كأني بهِ لاتكادُ تحمِلهُ رجلاه من التعب وهو يتهادى رويداً وريداً حتى لايسعفهُ إلاباب غرفته التي طالما احتضنتهُ وشمتْ أنفاسهُ وعبقَ طيبهِ ورائحته فكانا كالعاشقين ما إن يتفارقا حتى يحن أحدهما لصاحبهِ ...

كأني بهِ يقول : أهكذا هنتُ عليهم أو هكذا يُختم عليّ بعد صحبةٍ طويلةٍ وحياةٍ مديدةٍ , كأني بهِ وهو يرتل سورة البروج فيتأملها ويقول :ما أقسى النفوس التي تُحرق أخرى بالنيران ! أوليس إحراق النفس بالخذلانِ والتهميشِ ونسيان القديم لهو مرٌّ وعسيرٌ ومحرقٌ للقلبِ كما النارّ تحرق الجسد ...

ليتها لم تكون ! يرددها وهوينظر بتأمل نحو الأعلى صوب الكهرباءِ ! ليتها لم تكن سنةُ أزمةِ انقطاعِ الكهرباءِ حتى لايبحثون عن ضحيّة يمارسون عليها تسلطهم وكبريائهم ويرمون بكلّ ماقدمتهُ وعلمتهُ سلةِ المهملات !

أوحدي في هذه البلدِ يستخدم الكهرباء !! وينساها ولايتناساها كما يفعل الغير ممّن لايعرفون أو لايؤمنون بشيءاسمه إغلاق مايلزم منها ومالايلزم !إنّها ياسيدي عينُ الرضا لهم وعينُ السخطِ معي فقد أبدت المساويا !

هل سيذكرني التأريخُ بأني صريعُ الكهرباء ! وهل سيكون في وجداني وحشةٌ وقلقٌ ورعبٌ من الكهرباء ! إنّ سيكولوجية الكهرباء ستدّرس في الجامعةِ حتي لايخرج جيلٌ مصابٌ بمتلازم ق هـ ر .. باء( بقلب الكاف قافاً للضرورة ) !


أأُقلت لأجل كهرباء مدرسة أم لأني الفاعل الحقيقي الذي تسبب في عطل الكهرباء عن بريدة وضواحيها والقصيم ورياضها ونجد وربوعها والسعودية وبلدانها فلقد بحثوا ثم بحثوا حتى على طريقة ( المحقق كونان ) أشاروا بعد تدارسٍ مع مسئولي شركة الكهرباء بقولهم الفاعل الحقيقي والمتسبب الأول في انقطاع التيارليس ( هذا ) بل_ بعد أن يرصد المُخرج وجوه المتهمين كلٌ يرقب الموقف ثمّ يسددُ نحوي وبطريقةٍ غريبةٍ_ ( فلان ) لأنه نسي نور مدرسته !

نعم بعد أن قبضوا عليّ انحلت مشكلة انقطاع التيارالكهربائي عن السعودية كلها هنيئاً مريئاً لكم هذا الإنجاز ...!

أنْ أخطيء نعم , وأعاقب نعم , ولكن بهذه الطريقة الغريبة التي تصلح في الشأن العسكريّ وليس في الشأن التربوي ...لأن التربيّة تقول: لايجوز بأي حالٍ من الأحوال خدشُ كرامة الطالب ولابالكلام اللفظي وحتى في العقاب يجب أن تتلطفوا معه وتطبطبوا على رأسهِ وقبلوه لو استدعى الأمرذلك , لكن مع قائدي العمليّة التربويّة ( مدير ووكيل ومعلم) الأمر مختلف تماماً بل اسحقوهم سحقاً , وأطرحوهم أرضاً , ولاتبقوا منهم م يطلّ برأسه فكل رأسٍ أينع فاقطفوه, إنه حلالٌ لكم فإن هتلر يناديكم لمنافسته في نازيته العتيدة ....


لستُ أعلم حتى الآن من هو المُقال ! لكن سيظل أياً كان اسمه أو شخصه يردد في لياليه القادمة :

لماذا أعدموني !