بريدة ستي - الحبيب _عليه السلام_والولاء للأوطان،وحالنا مع الوطن

الحبيب _صلى الله عليه وسلم _يقف قبل أن يودع مكه والدموع تترقرق من عينيه
وهو يملء عينه_قبل الرحيل_بأرضة التي ترعرع على تربتها وأنورت شعابها بخطواته ..
ويردد بشوق: (ماأطيبك من بلد وأحبك إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ماسكنت غيرك)
وماذا قدمت له تلك الأرض ؟!
أقدمت له عرش مكين وقصر مشيد وأمر مطاع ..
كلا وربي ما قدمت له سوى قريب تنكر له وكذبه
وكهنه ورماه بالجنون والسحر ..
وشامت يعايره بالصابئ الخارج عن قبيلته ..
وسفيه ألقى الأذى على منكبيه ،
رمت في وجهه الجوع والأذى ،
عذب أصحابه ..
وهاجروا بدينهم عن ديارهم بعد أن مسهم الأذي من أكابرها ..
وهاهي دموعه تترجم حبه لأرضه التي بذل جهده في إصلاح أهلها
ويحكي لنا ذالك قول الله عزوجل مصبرا نبيه _صلى الله عليه وسلم_: (ولعلك باخع نفسك على آثرهم)
أي حب للوطن وأهله ورغبة في الإصلاح يحتويها ذاك القلب النبوي الشفيق
حتى كاد يهلك نفسه رغبة في الإصلاح..
وقول الله عزوجل(وأنذر عشيرتك الأقربين)يجسد صدق المحبه للقريب
فالوطن قريبك فماهو سوى أبوك وأخوك وقريبك فلاتكونن ظهيرا عليم ..
فمن المؤسف_والله_أن نحسب الوطنية عار وأن نتمنى أننا لسنا من وطننا !!
وقد عرف عن العرب أن حب الأوطان من المروءه ..
وجسدوها أشعار تترنم شوقا لنسيم الأوطان والبلاد ..
فابالله عليكم ماذا سنقدم لشيئ نكرهه ولانحبذ الإنتماء له ؟!!
أنهاجر لديار الكفر لنكون لهم معين ؟!
ماذا قدمنا لنصبح أكثر اعتزاز بالأوطان؟!!

تحياتي
ذكاء وشقاء