بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   هَيَّا خُذينيْ .. طَالتْ سنينيْ ، وامسحيْ خدي والجَبينِ..!! (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=154102)

قاهر الروس 06-06-2009 04:55 AM

هَيَّا خُذينيْ .. طَالتْ سنينيْ ، وامسحيْ خدي والجَبينِ..!!
 
.
.


http://www.buraydahcity.org/upload/5276_01189047430.jpg


هَيَّا خُذينيْ .. طَالتْ سنينيْ ، وامسحيْ خدي والجَبينِ..!!


الحَيَاةُ بِأيَّامِهَا عَلى أيَادِينا مُقَيَّدَة ، وَبِزَنَازِنِهَا وَوجوهـُ شَاحِبَةٌ ، وَدموعٌ ذَارِفَة ، حَتى الأقدَامُ كَأنَّهَا تُجَرُّ لِتَعيشَ كَأسيرٍ يُجَرُّ لِلمشنَقَة .
سَأُفيقَ لأكتُبَ حُروفٌ طَائَِشَةٍ ، وَصَاحِبٍ لَكُم أشَغلَكُم بِهَذيَانِه ، كَطِفْلٍ تَعَلَّمَ مَسكَ القَلَمِ وَبدأَ يَكتُبُ عَلى كُلِّ جِدَارٍ يُقَابِلُه .

مَا كَانَ لقَلميْ أنْ يَخضَعَ لأحدٍ وَيَترَجَّاهـ ، وَلا لِنَفسيْ أنْ تَتَحَسَّرَ وَتشكوا قَلبَاً أدمَاهـ .
مُؤِلمٌ أنْ يَبكي المَرءُ ولا يَعرِفُ مَا بِهِ مِنْ عِلَّه ، وَطَبيبٌ حَارَ في أمرِهـِ !!
آآهـٍ على الدُّنيَا لَمْ تَكُن وَردَةٌ نُغَذِّهَا مِنْ أرواحِنَا فَيَطولُ عُمرُهَا ، إنَّمَا أيَّامٌ مُقَدَّرٌ لَنَا أنْ نَعيشَهَا وَلا نَعلَمُ مَا تُخَبِّئُهُ لَنَا .


شَخْصٌ يَمشيْ وَيتَعَثَّر ، وَلِسَانٌ يُتمتِمُ وَيَتَعبَّر ، وَعَينٌ تَدمَعُ وَتَتحَدَّر ، وَقَلبُ يَنبِضُ وَيَتفَطَّر ، ألَماً بِأجسَادِنَا يَنخَر ، يَا حَيَاةٌ طَاَلتْ بِأيَّامِهَا تَصدِمُنَا وَتَحفِر !!
مَهَلاً مَهلاً بِجَسَدٍ ذَبلُ وَابيَضَّ الشَّعرُ وَانحنى الظَّهر ..!
هَيَّا خُذينيْ .. طَالتْ سنينيْ ، وامسحيْ خدي والجَبينِ.. !!


أسَتُصَالِحُنَا الحَيَاة ، أمْ أنَّهَا سَتَخوننا يَومَاً مَا وَ بِنَا تَغدِر !!
مَركَبُ الحَيَاةِ حُطَامٌ وَجَسَدٌ مُتَرَهِّل ، أيَّامُهَا ظلامٌ دَامِسْ ، وَمِنْ بَينِ سَرَادِيبِهَا صَوتُ أنينٍ مُوِحشٌ .
كَمْ مِنْ مَرَّةٍ رَكِبتُ مَركبيْ مُغَادِرَاً شَواطِئَهَا ، فَترمينيْ أمواجُهَا في أحضَانِهَا .

