بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   مشاهِد | من أرضِ المدينة المنورة .. ( متجدّد ) (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=220473)

د / ماسنجر 20-08-2010 07:03 AM

مشاهِد | من أرضِ المدينة المنورة .. ( متجدّد )
 

http://filaty.com/i/1008/47971/tyty66.jpg

.
.

| المشهد الأول ..

وعندما دخلت الحَرم أنا وصاحبي .. رأيناه يكتظ بالبشر الصائمين .. وصفوف الاستعدادات قد امتلأت .. وسفر الإفطار قد حوت مجموع قليل من الأطعمة .. وشعرت أن كل من جلس قد وُضع له فطوره أمامه .. فلا يحق لأحد أن يقعد ويأكل من حق الغير ! .. فأحسست بثقل الموقف قليلاً .. قلت لصاحبي : لعلنا نقعد في أي مكان ولا نلتف هكذا ، قال : حسناً .. وجلسنا على أحدها فما لبثنا جزء من الثانية حتى وُضعت أمامنا الأطباق .. وسُكبت المشروبات في الأكواب .. وسُررت وسَعد صَاحبي .. وكأنهم ينتظرون جلوسنا .. ليسوا كلهم عرب .. وليسوا كلهم يفهمون الحديث .. إلا بالإشارة والتحية .. ولكن الدين يجمعهم وكلمة التوحيد تحتويهم ..

على صعيدٍ طيب .. كنت هناك أتبادل مع نسائم الإيمان قليلاً منها ما يُنير صدري ويُرسل النور إلى مساحاتي ، وأحاول أن أبعثر ذنوبي حتى لا تجتمع مرة أخرى ، ووجدت أني كلما أدخل هذا المبنى الإيماني العظيم يخرج من قلبي ما يخالف هذه الأجواء ..


كلما أعبر من مكان يتكون أمامي مشهد ، وكلما أترك مكان أحمل معي مشهد .. فهل تتحملوني بمشاهدي تلك ؟




القبعــــــــة 20-08-2010 07:11 AM

مشاهد أكثر من رائعة ..
أخي سلمان أسقنى من معينك الصافي .. هيا

loquacious 20-08-2010 07:28 AM

ياحلوووو هذه الأجواء ..

تنسى أتعاب الدنيا والهموم , تحس براحه إيمانية بجد ..

السنة هذي مشتهية اروح للحرم وافطر فيه , واصلي التراويح مع الزحمه يازينهــا ..

بالنسبه لي / متشوقة لتلك المشاهد الإيمانية فضلاً أنها سوف تُحكى على طريقتك ! ... لا تتاخر علينا ..

د / ماسنجر 20-08-2010 08:40 AM


http://filaty.com/i/1008/12209/tyyy66.jpg

.
.

| المشهد الثاني ..

خرَجت من مسجد القبلتين .. وما كنت أفكر إلا في صوت إمامه الذي صعد بروحي إلى الغيوم وكأنها تُمسك بالمصحف وتتمعن به كلمةً كلمة وآيةً آية ، نزلت من عتبات الخروج وإذا بآخر عتبة من تلك .. تجلس طفلة صغيرة متكئة على حديد بوابة الدخول .. ثنَت رجليها على بعضهما ولا أظن إلا أن شعرها قد جمعته ثم ربطته بذلك الخيط البالي منذ أيام ذهبت .. تركت الدنيا في عينيها حلما مستحيلاً ضائعاً .. وظلت تجري خلف عقباته حتى مكثت هُنا .. ولو رأيت مقلتيها عن قرب ! لوجدت أنها تنادي وتصرخ لا الصراخ الذي نسمع ولا النداء الذي نعرف .. وبين أهدابها أناخ الفقر ركائبه .. ومازالت تنتظر تلك اللحظة التي يُبعدها عنها .. ووجنتيها قد تبدلت رائحتها من رائحة الزَهرة اليانعة الأنيقة إلى رائحة الدراهم التي تلوكها الأيدي وترسلها فيما بينها .. وخشيت أن أفتح يديها لأتمعن بطفولتها فأرى أن أرقام الورقات قد التصقت بها وذهبت النعومة أدراج الطريق .. ما وضعت تحتها قماشاً ولكنها جلست على خطوات الغادين والسائرين .. وأوساخ الأحذية تتعلق بثيابها كلما ساروا بالقربِ منها .. وغبار الأرض قد ترك أثره في قدميها .. مررت من جانبها فإذا بها تعد " الريالات " وتحتضن العشرات خوفاً من أن يذهب بها الريح ورغبة في معرفة ما خرجت بهِ لتلك الليلة ..

