رُوَاءَالرُّوح |
06-09-2010 07:48 AM |
彡إِنَّ الْحَلِيْمُ هُوَ الْأَعَزُّ الْأَمْنَعِ..!彡
彡
http://www.almlf.com/get-9-2010-almlf_com_p8nkv4zx.jpg
ســلام على أرواحكم في العالمين ,,
الأخلاق هي شكل من أشكال الوعي الإنساني كما تعتبر مجموعة من القيم والمبادئ تحرك الأشخاص والشعوب ., بحيث ترتقي إلى درجة أن تصبح مرجعية ثقافية لتلك الشعوب لتكون سنداً قانونياً تستقي منه الدول الأنظمة والقوانين.
وهي السجايا والطباع والأحوال الباطنة التي تُدرك بالبصيرة والغريزة ، وبالعكس يمكن اعتبار الخلق الحسن من أعمال القلوب وصفاته . وأعمال القلوب تختص بعمل القلب بينما الخلق يكون قلبياً ويكون في الظاهر.
ويعتبر الدين بشكل عام سندا للأخلاق، والأخلاق هي دراسة، حيث يقيم السلوك الإنساني على ضوء القواعد الأخلاقية التي تضع معايير للسلوك، يضعها الإنسان لنفسه أو يعتبرها التزامات وواجبات تتم بداخلها أعماله.
لعلي هنا أطرح فضيلة سيد الاخلاق
الْحِلْمُ وَالانَاةُ http://www.almlf.com/get-9-2010-almlf_com_csr7ju4o.gif
هما توأمان نتيجتهما علوالهمة .. نقف هنا مع خلق كريم من الأخلاق الإسلامية, خلقٍ اتصف به الأنبياء والمرسلون, خلقٍ طالما افتقدناه في عصرنا الحاضر بين المسلمين ولم يتصف به إلا من رحم الله من المؤمنين, ذلكم الخلق الذي أثنى به النبي –صلى الله عليه وسلم- على أحد أصحابه أمام إخوانه من الصحابة؛ ليعلِّمهم –عليه الصلاة والسلام- أخلاق الدين الحنيف, ليتمسكوا بها, وليبين أن المسلم بحاجة إلى هذه الأخلاق الحميدة.
فهل عرفنا ماهو الحلم وماهي الاناة.
http://www.almlf.com/get-9-2010-almlf_com_agqsrux7.gif
الحلم هو: "ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب, والحلم حالة متوسط بين رذيلتين هما الغضب والبلادة, ونجد من الآيات التي وصفت الله بالحلم قد قرن فيها ذكر الحلم بالعلم كقوله تعالى: وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59) سورة الحـج. وهذا يفيد أن كمال الحلم يكون مع كمال العلم"
والأناة في لغة العرب: "لها عدد من المعاني منها الحلم والعقل والرزانة والوقار, واصطلاحاً: هي الروية والتفكير قبل الحكم، لتضاد بذلك معنى العجلة في الإقدام على قرار أو حكم قبل التبصر والتثبت, وتتفاوت درجات الناس في استجابتهم للمثيرات حولهم، فمنهم من يستثار لأتفه الأسباب فيطيش ويخطئ على عجل، ومنهم من تستثيره الشدائد فيتعامل معها بعقل وحكمة وأناة، فيخرج من شدتها مأجوراً مشكوراً. ومع هذا التفاوت فهناك علاقة وثيقة بين ثقة الفرد في نفسه وبين أناته مع الآخرين، وتجاوزه عن خطئهم، فكلما سما دينه وخلقه اتسع صدره، ووسع غيره بعلمه، وعذر من أخطأ، وتسامح مع من سفه عليه.
وقد كانت الأناة والحلم- صفة لازمة للأنبياء، مارسوها مع الناس، ونبهوا على أهميتها في حياة الإنسان، لذا كان رد الأنبياء على أقوامهم المكذبين والمتهمين لهم معلماً للبشرية، فنبي الله هود -عليه السلام- يقول لمن قالوا: إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ*قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ* أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (66-68) سورة الأعراف. وما موقف الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع الأعرابي الذي قال له: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ, فرد الرسول الكريم عليه: فَقَالَ: (وَيْلَكَ, وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟) ما هذا الرد الهادئ إلا شاهد على أناته عليه الصلاة والسلام"
وصفة الأناة صفة ممدوحة إلا أن تكون تأخراً عن واجب شرعي, أو وقوعاً في محظور شرعي, وكما أن للنبي أمثلة تدل على أناته وحلمه, فقد ثبت ما يدل على أن هناك مواطن لا ينبغي الحلم فيها؛ وذلك عندما تنتهك حرمات الله, فقد غضب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لله لما أتاه أسامة يستشفعه في شأن المخزومية التي سرقت, فقَالَ: (أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ!) ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ, قَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا ضَلَّ مَنْ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ, وَإِذَا سَرَقَ الضَّعِيفُ فِيهِمْ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ, وَايْمُ اللَّهِ, لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرَقَتْ لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا) وقال للذي تأخر عن الصلاة يوم الجمعة وجاء يتخطى رقاب الناس والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب: (اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ)
فالحلم والأناة صفتان محمودتان عند الله تعالى وهما الأصل في التعامل, لكن لا يكون ذلك على حساب الأحكام والحدود الشرعية التي أمر بها الله -سبحانه وتعالى- أو رسوله عليه الصلاة والسلام.
