجنة لا تملّ من المآقي ؟ ، و أي حاجب لا يُزعجه ذلك المنظر وهو يرى المدامع من عينه تسقط على الوَرق ؟ ، بل أي ورقةٍ .. لا يُثقلها صَبغُ حرفه بقلمه ؟ ، و أيُ كلمةٍ تستحمله أن ينطقها جهراً .. أو سراً ليعبّرها ؟ ، بل كيف يطيق لها أن تخرج من فكره إلى هذه الحياة ؟ ، و أي يَراع يصبر عليه عندما يكتب ؟ ، وأي سبابةٍ وإبهام لا يملاّن من استخدامه لهما من أجل ذلك ؟ ، ثم ابتسم ابتسامة الرضا وانزاحت عن وجهه ظلمة سوداء واعتدل ثم انشأ يقول :

مازال مقام نفسك يا مالكي ثمين جداً .. فلا تبيع به أو تساوم ، لم يجيء باعتقادي حتى اعتقد أن الشمس تستطيع أن تعيش وحيدة ، أو أن القمر يستطيع العيش وحيداً لأن ذلك مستحيل .. فكيف يجيء بهِ أنك تستطيع إنهاء لحظةً من دقائقك اليسيرة بلا نفسك الشاعرية ؟ ، أما تعلم أنها قد جعلت منها لك حديقةً غناءه .. إذا أفل ضوء الشمس عن محياك جعلت من أزهارها نوراً يضيء لك كضوء الشمس .. ! ، ومن ورودها عِطراً يسير بك ويخرج منك فوّاحاً .. ! ، قلت : بلى ، ولكن أود أن أخبرك حديثاً يُنهي كل ما دار بيننا ، قال : لك ذلك ولكن بالتفصيل ، قلت : لن أطيل حتى أتحدث بالتفصيل ، أردفت : إنك أنت ونفسي أغلا عندي من أي شيء ثمينٍ في هذه الحياة .

أرأيت أيها القمر مالذي دار بيني وبين ذلك الحزين ؟ ، لقد جعلتني وبلا شعورٍ مني أسبح في الكون وأمضي إلى طرقٍ لم أكن بها من قبل ، لا أدري ماهو السر .. هل هو في جمالك وشعاعك ؟ ، أم في استماعك إلي وصمتك للإنصات لحديثي ؟ ، أم لكونك معي صاحباً في كل لحظةٍ من الليل ؟ .. لا أدري حقاً .. لا أدري .




وررردة الخزامى 13-03-2009 05:45 AM

َاتَ التَلَعثم حَلِيْفَ القَلْبِ
يَغترِفُ الجُموْدَ ويَمتَهِنُ الصَمتَ
المَمْزوْجَ بـِ أسَاطِيْلِ الإمْتِنَانْ
الـ لَا تَحْوِيْهِ أبْجَدَيَةْ
وَلَا تَكْفِيْهِ مَصْفُوْفَةٌ حَرْفِيَةْ !


ألْجَمْت فَاهِيْ وكَبَّلْت حَقَائِبِيْ
اللُغَوِيَةٍ بـِ الدَهْشَةْ !



فبارك الله فيكـ

ساحرة القرن الأخير 13-03-2009 01:30 PM




***
بِمَآ أنَّ فِي الَأرّجَاءْ رَفيِقَاً لِ بَدّرِ السّمَاء..!
يَهِمسُ فِي أشّجَانهِ عذُوبة
لَآحَ بِ بَرق لِمَن بَثَ روَحَ الَإبّدَاع فِي أجّسَادِ الكَلِماتْ..!
لِ تَعبق بِ أجّملِ المَعانِي..!


أخيِ د/ماسنجر
أشّكُرك..وَدُمتَ لِ الهَمسِ مِعطاءً..؛



د / ماسنجر 13-03-2009 09:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها وررردة الخزامى (المشاركة 1392108)
إحساسٌ مرهف
بهِ مكامن حزينة !
نصٌ جميل وعميق
سأكون بالجوآر لأتآبع كل جديد
إحترآمي لروعة حرفك
تحية لك ولقلمك الفذ




وردة الخزامى

مرحباً بك وأهلاً ..
وحياك الله في كل وقت ..
أشكرك لحضورك ..
وأقدر ثمين كلماتك ..





د / ماسنجر 13-03-2009 09:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها وررردة الخزامى (المشاركة 1393887)
أنــآ ..
عاكفةٌ على تدويـن كل مايستحق أن يدون
لكـل من يعشق البــوح

أقــول
أمطروني ببوحكم ...
كي نبتدع مفايهم إحتواء !
كي نقتاد الحزن للفناء !


فبوحكمـ
يكتبني في عز الأرق ..

سأعــود بالتأكيـد





ولن يكون ذلك قليل ..
ولن يكون ذلك كثير ..
أقصد الحديث للقمر ..
ولكن ما سيحدده هو الفكر ..
ما إن يستطيع الحديث له ..
سيأتي في كل وقت ..
شكراً لك





د / ماسنجر 13-03-2009 09:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها هايين (المشاركة 1394152)
مدهش
ماخطه قلمك لجمال قمرك
تابع فنحن نقرأ

شكرالك






ليس قمري وحدي . !
إنما لنا جميعاً ..
شكراً لك ..
وأهلاً ..





د / ماسنجر 13-03-2009 09:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها وررردة الخزامى (المشاركة 1396856)
َاتَ التَلَعثم حَلِيْفَ القَلْبِ
يَغترِفُ الجُموْدَ ويَمتَهِنُ الصَمتَ
المَمْزوْجَ بـِ أسَاطِيْلِ الإمْتِنَانْ
الـ لَا تَحْوِيْهِ أبْجَدَيَةْ
وَلَا تَكْفِيْهِ مَصْفُوْفَةٌ حَرْفِيَةْ !


ألْجَمْت فَاهِيْ وكَبَّلْت حَقَائِبِيْ
اللُغَوِيَةٍ بـِ الدَهْشَةْ !



فبارك الله فيكـ





وبارك الله فيك ..
لأنك جعلتيني أحاول أن لا أقف ..
فهناك من يقرأ الهمس إلى القمر ..
فأشكرك حقاً لتواجدك وحضورك هنا ..





د / ماسنجر 13-03-2009 09:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها ساحرة القرن الأخير (المشاركة 1397034)



***
بِمَآ أنَّ فِي الَأرّجَاءْ رَفيِقَاً لِ بَدّرِ السّمَاء..!
يَهِمسُ فِي أشّجَانهِ عذُوبة
لَآحَ بِ بَرق لِمَن بَثَ روَحَ الَإبّدَاع فِي أجّسَادِ الكَلِماتْ..!
لِ تَعبق بِ أجّملِ المَعانِي..!


أخيِ د/ماسنجر
أشّكُرك..وَدُمتَ لِ الهَمسِ مِعطاءً..؛








شكراً لتلك الكلمات ..
فبدر المساء يستحق أن يكون الهمس له ..
والكتابة له ..
ويستحق أن يكون شيء من التفكير له ..
فهو رفيق .. قلما أن يكون هناك مثله ..
في تلك الأيام ..
حياك الله




نغم 14-03-2009 02:15 AM


..



زِدْننَآ
مِنْ بَوحِك
واْرونَِآ
مِنْ هَذَاْ الهَمْس المجْنُون
وَ لِتَعْلمَ
أَنَّ حَديثٌك فٌآق آلجَمآل
وَ لَاأرآه
يٌرآودُُ آلكَمَالْ

:017:


..




الساعة الآن +4: 07:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.