![]() |
د . عبدالعزيز العويد ( ابن جبرين رائد جيل ٍ )
بسم الله الرحمن الرحيم ابن جبرين رائد جيل ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم ... على الهدى لمن استهدى أدلاء وقدر كل امرئ ما كان يحسنه ... والجاهلون لأهل العلم أعداء هذه الأبيات أياً كان القائل لها الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه أو العالم الراشد الامام الشافعي رحمه فهي صناعة الخبير بقدر العلم وحملته وعظيم أثره وحسب هذه الأبيات أنها سلفية أثرية وهي مهما بلغت في حسن وصفها فهي اقتباس من نور الوحي الذي ابان فضل العلم وأهله وكل مسلم يقرأ او يسمع قول الله تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) وقول الله سبحانه (إنما يخشى الله من عباده العلماء ) و حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ . أبوداود والترمذي وفي حديث معاوية رضي الله عنه ينقل عن حبيبه وحبيبنا صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ) كما في الصحيحين . الشيخ الوالد العلامة سماحة الشيخ عبدا لله بن عبدا لرحمن بن جبرين بقية من بقايا السلف الصالح و وعاء من أوعية العلم الشرعي هو باختصار من رواد النهضة العلمية المعاصرة وأكبر شاهد على هذه الحقيقة الواقع والذي يتمثل في خمس وسبعين سنة من عمره عمرها بالعلم تعلماً وتعليما في جد وجلد واحتساب قل أن يجود الزمان بمثله إلا ما نقرؤه من سير بعض السلف . ويشهد له الحقيقة حضوره العلمي والدعوي في المسجد والمحاضرة واللقاء ودار الإفتاء والكلية والجامعة والمعهد و يشهد لهذه الحقيقة عشرات الآلاف بل مئآت الآلاف وبلا مبالغة من طلابه الذين نهلوا من علمه ودرسوا بين يديه خلال خمسين عاماً جابوا الديار وتفرقوا في الأمصار , وفدوا إليه وجلسوا بين يديه ونهلوا من ميراثه وها كثير منهم في بلدانهم وأقطارهم يعلمون من علمه . يشهد لهذه الحقيقة الثقة التي تضرب أطنابها في جميع أنحاء المعمورة بفقه وفتوى ابن جبرين . يشهد لهذه الحقيقة أيضاً كتبه وشروحه مطبوعة ومسجلة ومرئية والتي هي لطالبي العلم منية الراغبين ودليل السالكين . ويشهد لهذه الحقيقة تاج هذا العلم ونوره ووقاره وهو ما كسا الله به الإمام وزكاه به من أخلاق العلماء العاملين الربانيين ، تجلس مع العلامة فلا تدري بم تشتغل متاملاً ، لأن كل ما فيه يأسرك : سمته و صمته , ورعه وزهده , تواضعه وبذله , حلمه وعلمه , حفظه وضبطه ,موسوعيته في كل الفنون شريعة ولغة وأدباً وتأريخاً وأنساباً . ابن جبرين باختصار شديد : أعجوبة العصر فكم هم العلماء ولكن الراسخون الباذلون قليل وأحسب أن ابن جبرين شامتهم . إيتوني بعالم عجز الشباب بنشاطهم وقوة أبدانتهم أن يبذلوا بذله وأن يسعوا سعيه إيتوني يمكتب للدعوة أو جامعة أو ملتقى في أنحاء المملكة طلب من العلامة ابن جبرين درساً أو دورة أو لقاءأ أو محاضرة فاعتذر منهم ، حسبه أن الفيافي والقفار والمدن والمحافظات والقرى بل وحتى شاهقات الجبال تشهد له أنه وطأها باذلاً للعلم . ماتبصر الشيخ بعينيك إلا وترى هدياً من هدي النبوة في صبره وجلده وعظم بذله . ما فتر عن بذل العلم حتى أقعده المرض غير قادر أما مع قدرته فقد كان يخرج من المستشفى لدروسه نبوغ الشيخ العلامة وتميزه لم يكن لمجرد العلم وإن كان أصله فكثير من الناس يوفق لكثير علم ولكن الشيخ وفقه الله لصبر وجلد وهم عظيم في تبليغ العلم لا يدانيه أحد ممن عرفت سوى شيخه العلامة ابن باز رحمهم الله أجمعين . وقبل أن أوقف المداد أسجل هنا وقفات من وحي الحدث : أولها : أن الشيخ قدم لربه وهو أرحم به منا وهو محسن نرجو له ماعند الله من الخير وندعو الله أن يبلغه المنازل العالية وان يجمعه بمن أحبهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين . وثانيها : عن موت العلماء ثلمة ولا شك لكنها لا تبعث اليأس ولا القنوط ولكنها تبعث في نفوس المهتمين والمعنيين بشان الأمة التفكير الجاد في سد حاجتها بصنع العلماء الربانيين الذين يبلغون عن الله ورسوله . وثالثها : ابن جبرين لمن يكن إبداعه وتميزه من فراغ ولكن بتوفيق ولجوء وتضرع وإنابة وأيضا جهود تضافرت لصنع المتميزين والأعلام المبدعين فوالده عبدالرحمن بن جبرين رحمه الله من أهل العلم وحمل هم ابنه في تربيته العلمية فعلمه بنفسه وأورده مجالس العلم على صغر فبلغه الله من الخير مناه في ابن هو مفخرته وله أجره ما انتفع بعلمه إلى يوم القيامه . ابن جبرين خرج من بيت أب عظيم حمل هم