![]() |
::: [ لا تَكُنْ وَقُوداً لِعَدُوِّكَ مِنْ حَيْثُ لا تَشْعُر ] :::
بسم الله الرحمن الرحيم إن المراجع الشرعية ، و الحقائق الكونية ، و المواقف التاريخية ، لتؤكد لنا ديمومة السجال بين قوى الخير و الشر ، و بين الحق و الباطل ، و الأيام دول بين هالتين القوتين إلا أن الحق يضعف و يهدأ ثم يحين وقت فورانه ليزهق الباطل و يحرقه . و لكلٍ أئمة و روّاد ، و إمام الباطل هو إبليس و له من له من الأعوان و الجنود و الرسل الذين لا يهمهم إلا أن ينخروا في سفينة الحق ليُغرقوا من فيها كما غرقوا هم . و لأجل هذا كان المكر عظيمًا ، و الكيد كبيراً لا يُدركه إلا الخُلص من أهل الحق ، ممن نور الله بصائرهم ، و فتح قلوبهم بنور الوحي . و مع مرور الأيام و تسارع الوسائل في كل الشؤون تتسارع وسائل هؤلاء ، و تتطور و تتحدث كل ما استجد جديد ، ثم يبذل الجهد الجهيد ، و السعي الأكيد ، لتخليص الناس من كل خصلة تقوي الحق في نفوسهم أو تتعلق به من قريب أو بعيد ، و لن يرضى رواد الباطل إلا بالانسلاخ التام ، مهما قُدمت التنازلات و المداهنات ، فإن هذا يضل قاصراً دون مراداتهم ، يقول الله تعالى {و لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} و يقول تعالى : { و لا يزالون يُقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا} . هذه هي الحقائق التي غيبت عن تكوين المسلم و عن شخصيته ، حتى غدا جمع من المسلمين اليوم أشبه بالحمل الوديع الذي يرى الذئاب تفترس كل يوم من بني جنسه فريسة ، ثم يحسن الظن في الذئاب و يتودد إليها . زماننا هذه هو حرب قائمة على مدار الساعة لا مكان فيها لواضع السلاح ، و لست أعني بهذه الحرب إلا الحرب الإعلامية التي تخلف فيها المسلمون كثيراً ، بل كانت صنعتهم فيها مطابقة لما عليه عدوهم ، حتى أن الغازي إعلاميا ، تهلل وجهه فرحًا لرؤية من يخلفه في عدوه ليرفع بعد ذلك يده و يترك خليفته يؤدي دوراً أجود مما كان يقوم به . و من هنا يكمن خطر النفاق لأنهم من بني جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا . الحروب الإعلامية هي التي استطاعت زرع الشتات في أفكار المسلمين ، بل و إشغال النخب من العلماء و المفكرين و صناع الثقافة و القرار بالتوافه من خلال التضخيم أو إيقاظ الحملات الإعلامية المتتابعة لهدف معين ، هذه الحملات بحاجة إلى من يُجيرها و لن تجد إلا هؤلاء الناس الذين قل وعيهم بالخطر الذي نسج لهم ، فكانوا عونًا لمن أثارهم في إيصال فكرته للناس . كم من الجهود و الأوقات و البحوث و الدراسات صُرفت على حروب إعلامية كان الأولى أن تُهمل و يُسكت عنها أو يُتريث عن البت فيها برأي ، و هذا هو الذي اتخذه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، لما طالت حادثة الإفك عرضه الشريف بأبي هو و أمي ، فلم يحسم تلك الزوبعة الإعلامية آنذاك ، بل انتظر حتى انبلج الحق و لجلج الباطل بنص كلام العلي القدير سبحانه . يجب أن نعلم أن العمر محدود و لو أننا اتخذنا مشاريع شخصية تهدف إلى البناء وفق خطط مرحلية لكنا نعيش من أجل أنفسنا و على ما تريده أنفسنا ، و لجعلنا طاقاتنا الفكرية تخدم ديننا و هويتنا ، بدلاً من إضاعتها في توافه اختلقها الأعداء و أشاعوها ليوقعوا أكبر كم من المسلمين في فخ الشتات الفكري ، ثم تمضي عليهم الدهور فإذا هم مفلسون تجد أحدهم لا يقدم و لا يؤخر . و لا يعني هذا أننا لا نتجاوب مع ما يطرحه الأعداء ، بل نتجاوب و نشارك و ننازل و لكن بذكاء مدركين المراد من هذه الشنشات التي ماز الله بها الخبيث من الطيب ، نتعامل مع الحروب الإعلامية بذكاء و حكمة و سياسة و بعد نظر ، كي لا نهلك و نحرم أمتنا و أنفسنا من خير كنا بحاجة إليه و على قدرة في نيله و بذله ، و هكذا هلك الهالكون و ما أكثر الهالكين . أخوكم / عبدالله |
بورك قلم من كتب هذة المقالة ..
و صدق من قال / نصف الحرب هو الإعلام .. |
الحرب الإعلاميه هي الأساس وهي التي تحدد للجميع ما سيحصل وهي التي تبث الرعب في قلوب العدو، ويكفيك ما فعله خالد بن الوليد مع حربه ضد الروم.
عبدالله ياعيني عليك يابطل :f:. |
بــارك الله فيك وزادك من فضله الواسع .
ـ |
بارك الله فيك وجزاك الله خير على الموضوع اخي
|
اقتباس:
|
دمت أستاذاً لنا أيها الرائع ..
جعلتني أخجل من رفع قلمي بعد قرائتي نصّك الجميل .. دعواتي لك بالتوفيق في الدارين .. تلميذك ومحبّك |
اقتباس:
:) هذا ماكنت سأذكرهـ شكرا لكم |
الحرب الإعلامية أشد من المعارك .. الله يعطيك العافية يابوعبدالعزيز . |
الضمادا / أشكرك على تواجدك أسعدتني .. |
موضوع رائع
|
الصباخ / الإعلام سلاح ماضٍ يمكن من خلاله قلب العولمة على من تبناها .. شكراً لك حبيبي .. |
أتعبني طموحي / بارك الله فيك ام عص دوت كوم / شكراً .. الغائب / جزاك الله خيراً . |
بندر 1430 / أنت سِفرٌ من تواضع .. أبو سليمان / هي نظرة أولي البصائر و الضمائر .. العاصف / أشد و أسهل .. إنها أعجوبة .. |
الساعة الآن +4: 03:44 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.