بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   صِرَاعُ الثَّقَافَاتْ ، انْهِزَاميَّةٌ أمْ ثَبَاتْ !! (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=180023)

قاهر الروس 14-11-2009 07:49 AM

صِرَاعُ الثَّقَافَاتْ ، انْهِزَاميَّةٌ أمْ ثَبَاتْ !!
 
.
.


http://www.buraydahcity.org/upload/5276_01189047430.jpg
http://albasel685.jeeran.com/other/sera3.jpg

صِرَاعُ الثَّقَافَاتْ ، انْهِزَاميَّةٌ أمْ ثَبَاتْ !!

إِنَّ مَنْ يَعيِشُ بَيْنَ أَحْضَانِ صَفحَاتِ القُرَآنِ ، وَيَملَئُ قَلبَهُ الإيمَانْ ، لَيَرَى بَيَانَاً رَبَّانيّاً وَنَصَّاً قُرآنيَّاً يَحكيْ عَنْ اخْتلافِ الأُمَمِ ، وَ بِاختلافِ الأُمَمِ تَختَلِفُ ثَقَافَاتُهَا وَمُعتَقدَاتُهَا وَسِيَاسَةُ المَعيشَةِ التيْ يَسيرونَ عَليْهَا ، فَليسَتْ ثَوابِتٌ فَقَطْ ، إنَّمَا مَجَالاَتٌ اجتِمَاعيَّةٌ تَرْسِمُ الهَدَفَ في الحَيَاة .

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } الحجرات
إنَّ اختِلاف الأُمم لَتَصْنَعُ صِرَاعاً بَيْنَ ثَقَافَاتِهَا مَعَ غَيْرِهَا ، لِتُصَدِّرَ ولا تَسْتَورِد مِنْ غَيرِهَا ، وَ هَذهِـ الصَّرِاعَاتُ لَتَصْنَعُ في الأمَمِ إمَّا قُوَّةً في ثَبَاتِهَا وَيَقينَاً في مُعتَقَدَاتِهَا ، وَإِمَّا تَصنَعُ فِيهَا انْهِزَاميَّةٌ وَضَعفٌ قَدْ يُفِقدُهَا يوَمَاً ما هَويَّتُهَا الثَّقَافيَّة .
ولا أَعْظَمَ ولا أسْمَى مِنْ ثَقَافَةٍ تُؤخَذُ مِنْ مَعينِ الشَّريعَةِ الإسلاميَّةِ الصَّافيَةِ الطَّاهِرَة ، التَيْ تَأتيْ بِكلامٍ رَبَّانيٍّ أو حَديثٍ نَبَويٍّ وَأقوالُ عُلمَاءَ أجِلاَّء ، وَثَقَافَةُ الإسلامِ ثَقَافَةً نَزيهَةٍ كَتَبَتْهَا عُقولٌ مِنْ المَصَالِحِ الشَّخصيَّةِ ومَلَذَّاتِ الهَوى والشَّهواتِ مُتَجَرِّدَة ، إِذْ تَحفَظُ للنَّفسِ قَدْرَهَا ، وَ لا تَبْخَسُ للحَيَاةِ حَقَّهَا ، وَكُلُّ ذَلِكَ في سَبيلِ مَرضَاةِ اللهِ سُبحَانَهُ وَتعَالَى .
وَمَا أجمَلَ الثَّقَافَةَ التيْ جَاءَتْ بِهَا الرِّسَالَةُ المُحمَّدية ، لِتسْعَى بِالمُجتَمَعَاتِ للرُّقيْ بِالأَخْلاَقِ وَ مَبْدَأ السَّلامِ وَ الاحتِرَامْ ، مِنْ بَيْنِ بِضْعَةِ كَلِمَاتٍ صَنعَت الشَّريعَةُ حَقَّاً لِكُلِّ فِئَةٍ تَعيشُ في أَحْضَانِ المُجتمَعَاتِ ، لِتَكونَ عَادِلَةً في إركَازِ عَمَادُهَا { لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا ويُوَقِّرْ كَبِيرَنَا} .
إنَّ العُقولَ المُؤمِنَة في هَذا الزَّمَنْ لأصبَحتْ في حَالٍ يُرثَى لَهَا ، بِدَايَةً في تَكوينِهَا وَقنَاعَاتِهَا ، وَوقوفَاً عِندَ تَوَجُّهَاتِهَا وَأَهْدَافِهَا ، وَإنَّ مَنْ يَرَى في مَيْدَانِ صِرَاعِ الثَّقَافَاتِ ، لَيَجِدُ أنَّ حَالَنَا واللهُ المُستَعَانُ عُقولٌ مُسْتَورِدَةٌ لِثَقَافَاتِ الغَيْرِ ، لا مُصَدِّرينَ لِثَقَافَاتِنَا ، مَعْ أنَّ ثَقَافَاتَ دِينِنَا أسمَى مِنْ تِلكَ الثَّقَافَاتِ الغَربيَّةِ المُصَدَّرَةِ إليْنَا ، وَالمُحزِنُ هُو تَلَقِّيْ هَذهِـ الثَّقَافَاتُ بِدونِ تَحليلٍ وَتَجريدٍ لِلمَغزَى مِنْ هَذهِـ الثَّقَافاتْ ، والتيْ قَدْ تَكونُ هَدمَاً لِثوَابِتَ تُقوِّمُنَا ، وَ تَعريَةً لِمُروءَةً تَرَبِّينَا عَليْهَا ، وَ زَعزَعَة لأركَانِ عَادَاتٍ تُنْشِئُهَا المُجتمَعَاتُ المُحَافِظَة .

