![]() |
........... جــلــــــــد الــــــذات ..............
. كدأب الكثير ممن يصرخون بالعروبة المخذولة ـ وعلى مضض أقول ـ كدأب أكثر النساء ، وهي عادة ومنهاج عند بعض بني البشر .. تتلخص تلك العادة الكليلة ـ أو ذاك النمط ـ بأنها إحساس بالكبت وشعور مركوم بالقهر والذلة .. ولا متنفس لذلك الشعور ، ولا سبيل لكسر قيود العبودية تلك ، التي يحس بها وينميها ويباركها كل ماض على نمط ( حس الضحية أو جلد الذات )** ** ** فحينما يتعرض الشخص المريض بذلك المرض لشيء من الانكسار أو الانحسار أو المنافسة أو الظلم والتهميش أو الغلبة والقهر من نظيره ، حينما يتعرض لشيء من ذلك يتقوقع على نفسه مستسلماً لليأس وضحية للإحباط وجلد الذات ورهين لإحساس الضحية مستجمعاً كل ما يكن جمعه من الذكريات أو الخطرات في حياته ولو كانت على مدى العمر بأجمعه ليشحن بها نفسه وليبين فيها أنه مظلوم وضحية ومغلوب على أمره وأنه لم يأخذ شيئاً من حقه ، وأنه لا يزال على هامش الحياة. ثم هو بعد هذا الشحن الذي يكاد يصل إلى مرحلة الانفجار لا يصل إلى ردة فعل تنم عن روح التحدي وقوة الطموح ، إنما هو يستمر بجلد ذاته وشحن ذاته لعل الناس أن يرحموه ويعطوه شيئاً من حقوقه المغصوبة في نظرة. أنه يمضي مع الحياة على طريقة ( ما رأيت منك خير قط ) وهي في نظري حيلة للشيطان قديمة ، بها يحد من شعور الثقة بالنفس ويؤصل الإحساس بالتهميش والعجز والقهر والظلم الذي لا يرد. يستخدمها مع النصارى في جزئية من عقيدتهم أن المسيح قتل وأنه تلقى العذاب قبل القتل وأن قتله كان عاراً عليهم وتضحية منه دونهم ،ولكن لا سبيل لمحو تلك الوصمة من تاريخ البشر لذا على كل مولود أن يرث ذلك الخزي والعار وأن يولد موصوماً بالعار. وتذهب بعض الفِكَرّ والنِحَلّ هذا المذهب مع شخصية أخرى لكن هؤلاء ينفسون عن أنفسهم بمحاولة إزالة تلك الوصمة بأن خصصوا لها يوماً في السنة ليجلدوا فيه صدورهم وظهورهم العارية بالسياط والسلاسل هاتفين بالثأر لذلك القتيل الذي خلف لهم قتله وصمة من العار لا يزال يولد المولود وهي على جبينه حتى بعد ألف سنة ، فلا شي يزيل ذلك القهر أو يشفي ذلك الغليل ، إنما حس الضحية لا يزول وأنى يزول ، وما هو إلا جلد الذات لكسر كل معنى لكرامة الإنسان بداءً بالثقة بالنفس وبشعور الفرد بالكرامة وتكديس للشعور بالقهر والعجز. يقنع الضحية نفسه بحس الضحية أنه مظلوم ويقنعها أنه لا وسيلة لرفع الظلم وأن لا كرامة له وليس له إلا جلد الذات!!!! لقد ذهبوا مذهباً بعيداً بنزع البراءة عن المواليد وشرعوا أن الوزر بالوراثة ، وقطعوا كل سبيل للسلام ، حتى السلام مع النفس والضمير. حس الضحية!!! أي بلية .. تلك ؟؟ بل أي ضحية؟؟ لا يزال الشيطان يعبث بعقول الأفراد والجماعات على ذات الحيل الكليلة الغبية والتي لم تتغير يوماً ولكن الناس لا تعي التاريخ ، بل لا تنظر في التاريخ. غريب عجيب .. أن يهزأ بنا الشيطان بحيلة غبية !! وإن مما يخدش العزة والكرامة أن تتكرر تلك الحيلة مرات ومرات ومع جماعات وألوف مؤلفة !!!. هل استوعبنا هذه الحيلة ؟ هلا أدركنا أنها لا تليق بكريمٍ خُلقَ يوم خلق كريماً ، وفطر بريئاً. وأقول بخجل خلق ذكياً وخلق الشيطان غبياً. وأخجل لأن هذا الذكي سمح للغبي الساذج أن يقنعه بعكس ما يقتضيه الذكاء. وهنا نقف كان مجرد توضيح وتساؤل .. |