ابن ليكون شامة وهامة وقامة وشيوخه علماء مخلصون كان من أبرز خلالهم عنايتهم بطلابهم خصوصاً المبدعين والموهوبين منهم وحين يحدثك ابن جبرين عن شيوخه العلامة عبدالعزيز الشثري أبوحبيب والعلامة محمد بن إبراهيم والعلامة عبدالعزيز بن باز رحمهم الله أجمعين تدرك عظم اثر أهل العلم الربانيين العاملين في بناء مدارس تحيي وتبقى بعد موتهم فلقد كان همهم إعداد وتخريج جيل من أهل العلم ويكفيهم ابن جبرين فخراً . وهي ذكرى للقائمين على التعليم والتعليم العالي في مملكتنا الطاهرة وفي كل بلاد الإسلام أن يعنوا بالعلم الشرعي والرفع من قدره واستقطاب المبدعين والنابغين والنابهين وتفريغهم وتحفيزهم وتذكير بوجوب عناية الأمة بحفظ العلم عبر كليات الشريعة المتخصصة بعيداً عن معايير سوق العمل فالعلم الشرعي ضرورة الأمة كالماء والهواء لا حاجة الوظيفة فقط و الواجب على الأمة العناية بالعلم لإخراج أجيال من أهل العلم المتميزين لمسيس حاجة الأمة لهم فهذا قدرها وهذا فخرها وهذا شرفها كما أني اهمس بكلمة للمراكز والبرامج المعنية بالموهبة والموهوبين ورعايتهم فأقول ليكن من برامجكم برامج متميزة في العناية بطلبة العلم الشرعي ورعايتهم فمن الخلل أن يكون مفهوم الموهوب والموهبة لمن يجيد بعض الأمور الدنيوية - مع أهميتها – ويسلبها من أعظم ما يحتاجه الناس إليه في أمر دينهم برعاية ممن يحفظون للأمة دينها وعصمة أمرها . وهو تذكير للمعنيين بشؤون المساجد أن يستشعروا دور المسجد في تعليم العلم الشرعي فمن المسجد انطلق العلم ومن جامعة المسجد تخرج سادة الدنيا فهو المحضن الأول للعلم , فيجب أن يكون الجهد والبذل مؤصلاً و مدروساً و مبرمجاً و مؤطراً ليكون المسجد هو الجامعة العلمية كما هو في عهد النبوة والخلافة الراشدة . وتذكير للمحسنين وأهل المال ليتذكروا دورهم في الإنفاق في نشر العلم الشرعي وتفريغ طلابه وكفايتهم مؤونتهم وسكناكهم وإنشاء المدارس والكليات المتخصصة في العلم الشرعي والإيقاف عليها . وأقول أخيراً لكل من أثنى على الشيخ وغبطه وخصوصاً الشباب : دونكم الطريق فهي سالكة وليست بحمد الله حكراً على أحد ، ارفعوا هممكم وجدوا في طلب العلم الشرعي فما تعبد متعبد لله بعد الواجبات بمثله . رحم الله شيخنا فما وجدت في قلبي لوعة فراق لشيوخنا تماثل فراق ابي عبدالله بن باز مثل ما وجدتها في أبي محمد عبدالله بن جبرين ولكن حسبنا أنه ذهب إلى رب كريم اسال الله أن يغفر له ويرحمه ويعلي منزلته آمين . د. عبدا لعزيز بن محمد بن إبر اهيم العويد الأستاذ المشارك بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة القصيم |
بورك فيك عزيزي أسد العقيدة .. جزى الله الشيخ خيرا ورحم الله الوالد وجعل منزلته في عليين . وبورك فيك على هذا الموضوع الجميل,, تحياتي لك |
* * * ابن جبرين علامة فريدة وقامة مديدة من العلم والعمل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وشكراً لقلمك د/ عبدالعزيزالعويد , / , |
مشكووور
|
الله يغفرله ويرحمه شكرالك |
اقتباس:
وبارك الله فيك أبو مالك , ورحم الله شيخنا .. |
.. .. .. ابن جبرين .. رحلت وخلّفت في الأمة ريادة صانعة لطلاب العلم .. رحلّت بثبات وشموخ في زمن التراجعات والإنتكاسات .. ابن جبرين .. مشهد جنازتك خير شاهد على قبولك عند الناس .. ونحن شهداء الله في أرضه .. ابن جبرين .. عرفتك متواضعا .. لا ترضى بتاتا أن يقبّل رأسك .. ولا ترضى أن تجلس مجلسا يمتهن في العلماء .. فرحمت الله عليك يا نبراس العلم والزهد والتقى .. .. .. .. |
ابن جبرين باختصار شديد : أعجوبة العصر فكم هم العلماء ولكن الراسخون الباذلون قليل وأحسب أن ابن جبرين شامتهم .
|
مشكور اخوي برك الله فيك ولا حرمنا جديدك..
تقبل مروري.. |..مخاوي الليل..| |
ان ىةلاىهخلفهخغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغ غغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغ غغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغ غغغغغغغغغغغغغغغغغغغففع
|
غفع رابلتق رلاعث
|
شكراً أبا مالك لقد قرات عدداً من المقالات عن الإمام ابن جبرين رحمه الله وبرأيي أن هذا من أحسنها وأسأل الله أن يبارك في الشيخ الحبيب عبد العزيز العويد |
اللهم أغفر للشيخ ولأبي
اللهم أجعل قبريهما روضة من رياض الجنة فهذا عام الحزن بالنسبة لي جمعنا الله واياهم في جنان الفردوس |
الساعة الآن +4: 11:14 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.