قابَلتُ طِفْلاً يَحمِلُ حَقيبَتَهُ خَلفَ ظَهْرِهـِ وَاقِفٌ عِندَ أحدِ المَرَاكِزِ الغِذَائيَّة ، يَكثُرُ الفُقرَاءُ في هًَذهـِ المَديَنة ، كَانَ يُغنيْ لِيجمعَ بِضَعَ دَرَاهِمٍ يَسدُّ بِهَا جوعَه .
سَمِعتُ مِنْه تَمتَمَةً وَهَفواتُ حُروفٍ رَقيقَةٍ خَجولَة !!
كَأنَّ نَفسيْ وَأحَسَّتْ بِجَرحٍ وَتَجَرَّعَتْ مَرَارَته .
أخَذتَنيْ إليِهِ إلتِفَاَتة .. تَقَدَّم نحوي وَقَالْ : أتُريدُ سَمَاعَ كلاسيكيَّةٌ أمْ رومانسيَّة ؟!!
قُلتُ لَهُ : سَمِّعنيْ بِصوتِكَ بِدونِ آلَة ..
وَضَعَ عَلى إصَبعَهُ بِأذنِهِ ، وَبَدأ أُغنيَتَهُ بِتَنهيدِةَ !!

جِرَاحٌ عَلى أصَابِعهِ ، وَثيَابٌ رَثَّةٌ بَاليَة ، وَشَفتانِ تَرتَعشَانِ بَرَاءَة ، وَجَسدٌ يَخبِّيءُ خَلفَهُ نِيرَانُ هَمٍّ مُحرِقَة !!
بَدأ صَوتُهُ الكَسيرُ يَرتَفِعُ وَكأنَّهُ قَدْ غَابَ عَنْ وَعيهِ وَلا يُبَاليْ بِمَنْ حَولَه ، حتى أمطَرت عَينُهُ بِدموعهِ !!
وَضَعتُ يَدي على كَتفِهِ لِيَتَوقَّف ، فَكَأنَّمَا أيْقَضتُهُ مِنْ نومِهِ !!


قُلتُ لَه لي سُؤالٌ هَلْ سَتَتَقبَّله ؟!!
طَأطأ رَأسَهُ بِالموَافقَه ، فَقُلتُ لَه : مُنذُ مَتى والرومَانسيَّةُ والكلاسيكيَّةُ مَعزوفَةٌ حَزينَة !!
لَمْ أجِدْ منه جَوابَاً فَغادَرتُه !
يَا الله ، أُنَاسٌ كَأنَّ ولادَتهم أتَتْ بِزفرَةٍ وَتنهيدَة ، وَحيَاةُ رَمتْهمُ بَينَ أَنيَابِ أيَّامٍ لا تَعرِفُ الرَّحمَةِ .
مَا ذنبُ هَذا الصَّغير وَمَنْ سَيُداويْ جِرَاحَهْ .. حَتى اخْتَلفَتْ مَوازينُ الحيَاةِ وَاختلَطتْ عَليهِ ألحَانَهْ .

تَجَاربُ الحَيَاةِ ، تَصنَعُ في المَرءِ شَخصيَّةُ أُخرى مُغَايرَةٌ تَمَامَاً
عَنْ الوَاقِعِ الذيْ كَانَ يُؤمِّلُهُ وَيَعيشُهُ بَلْ وَيحَلمُ بِهِ وَيَتَصوَّرُهـُ
وَقَدْ يَتنَازَلُ المَرءُ عَنْ شَيءٍ في شَخصهِ إِذَا ظَرفٌ مَا أجَبرَهـُ
عَلى ذَلِكْ .


يوَمَاً ما سَتَجِفُّ العُروقُ وَتَذبل الوُرودْ
والقَلَمُ إنْ صَاحَبَكَ يومَاً سَيُغَادِرُ غَدَاً


كُلَّمَا لَمَحتُ طَيفكَ ، فَاَضَ قَلبيْ بُحروفِهِ
لَكِنَّهُ مُقَدَّرٌ لَنَا أنْ لا تَرسوا مَرَاكِبَنَا
.

