( واشكروه على نعمه يزدكم )

.. لعل الموضوع جاء بمناسبة نزول المطر خصوصاً ..
ومنطلقاً لقوله عز وجل ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) ..

الحمد لله الذى اغدق علينا نعمه حتى لا نكاد نشكر احدها ,,
وأسدل علينا ستره حتى لا يكاد يظهر احدها ,,

فاذانا وقد اصبحنا بين تمام نعمته وكمال ستره ,,
فله الحمد كله وله الشكر كله , فى السر والعلانيه , وفى النعماء والضراء ,,
دائما متواصلا ما دامت الشمس فى الافاق تشرق , وما دام الليل يغشى النهار ,,

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:
"انظروا إلى من هو أسفل منكم. ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تَزْدروا نعمة الله عليكم"

يا لها من وصية نافعة، وكلمة شافية وافية. فهذا يدل على الحث على شكر الله بالاعتراف بنعمه،
والتحدث بها، والاستعانة بها على طاعة المنعم، وفعل جميع الأسباب المعينة على الشكر.
فإن الشكر لله هو رأس العبادة، وأصل الخير،

وقد أرشد صلّى الله عليه وسلم إلى الدواء العجيب، والسبب القوي لشكر نعم الله.
وهو أن يلحظ العبد في كل وقت من هو دونه في العقل والنسب والمال وأصناف النعم. فمتى استدام هذا النظر اضطره إلى كثرة شكر ربه والثناء عليه.

وليعلم العبد أن نعم الله كثيرة حيث قال سبحانه : ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) .. فمهما حاولنا الإحصاء .. فلن نستطيع الحصر ..
فلا بد للإنسان أن يربي نفسه .. ويرطب لسانه بشكر الله على نعمه ..
محتسباً بذلك الأجر والثواب ..

ولأحمد في المسند
يا رب كيف أشكرك ، فقال الله عز وجل ، تذكرني ولا تنساني ، إنك إذا ذكرتني شكرتني ، وإذا ما نسيتني كفرتني ،

:: فائدة ::
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا] .

اذكروه ذكراً كثيرا ، إنك إذا ذكرته شكرته ، وإذا ما نسيته كفرته ، علامة الشكر أن تكثر ذكره ، وأن تعرف أن هذه النعمة من عنده .
فكلمة الحمد فقط وحدها ، تعني أنك محاط بنعم لا حدود لها ، لا تنتهي ، ولا حصر لها ،

وقد اعترف أعظم الشاكرين بالعجز عن شكر نعم الله، فقال صلّى الله عليه وسلم:
(لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك)

وأخيراً ..
إعلم أخي أن النعم إذا شكرت قرت .. وإذا كفرت فرت ..

أسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا شاكرين لنعمه .. إنه جواد كريم
هذا والله أعلم ورد العلم إليه أسلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله والصحب ..