أضعت مسيري وأنا أنظر إليها .. وذهبت بي نفسي بعيداً حسبت أنها لن تعود .. ما الذي أرى ؟ أهي طفلة على هيئة فقر .. أم فقر على هيئة طفلة ؟! .. أتكون عاصفة الألم قد هبّت حولها ولطختها بشيء من كوارثها ثم تركتها تلهث هكذا ؟! أم أن بقايا العيش قد سكبت عليها وظلت تسبح في ماءٍ تظن أنه حلواً ؟! .. وما ذنبها إلا أنها طفلة صغيرة قيل لها افعلي كذا وكذا حتى نأتيكِ .. وحَسِبَت أن هذا هو العيش وتلك هي الحياة .. ولا تدري أن خلف هذا المسجد حديقة نائية .. هي مكانها وهي حلمها وهي طفولتها .. على الأرجوحة تضحك وتلهو .. وبين كتل الرمل تعبث بنعومتها ثم تنام على ضجيج تلك النزهة .. لا أن تبكي على فقرها وتنفض وسخ الدنيا من يديها .. ثم تنام على رائحة الأحذية .. !

تأملت .. ووجدت أن تلك الصورة تتكرر في كثير من الأماكن ، والمدن ..
وأيقنت .. أن نظرتها الأخيرة التي بعثرتني .. كانت تمتلئ بالحديث الذي لا يفهمه إلا إياي ..
وذَهَبْت ..



بُني أقبل.. 20-08-2010 12:58 PM

كلمات قلـيـل بحقها إن قلت رائعــة..
ألف شكر..

لماذاهذا 20-08-2010 09:29 PM



http://filaty.com/i/1008/93645/index.jpg

سبحان البارئ الذي حبى المدينه بالجو الروحاني ولاطمئان الذي لاتجده في غيرها

تسرك تلك المناظر التي بين جنابتها والتي بين شوارعها .........

وستجد الكثير وتتعلم الكثير بين تلك الشواهد والمناظر ....فسبحان الله

جزيت الجنة ونعيمها

ξــزتــےِ مَالهَـآ כــد 20-08-2010 10:28 PM

مشاهد جنان
مشكوره

m المنهل m 21-08-2010 01:06 AM

مشاهد أكثر من رائعة ولو تكلمنا عنها كثيراً لا نوفيها حقها.

في مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم :

ترتاح النفوس و تطمئن القلوب و تُنسى الهموم و تشعر بلذة العبادة وتعم البركة
وتشعر بالسعادة والسرور.

المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون .

د / ماسنجر 22-08-2010 09:13 AM


http://filaty.com/i/1008/17268/oiu777.jpg

.
.

| المشهد الثالث ..

على أحدِ صفوف الإفطار كنا ، وإذا بأحدهم لم يتبين لي وجهه .. وقف عن يساري وأبعد بيدهِ قطعتين من الخبز وعلبة من تلك العلب وتمرات المُفطرين يريد أن يعبر ليجلس أمامي ولكنه لا يُريد أن تعتلي قدمه تلك النعمة التي وهبها الله إياه وإيانا ..

جَلس - بعد أن رفع يده بهدوء ليُلقي السلام علينا - ثم رفع قدمه اليمنى وثناها إلى صدرهِ .. وثنى قدمه اليسرى إلى الخلف على الأرض .. ولم أر ابتسامته ولا ملامح السعادة التي تغمر الصائمين وتلوح على شفاههم ومحياهم .. شاب وضع على رأسه غترة بيضاء لفّ طرفها على رقبته وكأنه ينوي إخفاء وجهه .. لبس ثوباً ناصع البياض ، وشعر بين الكثافة والقلة يظهر على ذقنه .. هدأ قليلاً وسكَن .. ثم لف ببصره حول سقف الحَرم .. كأنه يُهدر تأمله في ألوانهِ وزخرفتهِ .. قليلاً حتى جمَع عضلات وجهه ثم هزّ رأسه ببطء .. رفع يديه ووضعهما على ركبته اليُمنى ثم بدأ بالدعاء .. وحسبي أنه يدعي بينه وبين قلبهِ ، لا شفتان تتحرك ولا لسان يتضرع .. إنما هي جوارحه التي تتألم وتقرع الباب عل أمنيات إيمانية يستجيبها الله في تلك الساعة .. ولا يزال هكذا حتى جمع يديه على ركبتهِ ثم أنزل جبينه عليها .. كأنه يعصر الوجع ليستخرجه من قلبه ويلفظه لفظاً .. مكث على حاله قرابة الدقيقة حتى شعرت أن الألم يَخرج من قلبه ويُرسل على الناظرين إليه كلّ بقدرِ شعوره ..