حُروفٌ تَائِهَةٌ عَلى هَذهـِ الصَّفحَة ..
سَامحَ اللهُ مَنْ بِالمَاسِنجَرِ هَيَّضَ القَلبَ وَحرَّكَه .

حَلِّقْ بَعيدَاً يَا قَلبَاً سَكَنَ الفُؤَادَ وَزَلزَلَ عَرشَهُ وَأركَانَه
وَدُمْ بِحُبٍّ قُربَ ضَعيفٍ حَلَّقَ في سَمَا رُوحِك ، وَأنْهَكَتْهُ أشجَاَنَه ..!!



أحْرُفٌ تَحَكيْ عَنْ بَعضِ القُلوب ..!!
أُكَررُ .. مَا قُلتُه لكم حُروفٌ في مَركَبٍ بِلا أشرِعَة ، تَاهَتْ بَينَ أسْطُرٍ مُشَتَّتَةٌ ، وَبِضَاعَةٌ بَخِسَة ..!

رَزَقَكُم اللهُ حَيَاةً تَرفُلُ بِالهَناءِ والسَّعادَة
أستَودِعُكم اللهُ الذي لا تَضيِعُ وَدَائِعُه

أخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطا فَمِنْ نَفسيْ والشَّيطَان
عُذرَاً عَلى الإطَالَةِ ورَكَاكة الأسلوب
دُمتم بِحفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتهِ


.
.

هايين 06-06-2009 05:13 AM

اقتباس:

مُؤِلمٌ أنْ يَبكي المَرءُ ولا يَعرِفُ مَا بِهِ مِنْ عِلَّه ، وَطَبيبٌ حَارَ في أمرِهـِ !!

الدموع مغارف العقل
والبكاء متنفس يخرج من القلب لكي لاينفجر


*****





اقتباس:

يوَمَاً ما سَتَجِفُّ العُروقُ وَتَذبل الوُرودْ
والقَلَمُ إنْ صَاحَبَكَ يومَاً سَيُغَادِرُ غَدَاً

كلنا لها واكتب بيدك مايسرك قراءته في غدك

*****



اقتباس:

رَزَقَكُم اللهُ حَيَاةً تَرفُلُ بِالهَناءِ والسَّعادَة
أستَودِعُكم اللهُ الذي لا تَضيِعُ وَدَائِعُه

جزاك الله خير

حفظك الله اينما كنت

مخاوي الصمت 06-06-2009 05:14 AM

لي عودة بإذن الله

حي الله ابو سليمان :)

أم رائد ورامي 06-06-2009 02:24 PM


..

أخي اقف حائره أمام كلماتك

لا أدرى أأعجب من براعة حروفك أم جمال ماتحمله تلك الاسطر

كم تمنيت أن املك قلمك .. منذ صغري وانا أُفتن بالكتابات الادبية

ولكني في كل مره افشل بأن أكون كذلك ..

دمت مبدعا .

لسـ المواطن ـان 06-06-2009 02:50 PM

اقتباس:

مَا كَانَ لقَلميْ أنْ يَخضَعَ لأحدٍ وَيَترَجَّاهـ ، وَلا لِنَفسيْ أنْ تَتَحَسَّرَ وَتشكوا قَلبَاً أدمَاهـ .
الأخ قاهر الروس

لن أشيد بك ، وبطرحك..!! لأن لا تكون الإشادة إطراء .. فهذا لا يجاز وفيه عناء..
ولكن أجاريك الحرف بقلمي .. الذي فارق السعد وأدنى ألمي .!
فأقلامنا صغار قد بريت .. في وقت فيه الأمة ابتليت .!!
فالوقت فينا قد أزف .. بعدما غار الجرح نزف ..!!
فلن تكون أقلامي أجيرة .. حتى وإن نمت في حظيرة ..!!

مجرد محاولة وشكراً لك على إثارتي :rolleyes::)

ما تَهَاب 06-06-2009 03:06 PM



اقتباس:

عُذرَاً عَلى الإطَالَةِ ورَكَاكة الأسلوب
أي ركاكة بارك الله فيك ..!!!
بل إبداع ماسطر قلمك ..

