![]() |
استشارة ...تفضل ، ولا تبخل ، و لا تعجز
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، و على آله وصحبة أجمعين أما بعد فإنّه ليس كل ما يعلم يقال ، و لهذا أصل شرعي معلوم ولله الحمد ، ولقد ترددت في طرح بعض القضايا الهامة في كثير من المجالس ، وذلك لتعارض تلك المواضيع مع الحكمة ، و الله يقول في كتابه ( ومن يوتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا ) ، فالكلام له عواقب كما هو معلوم ، و بعض تلك العواقب محمودة والحمد لله و البعض الآخر (لا) بل تكون وخيمة وذلك لأن المرء لا يقدر تلك العواقب مبدئياً ، فلا يعرف العواقب إلا بعد التفوه بتلك الكلمات أو الكتابة وليست الكتابة من الكلام ، و يقول عليه والصلاة والسلام لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ( ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ). فلو قدر لك انّ تساعد في إنقاذ فرد أصيب بحادث سير ، و أنت على تلك الحالة وجدت أن ذلك الفرد بحوزته شريط أغاني ، أو صورة خليعة ، أو غير ذلك من المنكرات ، فهل ستقوم بنصحه و توجيهه في ذات الموقف ، أو في ذات الوقت ، لا شك عندي أن الحكمة لا توافق على ذلك ، فالمقام ليس مقام نصح أو توجيه أبدا ، والمشكلة في هذا هو أن البعض يغفل عن الأولويات ، و هي مهمة كثيرا ، و اسأل عنها الناجحين أيّن كانوا . وكذلك واقع الصحف الإلكترونية و غير الإلكترونية ، فقد أرعبتنا كثيراً ، فكأنها تقذف بالرعب في قلوب الناس ، ويل لهم ، و يا لقبح فعلهم ، لا ينشرون إلا المصائب والرزايا ، يهتمون بالتافه و المنحل ، و لو لم يكونوا كذلك تماماً فليس لهم نشروا مثل ذلك ، الواحد منا أصبح لا يأمن على نفسه و أهله و ماله ، وحق له ذلك ، فحينما يرى و يشاهد من خلال تلك الصحف السيئة ما يندى له الجبين ، و تتفطر له القلوب الرحيمة ، ويُشعر بأن الناس لا أمان لهم ، و أنّ الناس يتربصون به من كل مكان ، لا يملك سوى الحرص الزائد المبرر و غير المبرر ولا حول ولا قوة إلا بالله . إذاً علم هذا فأعلم رحمك الله و عفا عنك أن الأمة اليوم مبتلاة بسفهاء أحلام ، صعافقة لآم ، لا يهتمون أبدا بما يكتبون ، وبعد هذا تراهم يجادلون و يكثرون المِراء و هم يعرفون الحق معرفة أشد من معرفتهم بأبنائهم ، ومع هذا لا يتبعون الحق ، بل الهوى عندهم مقدم والعياذ بالله . لا تكن مثل هؤلاء ، أسلك الطريق الموصلة إلى الحق ولا تعجز ، و أعلم أن الحق أحق أن يتبع ، و أن الحق أبلج و الباطل لجلج ، و أن الحق واحد غير متعدد ، و الحكمة طريق موصلة إليه . تم بحمد الله وتوفيقه بحفظ الله |
لمثل هذا فلترفع القبعات تحية وإجلال ،
أحسنتَ يا أبا مُحمّد ، وزادك الله حكمة وبصيرة . |
اقتباس:
حيّاك الله أخي النهيم وغفر الله لك على حسن الظن بحفظ الله |
جزاك الله خير على الموضوع
|
اقتباس:
حيّاك الله أختنا الكريمة وشرفنا مرورك ، وجزاك الله عنا خير الجزاء بحفظ الله |
أبدع قلمكـ ..
إلى الأمام دائماً .. |
اقتباس:
حيّاك الله أخونا غطا بريق شرفني مرورك بحفظ الله |
الساعة الآن +4: 11:13 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.