بريدة ستي - ساركوزي ......... وصراع المباديء

نيكولا ساركوزي ... رئيس فرنسا .. السياسي الذي تدور حوله الكثير من الأقاويل والتفسيرات حول شخصيته وقدرته , يصمه أعدائه بالكثير من الأمور منها أنه متقلب الآراء , مشتت الرأي دائما , وصل إلى الحكم في فرنسا بأعجوبة فقد ساعده كونه وزير الداخلية القوي الذي استطاع استخدام القوات الأمنية الفرنسية لقمع حركات الداخل , ورغبة الأمريكيين في تغيير الموقف الفرنسي من الحرب على العراق وأفغانستان الذي أقره سلفه شيراك , فاستطاع أن يكون مرشحا للرئاسة ثم رئيسا للجمهورية الفرنسية بالرغم من أن دمه ليس فرنسيا صافيا, ولكننا هنا لسنا بمعرض الحديث عنه شخصيا , الأمر الذي أدى للحديث عنه هو خطابه اللامسبوق أمام مجلس الشيوخ الفرنسي والذي لم يفعله أسلافه , فحينما أحس ساركوزي بتزعزع ملكه بحث عن الضحية التي سيقدمها لشيوخ فرنسا (والذين يعمل عدد منهم في سن قانون بمنع الحجاب) فلم يجد أحسن من الضحية التي ينتظرونها (الحجاب) .
لقد تخلى ساركوزي عن مبادئه ووعوده الانتخابية لتي ساقها لمؤيديه وأقسم على الالتزام بها (مادون الحلق إلا الإيدين) وأثبت من خلال موقفه هذا للعالم أجمع عدة أمور :
1- أنه ساركوزي المتقلب كما عرفوه دائما
2- العنصرية الواضحة لدى الفرنسيين ويدل على ذلك موقف شيوخهم
3- خوف فرنسا من المد الإسلامي الكبير الذي يتغلل في اوربا عموما وفرنسا خصوصا
4- انكشاف اكذوبة بلد الحرية و نداءات الحرية الشخصية التي يدعيها وتدعيها الأقوام الأوروبية
5- رفض الغرب (الذي تعتبر فرنسا أحد أهم أقطابه) لدعوى حوار الأديان وتقارب الأديان وغيرها من الدعاوي المضحكة إذا صح التعبير
6- العداء الكبير للإسلام والمسلمين والذي يحاول الكثير منهم إخفائه إلا أن الإناء ينضح بما فيه