شُرع الآذان .. واستقرت الله أكبر على آذاننا .. وانساقت جملهُ حتى فَتَحت قلوبنا وشَرَحت صدورنا وهيأت لنا جواً نقياً صافياً لنتذوق السماع ونتلذذ بالإفطار ..

أكل بضع تمرات : اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت .. ما كان أكلاً كأكل الناس ولا عجلة كعجلتِهم .. بل تأنياً وخفة .. يُمسك بالتمرةِ ويخرج نواتها ثم يأكلها ويسرح في طعمها مغمضاً عينيه لثوانٍ .. هكذا كَان .. ثم فتح " الزبادي " ومسح بالملعقةِ ما تعلق منه على الورقة التي تُغطيه .. وكأنه يقول : هذه البقية هي جزء من هذا كلها نعمة إنما هذه قد انفصلت عن بقيتها .. وأخذ قطعة خبز وفتّتها عليهِ ثم صب قليلاً من الماءِ .. وخلطه حتى تبدل لونه .. إلى أن انتهى من طعامه وفطوره .. أقيمت الصلاة ومد يده لتنظيف المكانِ وهو يتأنى في حملِ الطعامِ تقديراً له ..

من بداية جلوسهِ حتى ذهابه .. وطيور الحزن ترفرف فوق رأسه لتنغص عليه لحظته وهناءه .. تبدّلت ملامحه من نظرة الشبابِ إلى من بلغ أشدّه .. عينه بنقائها ! كأنها جمال من جمال .. ونفحة من نفحات الصفاء التي لا تتشوّه .. تحسّستها ! فإذا بها لسعة من لسعات الحزن الطويل .. وكدمة من كدمات الألم التي لن تزول .. تخيّلت محياه وهو يَضحك ! ونطَقت ملامحه نطقاً صامتاً : يَضحك ! وهل هناك حياة تزفهُ إلى ذلك ؟ تتخيله يضحك ؟ وأنا أتخيل السعادة كيف تزوره وهو على هذهِ الحَال ؟ ، كانت هذه الملامح .. فكيف بقلبهِ ولواعجه ؟! ..

نظَرت إليه قبل أن يختفي ، وحدّثه قلبي : بالودّ أن أحمل ما بين أضلاعك وأزرعه في صدري .. حتى تهنأ وتسعَد .. ولا أظنك بعمرك هذا قد ذقت فرحة من تلكم الأفراح التي تتنزل على رؤوس الناس وتُطلع بساتينهم ، وتُبهج نفوسهم .. على حُزنِك وهمّك ! إلا أنك ما أسأت للقمةِ عيشِكَ وسقاء عروقك .. بل حفظتها وصنتها .. وقدّرت مكانتها .. بل وعلمتني درساً لن يُنسى ، كلي ثقة بربي وربك أيها الغَريب .. أن يُزيح عن صدرك ما يَكتمه .. وعن أضلاعك ما يَلويها .. فلا تيأس : إن مع العسر يسراً .. ورحَـل ..



طموح مشرق 22-08-2010 09:45 AM



ما أروعها وأجملها من مشاهد

قلم مبدع من كاتب مبدع بارك الله فيك

د / ماسنجر 28-08-2010 03:55 AM



الحياة توحي للبشر أنها متعددة التعامل والتصرف والأنواع والأصناف .. والواقع يوحي لهم أن الحياة ما هي إلا أنانية وحب للنفس قد انتشر – في العقود الأخيرة – واستحواذ على أملاك الناس لتكون لهم جميعاً .. وتلك الأملاك هي أشياء موزعة على عقول البشر منها الاحترام والتقدير والوفاء والمساعدة وإلزام النفس البذل والجهد والمثابرة من أجلك وأجلهم .. على تعدد تلك المزايا التي يحتويها العقل البشري ونشاهدها من شرق ديارنا وغربها ! إلا أني وجدت تلك الأمور بدأت تقل ولا يرفعها إلا المال وتلك الأوراق ..