الأخت الكريمة " الأمل بالله " بعيداً عن كيد الشيطان .. الذي قد يصل إلينا مع أننا نعلم علم اليقين أنه عدو ويريد لنا الهلاك ، والعياذ بالله من كيد الشيطان . فليس أشد وضوح لعداءه لنا من أن الله عز وجل قد حذرنا منه في محكم التنزيل ؛ فانطلاء كيده على بعض البشر دون عمن رضي الله عنهم جعلنا الله جميعاًً ممن رضي عنهم . فهذا الإنقياد يأتي إلى النفس البشرية .. ، وكما نعلم ان الأنفس ثلاث فمن ضمن هذه الأنفس هي النفس اللوامة التي فيها جلد للذات حسن وجميل ومطلوب .. حتى نأمن بعدما تعيدنا إلى السراط القويم فالأنفس كما ثبت وورد هي ثلاث :ـ 1 - النفس الأمارة بالسوء .. وهذه هي التي يستهويها الشيطان بما لديه من زخرف يضلها فيه أو من خلاله .. فهي تنقاد لكل إغواء يقوم به إبليس الرجيم عليه لعنة الله .. فلا ينتهي هذا الإغواء حتى يسيطر الشيطان على هذه النفس بذاك الجسد فتقوم بتبني كل ما يعرضه الشيطان من مغريات .. وحتى يكون نظام هذه النفس نظام شيطاني فرعوني _ كلها عداء لله ورسوله والدين ... . 2 - النفس اللوامة : وهذه هي ما أعتقد أنها تحوي معاتبة وجلد لذات العبد حتى يعود إلى الخيرات بتجنب كل أمر سيئ .. فهذه النفس هي من تقوم بالصراع الداخلي فينا ويكون هذا صراع بين الخير والشر جذب ونبذ لذا كانت هي النفس اللوامة التي تحاسب ذاتها عن الخير ومكانه فيها أو عن الشر وتركه . أما النفس الأخرى هي المطمئة : أسأل الله لي ولكم الكريم من فضله .. فهذه النفس المطمأنة هي ما يكون فيها حلاوة أسمها حلاوة الإيمان والتلذذ في الطاعات بعيداً كل كل شبهة في الدين أو عن كل ما يؤول إلى شبهة أو تلبيس من إبليس الرجيم .. فهي لا تزال بنورِ من خالقها بعدما انتهت من لوم ذاتها أو جلدها .. فهي مطمئنة في أجساد الأنبياء والرسل والصحابة والصادقين من عباد الله إلى يومنا هذا . هذا والله أعلم فأسأل الله عز وجل أن يرزقنا الإطمئنان على دينه وشرعه الذي هو عصمة أمرنا . لك وافر الشكر اختي الكريمة على هذا السرد البليغ . |
اقتباس:
لكن نسيت أن أذيل المقالة باسم صاحبها الأستاذ ( عبدالله غنام ) في مدونته ( محراب الحق ) فإن كان هناك شكر على السرد البليغ فهو من حقه شكرا أخي الكريم . |
ولك الشكر الجزيل نيابة عن الكاتب الذي حفظتي له حقوقه .. وهذا إنما هو دليلاً على أمانتك ... كما أن المقال يدل عى حسن انتقاءك . فالله عز وجل أسأل أن يحميك ويزيدك وجميع أخواتنا هنا من علمه وفضله وأن يتم عليكن لباس الستر والعفه . |
الساعة الآن +4: 02:01 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.