وَأغلَبُ الثَّقَافَاتْ على اختِلافِ الأمَمِ المُحيطَةِ بِنَا ، مُوجَّهةٌ إلَيْنَا ، لأنَّ العَالمَ أجمَعْ أنَّ إسْقَاطَ ثَقَافَةِ الدِّينِ الإسلاميْ هُو الهَدَفُ الوحيد الذيْ بِهِ يُؤملونَ بِنَاءَ عُمرٍ أطولْ لِثَقَافَاتِهمْ .

لَسْنَا بِحَاجَةٍ أنْ نُزيلَ اللِّثَامَ عَمنْ هُمْ حَولَنَا ، وَثَقَافَاتِهْم التيْ رُبَّما لا تَتَعَدَّى شَهواتُهم ، وَإنْ ادَّعوا بِذَلِكَ حُرِّيَاتُهم ، فَحُرِّيتُهم ، في لِبَاسِهْم وأكلِهم وَ قَضَاءِ وطَرِهمْ ، أمَّا بِنَاءُ حَيَاتِهم ، وَجمعِ أمْوالِهمْ ، وَتربيَةُ أبنَائِهم ، لَيسَتْ حُريَّةً سُمِحَ لَهُم بِذلَك .

وَمِنْ المُؤسِفِ أنْ تَكونَ ثَقَافَاتُ الإسلاِمِ أشْبَهَ بِعَبَثِ مُرَاهِقٍ عَلى حَائِطٍ مَرَّ بِهِ فيْ طريقِهِ ، لا هُوَ الذيْ حَسَّنهُ ، ولا بِالذيْ تَرَكَهُ على حَاله ، جُلُّ هَمِّهِ أنْ يُشوِّههُ بِتَصَرُّفه .

إِنَّ بِتَمثِيلِ ثَقَافَاتِ الإسلامِ تَمثِيلاً صَحيحَاً ، وَتَصديرُهَا لِمَنْ يَجْهَلونَهَا ، لَيَأخُذُ بِأيديْ جُهَّالٍ مِنْ ظُلمَاتِ الجَهْلِ إلى نُورِ الهِدَايَةِ وَالبَصيرَة ، وَمَا أجمَلَ أنْ نَكونَ دُعَاةً مُبَلِّغينَ لِثَقَافاَتِ دِينِنَا في تَعامُلاتِنَا ، وَأعمَالِنَا اليَوميَّةِ ، وَمُخَالَطَتِنَا لِغَيرِنَا ، عَلَّنَا نُبَلِّغُ شَيئَاً مِنْ ثَقَافاتِ الإسلامِ وَخُلُقِهِ ، وَنَمْتَثِلَ لِقولهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلام : [ بَلِّغوا عني وَلو آيَة ] الحَديث .

وَلَو لَمْ تَختَلِفُ الثِّقَافَاتُ لَمَا عُرِفَ الحَقُّ مِنْ البَاطِلْ ، كَمَا لو أنَّ دُنيَانَاً لَيْلاً سَرمَدَاً إلى يَومِ القِيَامَةِ لَمَا عَرفْنَا حَقيقَةَ النُّورِ { وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } الزخرف

حَمدَاً للهِ عَلى نِعمَةِ الإسلام ، وَنعِمَةِ الإيمَانْ ، وَنعِمَةِ السَّيرِ على خُطى الحَبيبِ النبِّي الإمِامْ .


أخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطا فَمِنْ نَفسيْ والشَّيطَان
عُذرَاً عَلى الإطَالَةِ ورَكَاكة الأسلوب
دُمتم بِحفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتهِ

.
.

القبعــــــــة 14-11-2009 11:09 AM

**

تحية طيبة ياقاهر الروس ~
بارك الله فيك وفي يراعكـ اللذي طالما نهلنا من عذبه ولا زلنا ..

فيا غيم جد وانتفض بالعطاء (f)

أجراس الرحيل 14-11-2009 01:22 PM





منبع الثقافة الصحيحة القرآن والسنة .. ومن تجاهل هذا المصدر أصبحت هويته ضائعة وبدأ يتخبط ويبحث عن الثقافة والنقص الذي يعيشه .. فظن أنه بالإلتفات للثقافات الشهوانية يعالج نقصه ويعلو شأنه..!

بورك فيك أخي الفااضل ..

قاهر الروس 15-11-2009 01:47 AM

.
.




قِيلَ : " عَجِزَ الكُفَّارُ عَلى أَنْ يُخْرِجُوا المُسْلِمينَ مِنْ دِينِهِم ، لَكِنَّهُم اسْتَطَاعوا أَنْ يَحْرفوهُم "


.
.

