![]() |
أشتـات في الحيــاة
أ
ذهبتُ إلى فراشي الوثير كيما أُزيح بالنوم ما لقيتُه من تعب اليوم ونصبه ، لكن عيناي تأبّتْ عليّ ، وضربتْ اليقظة سائر الليل ، فطال الليل ، ولم يطل حقيقة ! وإنما كنتُ أرقب زواله ، فكان له شأن سأحدثكم عنه: قصارى المأمول أن أنام ، فلينعم الفقير البائس ، وليبتئس الأديب الكبير ، في يوم اشتاق إلى النهار شوق العطشان حين يُكشف له عن ماء عذب ، فيُضرب بينهما ببرزخ شديد. جلستُ في محضرتي التي لا أجلسها إلا للدرس والقراءة ، ورأسي كأنما يُضرب بمطارق من حديد ، ثم تناولت قرطاساً لأجري عليه قلمي .. لا .. بل لأبعث إليكم دموعي ، وأنثر لكم خواطري وأنفاسي ، لأن ما أكتبه لكم هو قلبي ولساني ، فانظرْ إليهما وأنت في حلّ !، على أن تذوق مرّ الشقاوة ، وتعرف كنه المقالة ، وترى قبيح الخلق رأيَ العين ، فلقد أودع الله في ذلك مقاديره وقضاءه ، فاجهد في معرفته لا أن يذهب صرخة في وادٍ سحيق !. إن هذه النفس البشرية مجبولة على دوام ابتغاء اللذّة ، وألف الهوى ، ومجانبة سبل الحكماء ، لأن فيه العلو والارتقاء ، ألستَ ترى المياه تجري ميّالة إلى القرار ، فكذلك النفس إذا أتبعتها هواها ، وسلّمت الأزمّة مرآها ، أردتك ووضعتك مفلساً ،"ليس الذي لا درهم له ولا متاع ؛ بل من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيُعطى هذا من حسناته ، وهذا من سيئاته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه ، أُخذ من خطاياهم ، فطُرحت عليه ، ثم طُرح في النار". وإذا كان هذا الحديث النبوي مخيفاً ، فالمفلسون لدنّا كثر ، ويُغني عن البرهان السماع والنظر ، أمَا ترى مجامع الناس تُهرع إلى ذلك الإفلاس ، فالكهل له فضل البداءة-والموت واعده بقرب الزيارة!- ، حتى إذا قُسّم على بعض النّسوة ، طارت بأجنحة ملؤها الكذب ، وفُرّقت على القلوب الخالية ، فحلّت بين يديك عروشها خاوية ، وأغصانها للشياطين ساجدة. جاء في الحديث النبوي:"المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه". أيّ عيب على النكرة إذا أُضيفت إلا التحلي بحلية المعرفة ، وأيّ شيء أقبح من التنوين في ذيلها ، فالعفو ضاعفه إن كنتُ مسيئاً ، والظلم احذره إن كنتُ بريئاً. ومنيّ لكم السلام . . . |
كلمآت من ذهب والله .. ألف شكر على الطرح الهآدف يآخوي .. |
صدقني أخي ألكامل شعرت وأنا أقرأ حروفك بأن كل كلمة لامست شيئا من احاسيسي وعواطفي وحركتها~ دمت للمعنى متألقا~ بانتظار جديدك~ |
الخيرُ إذا استوى على الجودي راع وزكى. شكرًا جزيلاً لكِ. |
موضوع قيم بارك الله فيك .. زدنا |
بارك الله فيك..
مآآ أروع الفكرة التي سموت بهآآآ.. |
جئت فقط لألقي التحية..
أهلاً بعودتك.. |
الكامل . . . كما عهدناه قلما مميزا وفكرا نيرا ومشاعر جياشة وغيرة إن شاء الله صادقة !! أهلا بعودتك . . |
موضوع مميز .
|
موضوعك جدا متميز
بارك الله فيك |
كلمات لا أستطيع أن أوفي حقها مهما تكلمت ..!!
بورك فيك وفي خواطرك الجميلة .. والتي ترمي لواقعٍ كائن .. شكراً لك . |
ألتمس منكم عذرًا على التقصير ! وايم الله ما كان ذلك منّي ؛ فلقد كنت أنظر إلى جوابكم مع كل صباح طالع ، ونجم طارق ، حتى فُرج عن شوقي ، فاهتز القلم هزة النشوان فرسم لأحبتي ، ولا أدري إن يُترك الباب أم يرجع إلى سالف فعلته. ساق الله لكل منكم نوراً بعد ذبول ، وذكرًا بعد خمول: السديم الولاعة الصباخ دعبل نجد أبو مهند أبو ربى محبتي لكم. |
الساعة الآن +4: 08:22 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.