أما في المدينة المنورة ! .. فما رأيته كان عجيباً .. كنت في السابق أأتي إليها بالطائرة أو بمصاحبة الآخرين ولا نتجاوز الحرم النبوي .. تلك الرحلات القديمة هي روتين أشبه ما يكون بالممل فما كنا نذوق الحياة الحقيقية هناك ولا نرتشف صدق الحضور والتجول في ساحات الحَرم داخله وخارجه .. وبعد أن زرتها بسيارتي اختلف المشهد واختلفت النظرات وانقلب الروتين .. فما كان مملاً كان مبهجاً وما كان غريباً كان أليفاً وحقيقياً .. ولكم أن تتأملوا بهذا :

كنا نخرج أنا وصاحبي .. ويُشكِل علينا صعوبة الطُرق هناك لأننا نجهلها .. فكنا إذا سألنا عن طريق وجدنا أن المُجيب كأنه ينتظرنا .. الأول .. تبعناه حتى أشّر بيده إلى المكان وودعناه وذهبنا .. والثاني وقف بعد أن كنا نسير على أقدامنا قبل أن نستخدم السيارة في التجول قُبيل آذان الفجر بدقائق يسيرة واعتقدنا أننا سنقضي الطريق سيراً وهذا يُرهقنا .. فوقف وأخبرناه بجهتنا فوافق وركبنا وبدأ بالحديث عن أجواء الحرم النبوي والمدينة فكان الحوار رائعاً .. وانهمكت في التأمل برحابةِ صدره وسهولة تعامله وتقبله للآخرين .. فأجابتني نفسي وقالت :

هكذا هي الأرواح المتآلفة .. وهكذا هو النور يقذفه الله بتلك القلوب الوسيعة .. التي تنظر إليك لا إلى مالٍ ولا لمرامٍ بل لقلبكَ وللآخرة .. فيتعب ثغره في الحديث من أجل أن تأنس بمرافقته .. ويترك شُغله الشاغل في ذلك الوقت العَصيب من أجل أن يوصلك لشغلك وهدفك .. ولو كانت الدنيا تسير كما يُريد لرفعك فوق كفيهِ حتى آخر ثانيةٍ تكون بها على تلك الأرض ، وبعد أن أوصلنا مددنا له الدراهم فرفض وقال أنه لا يريد هذا لشيء إلا لوجه الله .. فأبهجني قوله وسرّني فعله .. والثالث بعد أن سألناه ضحك وقال أنه ليس من المدينة إنما من مدينة أخرى .. يا الله .. هل تأثر الزائرين بطيبة قلوب الطيبين بطَيبة ! هل انسكب الوفاء من قلوبهم وسقى قلوب القادمين ! ..

غير البائعين ، وموظفي الفنادق ، والمتجولين ، وفي المساجد ، وعند أبواب الحرم ، والأماكن كثيرة ..
وقلت بعد هذا : إن تلك المواقف يَندر أن نراها في البلاد الأخرى .. ولكن ما السبب في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ؟! ..

ووجدت الإجابة واضحة تماماً في ابتسامتهم ..



متصفحة 14-09-2010 10:07 AM

في المشهد الأول تصوير لأعظم مشاعر تراها امامك

التأخي بين المسلمين على إختلاف جنسياتهم وطبائعهم

أجمل شعور رأته عيني ..


المشهد الثاني والذي يتصور امام ناظرينا كل حين ,

وفي كل بلد

أحس انهم قتلوا الطفولة بداخلهم لبعض دراهم يكتسبونها ..

وتصويرك جدًا جميل ..


واما في المشهد الثالث ..

فما أعظم حديثك القلبي لذلك الشاب ..

كلنا تعلم نفس الدرس الذي تعلمته

فهنيئًا لك هذه الحاسة التي إستشفيت من خلالها

أوضاع من حولك ..



ورابعها ..

اقتباس:

كنت في السابق أأتي إليها بالطائرة أو بمصاحبة الآخرين ولا نتجاوز الحرم النبوي .. تلك الرحلات القديمة هي روتين أشبه ما يكون بالممل فما كنا نذوق الحياة الحقيقية هناك ولا نرتشف صدق الحضور والتجول في ساحات الحَرم داخله وخارجه
كما كنّا نأتيها ..

وكم أتمنى أن أُعاود زيارتها لأرى ماتحدث عنه الناس عن هذه الأرض الطيبة

وناسها الطيبين ..


مشاهد اكثر من رائعة ..

واكب نزولها وقت يصعب على الجميع الإستمتاع بما يطرح ..

أشكرك ..

دام هذا الطرح القيم ..

ا م و 6776 14-09-2010 10:56 AM

شكرا على الماشاهد

جرماني 14-09-2010 11:33 PM

مشكوووووور


الساعة الآن +4: 03:02 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.