![]() |
مـجــالـســنــــا ..
مـجــالـســنــــا .. لاتخلوا مجالسنا من التناقضات والاختلافات في شخصيات أصحابها وجلسائها ، فالاختلاف سُنّة كونية قامت عليها الحياة مثل الليل والنهار والأبيض والأسود وغيرها .. هناك نوع من الناس يُسمى (كلاسيكي) لاتستفيد من حضوره ولاتفقده في غيابه رغم أنه مايفوّت عزيمة ولاعرس ولا عزاء ولاكشته ولا أي اجتماع ، يغلب على هذا النوع المظهر الغير منظم يصل في كثير من الأحيان لعدم النظافة في ملبسه ومأكله ومشربه ومجلسه وسيارته ، ينعتهم المجتمع بـ(المدرسين) رغم أني لا أميل لحصر هذه الصفات بالمدرسين فمجتمعنا مليء بهذه النوعية التي عندما تشاهد أحدهم تحسّه ينتظر الموت ضامناَ مقعده من جهنم ـ فرغم أن شكله يوحي بموته غداّ إلا أنه لم يعمل لأخرته ..!! وهناك نوع من البشر كل كلامه منذ الصباح وحتى السبات ليلاً عن (الأكل) ومشتقاته ، يستفتح يومه بقضيةٍ هي الأكبر والأهم والأعظم في حياته وهو (الإفطار) فتأخذ مداولة الحكم النهائي على رغبته بمحتوى الفطور ثم رأيه به وقتاً طويلاً ، أنظر لأحدهم عندما يطلب (ساندويتش) فقط ، فهو يسرد قائمة طويلة وشائكة من الإضافات والمحظورات على هذه الخبزة : حط شوي كتشب .. أنتبه تحط مايونيز .. ولاتنسى تزوّد الطماط .. والكبدة خلها نص استواء .. وهات يامحتويات ، أما وجبة الغداء والعشاء فمشاريع التخيلات والتحضيرات عليهما تبدأ مع الانتهاء مباشرة من الفطور ولاتنتهي هذه الأزمة اليومية إلا عند النوم ليلاً لتبدأ من جديد في الصباح المشرقٍ ومع كل وجبة يلتقي .. أما محاور أحاديثه اليومية فتدور حول المطاعم وجديدها وقوائم أطعمتها والوجبات التي تقدمها ولايفوته أن يقدم للجالسين وربما للعابرين نصائحه المجانية لاختيار وجبة معينة في مطعم يعرفه ..!! هؤلاء ليس لديهم غير هذا الهم اليومي من أنواع المأكولات وأماكن المطاعم فلاتبحث لديهم عن غير هذا فهم لم يروا في حياتهم غير ذلك ..!! وفينا من تملأ وجهه علامات الورع والتقوى والتديّن ، وكل همسة يتحسسها يتبعها بالاستغفار والتمعّن في قدرة الله ولايسمح لغيره أن يأخذ دور العارف بأقدار الله وحكمته فهو المحلل الأوحد الذي فهم أسباب إرادة الخالق ، وكل مصيبةٍ تحدث لغيره يفسرها لمن حوله بأنها (عقوبة) على صاحبها وكأن الله أنزل عليه وحي من السماء يخبره بما كتبه على عباده ، أما عندما يفعل أمراً سبق أن نهى غيره عنه فهو الفعّال لما يريد القادر على تحويل المحرمات لمباح بفتوىً تحمل الأحاديث التي أجهضها من بطون أمهات الكتب فإن كان الحديث ضعيفاً قوي به ، أما إن كان موضوعاً قيقول : لابأس أن تستدل بموضوعٍ في حالات معينة ، هذا النوع تجده غالباً ضد سياسات الدولة ولكنه يفعل مايراه منكراً على الحاكم لأنه هو الحاكم بأمر الله وهو من أستنسخ مظاهر الصحابة وقلوب المنافقين ..!! وهناك نوع تجده مشغولٌ طوال يومه بمظهره الخارجي وكل وقته يذهب لتعديل شماغه أو بتوسيع طوق ثوبه أو بسحب أكمامه مع كل خطوة يمشيها ، يتابع الماركات ويهتم بآخر الموضات ويسابق الدنيا لاقتنائها والاقتداء بها .. هذه الفئة كل سواليفه تبدأ بعد قوله : أخذت شور .. كنت أباخذ لي شور .. ياليت من أخذ له شور .. ويستمر خبر الشور (وهو الاستحمام) موجوداً في كل جملة ينطقها ، كل هذا فقط ليُفهم من حوله بأنه نظيف لمعرفته بأن نظافته لاتتعدى ثوبه الخارجي أما داخلياً فقد نسي أنها الأهم ..!! فئة أخرى ابتليت بهم مجالسنا وهم (المحللين) والعارفين بكل شيء ، هم الفاهمين بأسباب ونتائج كل حركة اقتصادية والعالمين بمغزى أي توجه سياسي ، والمدركين لأي تغير اجتماعي .. هؤلاء يؤذون مسامعك ويلوثونها بتحليل كل حدث ، وتفسير كل خبر ، ويتلون عليك نبأ المستقبل حسب خبرتهم ونظرتهم الثاقبة ثم يحدث عكس ماقالوه وتوقعوه تماماً ، فيعاود الواحد منهم عليك الكرّة مرة أخرى ليحلل لك أسباب ماحدث مبرراً توقعاته الخائبة ليرمي جهله على غيره .. يتكاثر هذا النوع عند الأحداث الكبيرة مثل 11 سبتمبر وكارثة الأسهم والأزمة الاقتصادية وأنفلونزا الخنازير وغيرها من الأحداث التي لن يفوّتوا أولها ليخبروك عن نهايتها ثم لايحدث شيء من ماقالوه ..!! نوع آخر تكتض بهم مجالسنا وهم عشاق الأخبار والعلوم والسواليف ، فلان مات ، وعلان طلق زوجته ، وأمس كان فيه حادث سيارتين واليوم مدري ليش حرّ ؟ وأبو فلان دخل المستشفى شاكين إن فيه المرض الشين (وكأن هناك مرض زين..!!) هذا النوع من الأوادم يخرج لك من خبر ويدخلك في سلسلة من الأخبار وعلوم الديرة والعائلة الفلانية وجيرانهم والسيارات التي تقف عند أبوابهم .. هذه الكائنات تشك أن لديهم عدد من الساعات في اليوم مايفوق 24 ساعة فعندما تنصت لأخباره اليومية (وغصبٍ عليك تنصت) فإنك تجد برنامجه قد بدأ بصلاة الفجر ثم شاف أبو فلان وذهب لسوق الخضرة وأخذ قائمة بأسعارها ولم ينسى أن يداوم في مكتبه قبل أن يذهب ليصلي على ولد خالة عم جد جيران أهل زوجته الذي توفي أثر سكته قلبيه ، ثم يسرد عليك ماكتب في كل الصحف ومابُث في القنوات والإذاعات ، وأنه عاود والد زميله بالمستشفى وسلّم على كل المرضى وسألهم عن أسباب أنطراحهم على الأسرّة البيضاء ، وقبل أن يغادرهم يعطى كل واحد منهم (روشتة) طبية مليئة بالنصائح والأدوية ..!! لا أنسى في النهاية أن أُعرّج على فئة منتشرة بيننا كثيراً وهم (الكلاكين) أو النوابغ والنوادر في هذه الحياة ، هم أبطال الحكايات ولهم في كل سالفة مجدُ ..! هؤلاء لديهم قدرة عجيبة في تأليف القصص التي فاتت على منتجي الأفلام والمسلسلات ، فهم يبدعون في الرد السريع المباشر على أي قصة صارت لأحد الجالسين بطرح حكايته الأكثر إثارة وغرابة من قصة صديقة ، في السفر حدثت له أزمة وتخلص منها بذكاء خارق .. وفي السوق أعجبت به تلك الفتاة الجميلة وهو (أشين) خلق الله ، ــ ولاتعلم كيف عرف أنها جميلة ..؟ ــ وفي الدائرة الحكومية أستطاع حل مشكلة المراجعين الدائمة باقتراحه الغائب عن المسئولين .. وفي البر له من البطولات والأساطير ماتملأ أحداثها مجالس العالم .. هذه الفئة تكذب وتكذب كثيراً ولكن كذبها لايُسبب مشكلة مع أحد فهم يتسلّون ويُسلون دون التعرض لعرض أحد ، ولهم شعبية في مجتمعنا ويردد أفراده كذباتهم بشيئ من السخرية وتطليعة لسان طووووويل ..!! وسلامتكم .. |
أعجبني قدر ما آلمني طرحك .
ولكنك نسيت فئة ..! وهي من هجرت هذه المجالس وانعزلت في بيوتها قهراً من هؤلاء الذين ذكرتهم .. فوالله إنني أعرف الكثيرين من الأخوة ممن أخذوا العهد على أنفسهم بالإعتكاف منعزلين في منازلهم ..! وأنا واحدٌ منهم ؛ فقد اكتفيت بثلاثة مشاوير لمى تبقى من حياتي ( مسجد ، عمل ، رحلة مع أهل بيتي ) واللي يبين حياه الله عندي بالبيت على فنجال وعلوم رجال .. فقط . فكثيراً منا لم يتحمل هولاء الفئات ممن طرحت أنت عنهم هذا المقال الرائع . تقبل تحياتي . |
اشكرك اخوي على مقالك الرائع
بس حبيت اضيف فئة كثرت هذه الايام ... الا وهي فئة (((( البلاك بيريين ))) هذولا اشغلونا اشغال .... او صار المجلس والجلسة بدون طعم او لون |
اقتباس:
الحياة مليئة بما يكدر صفوها ، ولكن .. هل نهجر المجالس بسبب فئة نستطيع بتعاملنا أن نتجاوزها ..؟ لا أعتقد أن الحل الأمثل هو الأعتكاف بالبيوت ولكنه التكيف دون أن نتأثر .. شكرا لك .. |
والله انك صادز هذولا راعين البلاك بيري
يشوهون الجلسه ماغير روسهم تحت وبس كل شوي ترررن تررن مشكور ع الطرح |
اقتباس:
المشكله أن هالعينات كثير وتغص بها مجالسنا .. مالك إلا تسحب السيفون على هالمجالس .. ويسدك واحد أواثنين من الزملاء بالعمل .. :eek5 يعني أنا ما استطيع اتحمل هؤلاء إلا في مكان واحد واترك الثاني .. إما ترك المجالس التي تحويهم أو ترك وضيفتي من أجلهم .. نتحملهم بالعمل .. ونسكته بجريده أو ببيالة شاهي .. وإن طولها قلت له مشغول . عشان كذا أترك له المجيلس ولا يرفع ضغطي واحد نص كم :mad: وبابي مفتوح للي يستاهل واللي يبين حياه .. وكلن قدره بمطبخه ولا أحد يطعم أحد .. (f)(h):f: |
الساعة الآن +4: 04:43 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.