وفقكم الله ..

قاهر الروس 06-06-2009 10:18 PM

.
.

إنْ كَانَ مِنْ قَلبٍ يَكرِهـُ الحُزنَ وَيُؤلِمُهُ
فَإنَّ قُلوبَاً تُعشَقَهُ وَتَتلَذَّذُ بِهِ ~

البُكَاءُ يَكونُ أحيَاناً دَواءَ
لَوْ لَمْ يَكُنْ العَزْفُ مُحَرَّمَاً لَعَزَفْتُ الحُزنَ عَلى قَلبيْ ~


.
.

بدر بن عبدالله 07-06-2009 02:02 AM

رائع ما سطرته أناملك أبا سليمان، سلمت أناملك وإلى الأمام.

[ تـمـيـز ].


أبا سليمان عذراً على الخروج:

اقتباس من مشاركة أم خيال:

اقتباس:

ولكني في كل مره افشل بأن أكون كذلك ..
تكرار التجربة هي طريق النجاح بإذن الله.

دعبل نجد 07-06-2009 02:11 AM

هناك من يجد السعادة في سراديب الاحزان !!!
اقتباس:

سَامحَ اللهُ مَنْ بِالمَاسِنجَرِ هَيَّضَ القَلبَ وَحرَّكَه
.
أتمنى أن لا يكون أنا :)

قاهر الروس 19-06-2009 05:36 AM

.
.


هايين /


أسَألُ اللهَ العَظيمَ أنْ تَكونَ حُروفُنَا شَاهِدةٌ لَنَا لا عَلينَا
وَأنْ يَغفِرَ زَللنَا وَخَطأنَا ، وَيرحمنَا بِرحمَتِه .

سَعدتُ بِتواجُدكم



** ** **


أبو غلا /


أَهلاً بِالصَّاحِبِ الَغاليْ العَزيز
لَسْتُ أنتَظِرَ عَودَتكَ هُنَا ، لأنَّكَ لَمْ تُفَارقْ يَومَاً قَلبيْ ..!

شُكرَاً لَكَ أخي الحَبيب





** ** **

أمْ خَيَّال /


لَمْ تَكُنْ حُروفُنَا أبدَاً مِنْ مَدرَسَةٍ تَعَلَّمنَا فيهَا
إنِّمَا هِيَ مِنْ قُلوبٍ غَرفِنَاهَا ، وَانَتقينَاهَا ..

صَدقينيْ أنَّ العَثَرَةَ بِدَايَةٌ مُشرِقَة


وَفَّقَكُم اللهُ لِمَا فيهِ خَيرٌ لكم ولِدينهِ



** ** **

لِسَانُ المُواطن /

أسْطُركَ حَجَبَتَ نُورَ أحْرُوفيْ
فَلا حُروفٌ تُعَانِقُ جَمَالَ حُروفِك



شُكرَاً لَكَ أيُّهَا الكَريم




** ** **


ماتهاب /


أهلاً بِكِ أيَّتُهَا الفَاضِلَة
سُررتُ بِتواجُدِكُم ، فلا حَرمك اللهُ الأجَر




** ** **

بدر بن عبد الله /


أنَا في المَركبِ ضَيفَاً ، وَأنتَ الرُّبَانْ
خَيرَاً وُجودُكَ يُنيرُ دُروبَنَا أيُّهَا العَزيز

شُكرَاً لَك



** ** **


دعبَل نَجد /


سَاحتيْ وَسَاحَتُكَ
مَليئَةٌ بِالمُغَامَرَاتِ وَالمَتاهَاتْ ..!!

عَسَى اللهُ أنْ يُوصِلَنَا بِسَلام




شُكرَا لَكم جَميَعاً مَعشَرَ الأحبَّة


.
.


الساعة الآن +4: 06:47 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.