اليراع الأبيض 15-11-2009 02:23 AM

لا شك أن ثقافة الإسلام هي الأسمى بين كل الثقافات و هي رمز التطور و الحضارة و الرقي و من يرفض هذا الأمر فليقرأ جيداً و يتبحر في هذه الثقافة ليرى ذلك و لا يتحدث عن جهل و عدم إطلاع فيكفيها شرفاً و رفعة أنها من الله سبحانه و تعالى .

ثم إننا نتحدث عن تصدير ثقافتنا بينما البعض منا لم يلتزم بأبسط الأمور فيها كالإنضباط و الإخلاص و الوفاء بالمواعيد و غيرها فنحن نريد أن نصدر ثقافات لا يرى أثرها فيمن يصدّرها , فكيف ستقنع ذلك الشخص بما لديك و أنت لا تلتزم به و تقول هذه ثقافة راقية رائعة , يجب أن يصاحب الإعتزاز عمل لا أن نسيء نحن لثقافتنا بأفعالنا و حينما نرى ذلك تأكد بأن ثقافة الغرب لن تكون محل إعجاب أبداً في المجتمع المسلم .

و هذا لا يعني أن نتوقف عن البيان الصحيح لثقافتنا حتى يلتزم المجتمع بها , كلا بل يجب أن نعلم أن أفضل طريقة لعرض هذه الثقافة هو الإلتزام الصحيح بما جاء فيها مع بيانها كما كان الرسول صلى الله عليه و سلم .

يُذكر أنه كان هناك مُحاضِر من دولة غربية ـ لا أذكرها بالضبط ـ أتى ليدرب بعض السعوديين هنا و كانت المحاضرات التي يلقيها تمتد لساعات طويلة لذلك وضع وقت استراحة للغداء و يتفق معهم ـ بحكم أنهم آباء وأنهم سيدربون رجال في المستقبل ـ على موعد نهاية الإستراحة و العودة إلى القاعة دون تأخير .
طبعاً كما هو معلوم و للأسف حين الموعد لا تجد في القاعة إلا 3 أو 4 جاؤوا في الوقت فسأل هذا المدرب الغربي ووبخ هؤلاء على التأخر فكان الجواب من الطلاب ( تعرف يا دكتور هذه مواعيد العرب ) أو كلمة حول هذه .

بارك الله فيك

قُنصـل ~ 15-11-2009 12:27 PM

أخي الكريم ...قاهر الروس....


للأسف واقع مرير..مانعيشه اليوم ونراه من بعض بني جلدتنا قد رضي بالثقافة الغربية ...ونسي اوتناسى أوبالأصح تخلى عن الثقافة النابعة من دين سامي...

بالأمس كنت أسمع بعبارة (التقليد الأعمى) ..واليوم عرفت فضاعة معناها وقساوتها.....


فعجبي من أناس قد خجلوا من تصدير ثقافتنا بل واعتبروها ثقافة رجعية..إنما الخجل الحق هو عدم فهم وتطبيق هذه الثقافة الشريفة النابعة من أسس متينة عالية...


اخي قد خسر المبطلون بالنصر على اسلامنا بسيوفهم القاتلة...لكنهم قد نجحوا بغزونا بثقافتهم الغربية بنسبة ليست باليسيرة...


أسأل الله لنا ولكم الاستقامة و الثبات على الحق...................................




تحيتي لك ولقلمك النير............................................. .......

قاهر الروس 18-11-2009 03:06 AM

.
.




نَجدُ أحياناً تعَللٌّ لبَعض المبادئ والعقول التي نَرَاها مِن حَولِنَا رُغم عَدَمِ الإقتِناعِ بِهَا سِوَى أنَّها إمّا " مَوضَةً غَزَتْنَا " أو أنَّهُ تَحَضُّرٌ بِزَعْمِنَا ، وَهذا مَعلَمٌ واضِحٌ للإنهِزاميَّةُ في الثَّقافات ، إذ أنَّنَا نَحنُ مَن يصنَعُ الثَّقافاتِ ويَقوَدَها ، فَكيْفَ نَلتَمِسُ العُذرَ لِمَا اقترفَته ايدينا ، لأننا على كُلِّ حَالٍ سَيرِجع اللومُ على أنْفُسِنَا إذ نَحنُ مَنْ صَنَعَ هَذهـِ الثَّقَافةَ وَنحنُ مَنْ سَيَّرنَا عُقولَنَا عَليْهَا ، حَتى لو لمْ نَرضَى بِهَا .



سَأعودُ حِينمَا يكتُب الله ليْ عَودَة

.
.

شخت البؤس 18-11-2009 03:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها قاهر الروس (المشاركة 1876769)
.
.




قِيلَ : " عَجِزَ الكُفَّارُ عَلى أَنْ يُخْرِجُوا المُسْلِمينَ مِنْ دِينِهِم ، لَكِنَّهُم اسْتَطَاعوا أَنْ يَحْرفوهُم "


.
.

:41:41:41:41:41:41


اقف احتراما لقلمك المبدع


الساعة الآن +4: 05:55 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.