بريدة ستي - اشتعال البئر في بريدة حادثة ليست جديدة!

الجيولوجي أبالخيل يعقب على خبر «الرياض»:

اشتعال البئر في بريدة حادثة ليست جديدة!

قرأت الخبر الذي نشر في يوم الأربعاء 4/19 في العدد 14905 والذي كان بعنوان «غازات قابلة للاشتعال في بئر ببريدة» والذي ذكر فيه الكاتب انه قد أصيب رجلان بحريق نتيجة اشتعال غازات متدفقة من فوهة بئر ماء. أود الإشارة هنا الى أن هذه الظاهرة ليست جديدة في مدينة بريدة فقد تم رصد هذه الظاهرة في آبار كثيرة في مزارع من الجهة الشمالية الشرقية لمدينة بريدة استفاد منها بعض المزارعين بطريقة مبهرة استعملوا فيها أنابيب وصمامات بسيطة لفصل الغاز عن الماء مصنعة محليا، وذلك في أربع مزارع ثلاث منها في الهدية ورابعتها في الباطن، قام بتصميم وتصنيع جهاز الفصل السيد صالح الغضيه، كما يذكر ابن لعبون، وتكون ما يشبه الشبكة الصغيرة لإمداد الغاز بعضها ظل يعطي الغاز لمدة اثنتي عشرة سنة للإضاءة والتدفئة والطبخ. وأول من رصد هذه الظاهرة ودرسها دراسة علمية هو جيولوجي الطبقات والبترول أستاذنا الدكتور عبدالعزيز بن لعبون وقد اهتم بالموضوع اهتماما كبيراً ونشر بحثا حول هذا الموضوع عام 2005 في مجلة الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية ورغم ان البحث ذو طبيعة جيولوجية الا أن ابن لعبون أولى اهتماما كبيراً بمن ابتكر طريقة استخلاص الغاز وملاك المزارع وأورد أسماءهم في البحث. وكانت بوادر هذه الظاهرة قرابة عام 1990 حيث لاحظ بعض المزارعين رائحة الغاز مع الماء، ولم يكن موضوع الغاز في تلك المنطقة قد تم طرحه قبل ذلك الوقت في أي تقرير علمي. وخلال رحلات ابن لعبون الأولى رصد العشرات من إفادات الفلاحين بتسرب الغاز وسجل ما لا يقل عن 20 بئرا يظهر فيها الغاز. هذه الآبار تقع على منكشفات صخور متكون خف او غربها وتتركز في شرق او شمال شرق مدينة بريدة.الآن تلاشى تدفق الغاز في هذه الآبار ويرى ابن لعبون ان ذلك راجع لكثرة آبار المياه التي تم حفرها مؤخراً في المنطقة بعد الثورة الزراعية مما خفف الضغط الكافي لتدفق الغاز. الا انه من المتوقع ظهور الغاز في أي بئر يتم حفره في المنطقة المحاذية لشرق بريدة امتدادا الى الطرفية شمال بريدة.

نتيجة تحليل الغاز أثبتت انه يتكون عموما من الميثان والنيتروجين وثاني أكسيد الكربون وكميات ضئيلة من الإيثان واحتمال وجود غاز كبريتيد الهيدروجين نتيجة التفاعل مع صخور المتبخرات من الآبار المذكورة والتي تعتبر ضحلة فجميعها يتراوح ما بين 75 الى 150 مترا، وجميعها محفورة في منكشف تكوين خف والذي يصل سمكه الى 162 متراً في هذه المنطقة ويتوقع ابن لعبون ان هذه الغازات قد هاجرت من طبقات خازنة عميقة قد تكون صخور متكون عنيزة وأسفل متكون خف.

فإذا كانت البئر المنشورة في الخبر تقع في المنطقة المحاذية لشرق بريدة امتداداً الى الطرفية شمال بريدة وبعمق لا يزيد عن 150 مترا فإنها تعتبر مثل هذه الآبار التي تحدث عنها الباحث والغازات التي انفجرت ما هي إلا خليط نفس الغازات.

* جيولوجي طبقات ومتحجرات

القصيم - البكيرية

==============