حيا الله كل من أطل وشرف !!


عندما أقلب بصري يمنة ويسرة هنا فيمن حولي أجد فرقا كبيرا بين الواقع والذكريات , الفرق حقيقة كبير جدا ومحير في نفس الامر فذاكرتي تقول شيئا وواقعي يقول شيئا آخر هذا التغير ليس على مستوى المظاهر فحسب بل أيضا على طريقة التفكير وأساليب التعامل وطرق التربية ولست هنا في مقام ترجيح بين الصواب وغيره فأنا أقل من ذلك , ولكني سأقف هناك بعيدا عن الواقع ولن أغرق في الذكريات كثيرا إنما سأقف على جانب الطريق لأنظر من أين بدأ انحراف عربة المفاهيم والرؤى من مسار الى مسار ولماذا ؟؟


عندما ننظر الى حكايات آباءنا نجد أنها حيكت بطراز معين فيه من الشده والغلظة الشيء الكثير ولكن فيه التمسك بالمباديء وتعظيم الاوامر والبعد عن الزواجر وفيه غرس الفضائل والقيم والاهتمام بالنهوض بهذا الكائن البشري وتسييره نحو مصلحته في دينه ودنياه وصب القناعات فيه وإلزامه بقبولها !!


بعد هذا الجيل ظهر جيل يؤثر السلم ويميل الى الحوار والهدوء ونبذ كل مظاهر العنف جانبا فهو يسعى الى نفس ذلك الهدف الاول ولكن بطريقة أخرى هي أقرب الى الضعف منها الى القوة وبين ذلك الجيل وهذا الجيل نجد هناك من جرب كلتا الطريقتين وكلا الاسلوبين فذاق مرارة ذاك واغترف من حلاوة هذا ومازلنا نرى التغير في كل جيل عمن قبله ونرى مظاهر الضعف واللين تزيد مع كل جيل وانا هنا لا احكم على مخرجات أبدا انما اتحدث اجابة على تساؤلي والحكم للواقع ! وأنت أيها القاريء الكريم من يحكم بذلك بمجرد نظرتك لمن حولك !!

سأزعم أن التغير الحاصل هو نتيجة الانفتاح الكبير على العالم الاخر , ذلك الانفتاح الذي لم نستعد له ولم يعدنا له أحد وهذه غلطة كبيرة يتحملها كل راعٍ لم يعد رعيته لهذا الانفتاح ولم يحصنهم منه , فرأينا من هلك او كاد أن يهلك ورأينا من دفع دينه أو عرضه أو عقله ثمنا لهذا الانفتاح الضخم ,
عندما تتوحد مصادر التلقي تسهل السيطرة على الناس ويسهل إقناعهم أما عندما تتعدد فهذا يتطلب مبررا لكل فعل ودليلا لكل أمر !!

المخرجات هي نتيجة مدخلات والمدخلات هي نتيجة قناعات وحتى تكون القناعات قناعات لابد أن تكون صائبة وحتى تكون صائبة لابد أن ندلل لها شرعا أو عقلا وإلا فإنها محاولة للعبث ليس إلا !!


شكري لكم . .