بريدة ستي - الجنون أحياناً له حسنات

حبيت أن أروي هذه القصة لما فيه من الحكم من بعض المجانين مع أنهم مجانين؟ فسبحان الله

كان لأهالي بلدتي الربيعية والشماسية في عهد ابن مهنا ، يلاقون مشقة زائدة بسبب شح الماء والعطش الذي يصيبهم وهم قادمون في طريقهم إلى بريدة أو ذاهبون منها لأنه لايوجد بئر في هذه الطريق ، إذ لم يهيئ الله من يتوطوع بحفرها ويوقفها لوجه الله ويكسب بذلك الأجر والثواب .
وفي يوم من الأيام فكر أحد المجانين بفكرة صائبة وهي أن يختار ممن يعرفهم اربعة رجال من اصحاب السواعد القوية من الفقراء فلما كان الهزيع من الليل (أخر الليل) طرق أبوابهم واحداً واحداً وهم نيام فقال لهم : لعنبو داركم قوموا وتوكلو على الله وامشوا معي علشان أدلكم على الكنز لاتحلمون به لأني اخترتكم أنتم دون غيركم لمعرفتي بأحوالكم لتكونوا أنتم الغانمين به دون غيركم
فلم يكذبوا خبرا فتشاوروا فيما بينهم فخرجوا بنتيجة وهي : أن هذا الرجل خبل ( ماعندك أحد ) ولابد أن جنيته التي أوحت له بمكان هذا الكنز فقال أحدهم للباقين : توكلوا على الله .......
وهذه غناتنا ولامصلحة له في الكذب علينا وهيا معها قبل ان يشوف أحد غيرنا
فأخذوا عدتهم وعتادهم وساروا من خلفه فلما أوصلهم منتصف الطريق بين بريده والشماسية قال لهــــــــــــــــــــــــــــــــم :
إحفروا هاهنا ( بذا ) ولا تستعجلوا رزقكم فربما يكون الكنز على عمق بعيد
فأخذوا يحفرون ويحفرون ويحفرون ويحفرون
ويحفرون ويحفرون
ويحفرون!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وهو يطل عليهم من فوق يشحذ هممهم ( يوهقهم ) ويلهب حماسهم بالغناء والأهازيج الشعبية
وفي كل حين وحين يرفعون رؤسهم إلى الأعلى سائلين؟ :
وين الكنز ؟
فيرد عليهم :
إحفروا .. إحفروا... إحفروا...................
هل تريدون غناة دون مشقة ؟؟؟؟؟؟!!!!
فلما وصلوا عمق الماء وصاروا يخوضون فيه بأقدامهم قالوا هانحن ( هذانا)
وصلنا الماء فرد عليهم قائل وهو يغشى ( ميت ) من الضحك :
يا مجانين ولست (مهب) أنا المجنون :
إن لم تجدوا كنز فلا أفضل من أن تحفرو بئر يرتوي منها أهالي البلدتي الربيعية ............. والشماسيـــــــة ...
أثناء عبورهم إلى بريدة وانصرافهم منها ففي ذلك أجر عظيم لكم
أفضل من الكنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
لولا الخطأ ماحد عرف واجب الصح
ولولاالجهل ماصار للعقل مفعول