بريدة ستي - ( في خبر عاجل ) استشهاد / أبو عمر السحيم في العشر الأواخر

سأقدم لكم سلسلة ذهبية من حياة المجاهد / محمد بن صالح بن عبدالله السحيم رحمه الله اٍن صحت أخبار وفاته ، واٍلا فاٍن أهله لا يعلمون شيئا حتى هذا اليوم ، واٍنني أعلن لكم أنني سأحتسب هذا العمل لوجه الله الذي سيحاسبني على كل كلمة كتبتها يداي في هذا الموضوع ، لأنني بذلك سأكشف عن بعض الغموض في هويتي عند المتصفحين ممن يعرفون المرحوم حق المعرفة من خلال الحقائق التي سأقدمها ، وهي سلسلة لا أعلم عدد حلقاتها ، ولكني أستاذنكم بكتابتها بطريقة أدبية ووصفية ، لأن هذه الطريقة تمكـٌنت منٌي حتى صارت صناعة وهواية ، ولا أنسى أن أطلب النصيحة من الجميع فربما أخطأت في أمـر دون عمد ، أو جهلته ، أو نسيته ، والله أسال أن يعينني على نفسي وعلى الشيطان ويحفظني ويثبتني اٍنه سميع مجيب .

** الطفل اليتيم :

ولد محمد بن صالح بن عبدالله السحيم في قرية ( البُـصـر ) بضم الباء ، من قرى مدينة بريدة التي تبعد عنها حوالي ( 12 ) كم غـربا وهي حاليا ( مركز ومجمع قروي ) ، وهي بالمناسبة القرية التي ينتمي اٍليها أحد الدعاة الصالحين في المملكة ، وعمـره ما بين الـ ( 24 - 25 ) عاما ، وترعـرع الصغير في أسرة وبيئة صالحة ونقيـٌة وقرية وادعة لا يزال أئـمـة المساجد فيها يـعـٌدون أسماء أبناء جماعتهم بعد صلاة الفجر ، ويحاسبونهم في حـال الغياب والتخلف عنها لأنـها مقياس ومحفز رائع للتنافس بين شباب الحارة الواحدة في ميدان الصلاح .
فقد محمد رحمه الله والدته رحمهاالله قبل دخوله المدرسة ، وكان سبب وفاتها بحد ذاته مصيبة أخرى زادت من مصيبة فـقـدهاعند أطفالها ومنهم (محمد) رحمها الله ، فقد تسبب مـاس كهربائي بصعقها ووفاتها (تقبلها الله شهيدة) ، توفيت الأم مخلفة أربعة أولاد وبنت واحدة ، كان محمد بينهم الذكر الثالث ، وكانت وفاتها مثل الصاعقة على أبنائها وزوجها وأهلها وجميع أهل القرية ، رحمها الله .

تربى محمد وأخوانه في حجـر جدتهم لأبيهم ورعاية جـدهم لأبيهم ووالدهم ، ( ولايزال الجميع على قيد الحياة ) ، وتزوج والدهم من زوجة أخرى وأنجبت عدة أولاد ، ويعيش جميع الأخـوة في بيت واحد (عـاديٌ) ملحق بمزرعة صغيرة ، في الطرف الشمالي من القرية (سأقول -- قرية-- مع أنها أكبر) ، ويجاورهم أحد أعمامهم ، وهناك مسجد في ركن المزرعة الواقع على الشارع العام ، ويؤم الجماعة جـدٌه(عبدالله) ولايزال .

درس الطفل اليتيم المرحلتين الدراسيتين (الاٍبتدائية والمتوسطة) في اٍبتدائية البـُصر ، ومتوسطة البـُصر ، ولعدم وجود ثانوية في القرية فقد أكمل دراسته في المرحلة الثانوية في ثانوية (عمرو بن العاص) في بريدة متنقلا بينها وبين قريته ، مثله مثل كل الذين يدرسون في هذه المرحلة من أبناء القرية وكذلك الذين يدرسون في المعاهد العلمية (وهم السواد الأعظم) ، وكان مستواه فوق المتوسط دراسيا ، وفوق الـمـمـتــــــــــــاز خـُلقُـا وصلاحـا وهدايــة ورجــولة .

************************************************** *********
أحبتـي أتوقف كي أستريح ، وأسـتـطـٌلـع رأيكم واٍنطباعاتكم على هذه السلسلة الذهبية ، خـاصـة وأن هذه هي الحـلـقـة الأولـى ، وبعدها سأحدثكم عن المزيد والمزيد من سيرة هذا المجاهد ، وفي حلقات تشمل : صفاته ، هـيـئـتـه ، لقبه ، رأي أهل القرية فيه ، بعض المواقف من شجاعته ونجدته في حادث (حريق مـنى) قبل سنوات ، قصة جواز السفر ، جهاده في أفغانستان ... الخ وغير ذلك .

منقول