بريدة ستي - وماتت زهرة الربيع !

لا تنسيني روعة الزمان والمكان في أسفاري تصادف أن أعيش معاني الرحيل من أماكن الفتها وأحببتها في سفري , فعندما مررت بأزهار الربيع في موسمه الماضي توقفت كثيراً عند زهرة تنير الأرض بعبق عطرها , ملونه بأجمل ألون الطيف , وكأنها تبتسم وتقول: "دع الدنيا تفعل ماتشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء .."ابتسم للحياة أدعـوك للابتسامة , اغتنم حياتك فالحياة ثوان ! ودعت تلك الزهرة وأنا في حيرة من أمري ..يالها من زهرة ربيع تعيش لأجل أن تبتسم وتنير الأرض ! نعم هي كالشمعة التي تحرق نفسها لتنر غيرها ...لا تعيش لأجل أن تخلق الفوضى لتعم أرجاء المكان ...بالرغم من عمرها الزمني قصير سخرت جل وقتها في نشر عبق عبيرها ورائحتها الزكية بين جنبات الوادي الضحل ! ما أجمل أن نكون كهذه الزهرة ...وفيَه , مخلصه , جميلة , لما لا نكون كالنخلة التي تثمر ثماراً يانعه , لتعم خيراتها أرجاء المكان الذي تعيش فيه, فالإخلاص عبارة فائقة الجمال إذا تم تطبيق مدلولاتها بالشكل الصحيح... إذاً ماتت تلك الزهرة مع انتهاء موسم الربيع ..ولم يبقى سوى رحيلها , حتى أغصانها الصغيرة ذهبت أدراج الرياح...بالمقابل بقي ثنائها الحسن ...وابتسامتها وعطرها الذي لايفارق الذاكرة ... لاندري لماذا البعض لايدرك مدى أهمية المحبة وما تحويه من مفاهيم ودلائل ...فالكثير منا يعتقد أن للزمان والعمر مُتسع ولم يكن يعلم أن سهام السنين ستسرق منه عمره الذي لازال يفنيه بما لايفيد ...فشتم هذا – وسب هذا - وأغضب هذا – ولعن هذا... , فقد لا ندرك أحيانا مايخبئه لنا الزمان في يوماً ما , عندها سنُبحر صوب خيالنا الواسع الذي نشدوا به كثيراً من دون أن يأتي الأمل ليُحيي آمالنا وتطلعاتنا, لما لانرى بريق الطموح والأمل يعانق الأفق والخيال , بشمسه الذهبية الواعدة ولمستقبل مشرق عنوانه الفرح والود , والابتسامة , والوفاء والعطاء والإخلاص أحبتي الكرام المحبة عالم واسع , سخاء وعطاء ...صله وتواصل ...محبه وتكريم ... فالبعض منا لا يدرك أن للوفاء ثمرات عظيمة تتجلي في قدرة المرء على التأقلم مع ذاته أولاً ثم مع الآخرين ,أحبتي وإن حصل تقصير فسامحونا ..فالقلب اشتكى قبل اللسان ودمع العين قد امتلاء بالشوق والحنين , فالسنين تمضي أمام أعيننا كوميض البرق عندما يلوح في الأفق البعيد وليس أمامنا سوى الغموض العظيم , لعل القلوب تجتمع لحظه وتحيا باللقاء ...

نبضات قلم
طموح انسان