(( الحرب بين مهمة مجاهد وسخافة محلل ))!!
كعادتنا في كل حدث تختلف آراؤنا وتفسيراتنا ورؤيتنا لهذا الحدث وتقديرنا له لأن عقولنا متفاوتة تفاوت أجسادنا وأشباهنا , ولأن مدراكنا مختلفة كاختلاف طبائعنا ورغباتنا !!
ولأننا أمة العرب عموما لم نتفق في يوم من الأيام فإننا وقفنا أمام الحرب الجنوبية التي مازالت رحاها تدور حتى الساعة أمام آراء وتحليلات كثيرة متناقضة متباينة , ومازالت تخرج لنا بين الفينة والأخرى مثل تلك التحليلات فمن محذر ومن ساخر ومن متهم بأنها حرب بالوكالة وغير ذلك من التحاليل التي ملأت صحفنا ومنتدياتنا
ومما خرجت به من تلك التحاليل سواء المكتوبة أو حتى التي نسمعها من باعة البطاطس وكناس الشوارع لأن الكل هنا سيعبر عن رأيه وكما قيل ( لا تحقر أحد )!! :
أن هناك من قتلته نظرية المؤامرة وذهبت بعقله ليخرج لنا تحليلا غريبا يلوي فيه كل ما تقع عليه عينه من حدث ليستدل به على نظرته العقيمة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ..!
ومنهم ــ وأخص بهم أولئك الذين أصمُّوا آذاننا بحديثهم عن الجهاد وعن الواجب فيه عندما يحتل بلدٌ بلدا ومتى يتعين ومتى يكون كفائيا وغير ذلك من حديثهم المعتاد في كل مجلس ــ ظننت بأنهم سيحملون سلاحهم على ظهورهم ويولون قبل الجنوب ركابهم , ليسطروا لنا بذلك أروع القصص البطولية التي سنشبع بها مجالسنا وكتاباتنا إلا أني استغربت أنهم مازادوا إلا انبطاحا في الأرض ونكوصا إلى الخلف متعذرين بأن الحرب حقيقة ليست لله وإنما هي تصفية لحسابات معينة من اجل جهات معينة تحت راية معينة ..!
وقد ثارت ثائرتهم عندما قال أحد علمائنا الكبار إن القتلى هناك في المعركة شهداء ولهم ما للمجاهدين من الأجر العظيم والثواب الجزيل , لأن الجهاد الآن قدم لهم بطبق من ذهب وهؤلاء يريدون أن يتحدثوا فقط وعندما يأتي الجد وتحين ساعة الصفر فلن ترى لهم أثراً وستجدهم يتيهون ذات اليمين وذات الشمال ليقنعوك في تبريراتهم السخيفة واتهاماتهم الباطلة لأنهم فقط لا يجيدون سوى الكلام ..!
ومن الناس من حلل الحدث تحليلا دقيقا وربطه بأحداث مماثلة قديما وحديثا وقدم لك السيناريوهات المحتملة والأدلة المقنعة لتخرج بذلك محملا بكمية كبيرة من المعلومات سواءً عن الأسباب والدوافع أو الاحتمالات والتوقعات حتى لكأنك تنظر إلى المستقبل بعينك ..!
ولكن في ظل هذه الحرب الدائرة هل يتحتم علي أن أقف هناك تحت القصف وبين المدافع حتى أنال شرف المشاركة ..؟؟
الحقيقة أننا ولله الحمد مكفيون بغيرنا من الأبطال المدربين الذين أثبتوا لنا حقيقة أن أمهاتنا لم تعقم عن إنجاب الأبطال أمثال خالد والمغيرة وغيرهم ولكن لما كفينا عن المواجهة العسكرية هناك وخوض المعركة يبقى لنا هنا جهاد سواء في القلم أو اللسان أو الدعاء وهو جهاد ليس بالهين ولا بالسهل ..
فمن رزقه الله قلما سيالا يكتب به , ومن رزقه لسانا فصيحا يخطب به في الناس , ومن رزقه الله شعرا جميلا يرسم بكلماته معاني العزة والبطولة , ومن رزقه صوتا نديا يوصل به فكرة معينة بشدو جميل محبب إلى النفوس . . !
نجاهد بفضح خطط الأعداء وتآمرهم ومحاولة إقناع أتباعهم والمعجبون بهم بفساد منهجهم وضلال طريقتهم وسواد معتقدهم بالحجة والبرهان والحق المبين فنحن نستند إلى الكتاب والسنة ومعنا الحق فلو لم نملك القوة العسكرية فنحن نملك الحق وصاحب الحق منصور طال الزمن أو قصر . .
ونوجه النشء إلى خطر أولئك وتعليمهم معنى الولاء والبراء حتى من هؤلاء الذين يدعون الإسلام ويزعمون التدين فما بالك بغيرهم . .
نجاهد بالدعاء وهو من أعظم الجهاد . .

نجاهد بكل ما يخدم ديننا وينفعنا في حربنا الطويلة ضد الرافضة واليهود وكل شانئ لهذا الدين ..!
ونعلم أن بيننا من تحترق نفسه لهفة وشوقا إلى أرض المعركة ويتحين الفرصة ليسمح له بالمشاركة فيها وماهؤلاء بأقل أجرا ممن هو الآن في تلك الثغور ..
أخيرا . .

[poem="font="simplified arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]إذا قنع الفتى بذميم عيش = وكان وراء سجفٍ كالبنات
ولم يهجم على أسد المنايا = ولم يطعن صدور الصافنات
ولم يبلغ بضرب الهام مجدا = ولم يك صابرا في النائبات
فقل للناعيات إذا نعته = ألا فاقصرن ندب النادبات
ولا تندبن إلا ليث غاب = شجاعا في الحروب الثائرات
دعوني في القتال أمت عزيزا = فموت العز خير من حياة[/poem]