ومما يدل على امتداح الشريعة الإسلامية لهذا الخلق النبيل: أن النبي –صلى الله عليه وسلم- مدح الحلم وعظّم أمره فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-لأشجِّ عبد القيس: (إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ: الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ).
إذا كان الحلم من الخصال التي يحبها الله فهل استشعرنا هذا المعنى حال هجوم ثورة الغضب علينا؟ هل نستشعر أن هذه الخصلة من محبوبات الله –عز وجل- فيحملنا ذلك الشعور على الصبر الجميل والحلم العظيم ونحن نقول بلسان الحال والمقال: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) سورة البقرة. وصف شريف ورداء نظيف يلبسه الله لمن يشاء من أوليائه الذين لا يرتدونه إلا احتساباً, ولا يرتدونه رياء وسمعة وخيلاء، فهذا نبي الله وخليله إبراهيم -عليه السلام- استحق وصف الحليم: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ (75) سورة هود.
بل كثير الانبياء وقبلهم الله جل وعلا حلم عليم يحلم على عبادة العاصين.. و ورد في القران واسنة عظم تلك الفضيلة ولكني لاأريد أن اطيل عليكم.
*كيف السبيل إلى كسب الحلم والأناة وكظم الغيظ؟
تعلُّم الحلم والأناة واكتسابهما، فأيسر الوسائل هي ألا تغضب على أحد وإن غاضبك، وأن تعفو عنه وإن شاتمك، وأن تحسن على من أساء لك.
وإذا الحلم لم يكن في طباع ... لم يحلم تقدّم الميلاد
فقد يكون طبيعة ويكون مكتسباً مستفاداً بتمرن النفس إليه، وتنقاد حباً في المحمدة إليه، ويعضد هذا ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأشح عبد القيس: "يا أبا المنذر إن فيك خصلتين يرضاهما الله ورسوله: الحلم والأناة. فقال: يا رسول الله أشيء جبلني الله عليه أو شيء اخترعته من قبل نفسي؟ قال: بل شيء جبلك الله عليه، فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلق يرضاه الله ورسوله".
وقال المخالفون لهذا المذهب الحلم بالتحلم كما أن العلم بالتعلم، واستدلوا لهذا القول بما يروى أن جعفر بن محمد الصادق كان إذا أذنب له عبد أعتقه فقيل له في ذلك فقال: إني أريد بفعلي هذا تعلم الحلم.
وقيل كان له عبد سيئ الخلُق، فقيل له: ما بقاء مثل هذا عندك وأنت قادر على أن تستبدل به غيره قال لأتعلم به الحلم، ومن ذلك قول الأحنف: من لم يصبر على كلمة سمع كلمات، وأنشد:
وليس يتم الحلم للمرء راضياً *** إذا هو عند السخط لم يتحلم
كما لا يتم الحلم للمرء موسراً *** إذا هو عند العسر لم يتحشم
وقال قابوس بن وشمكير: العفو عن الذنب من واجبات الكرم، وقبول المعذرة من محاسن الشيم، ومن كلام النبوة: كاد الحليم أن يكون نبياً. ورأى حكيم نزقة من ملك. فقال: أيها الملك ليس التاج الذي يفتخر به عظماء الملوك فضة ولا ذهباً ولكنه الوقار المكلل بجواهر الحلم. وأحق الملوك بالبسطة من حلم عند ظهور السقطة وقال معاوية لابنه يزيد: عليك بالحلم والاحتمال حتى تمكنك الفرصة، فإذا أمكنتك فعليك بالصفح فإنه يدفع عنك مضلات الأمور، ويوقيك مصارع المحذور. وقال الشاعر: لا تحسبن الحلم منك مذلة *** إنّ الحليم هو الأعز الأمنع
إن جرعوك الغيظ فأجرعه لهم *** تؤجر وتحمد غب ما يتجرع
آخر: إنّ التحلم ذل أنت عارفه *** والحلم عن قدرة أفضل من الكرم
وقال معاوية: أفضل ما أعطي الرجل الحلم، فإنه إذا ذكر ذكر، وإذا قدر غفر، وإذا أساء استغفر، وقالوا: العفو يزين حالات من قدر كما يزين الحلي قبيحات الصور. وقالوا الحلم مطية وطية تبلغ راكبها قصبة المجد، وتملكه ناصية الجد. وقال بعض البلغاء: من غرس الحلم شجراً وسقاه الأناة درراً جنى العز منه ثمراً، وأثبت المكارم أثراً.
قال الشاعر: إذا شئت يوماً أن تسود عشيرة *** فبالحلم سد لا بالتسرع والشتم
فللعلم خير فاعلمن مظنة *** من الجهل إلا أن تشينه بالظلم
آخر: اخفض جناحك للقرابة والقهم *** بتودد واغضض لهم إن أذنبوا
وصل الكرام فإن ظفرت بزلة *** فالصفح عنهم والتجاوز قرب
آخر: ألا إنّ حلم المرء أكرم نسبة *** تسامى بها عند الفخار كريم
فيا رب هب لي منك حلماً فإنني *** أرى الحلم لم يندم عليه حليم
وقالوا: الحلم حجاب الآفات. وقالوا: من غرس شجر الحلم اجتنى ثمر السلم. وقال عمر بن عبد العزيز: ما قرن الله شيئاً إلى شيء أفضل من علم إلى حلم، ومن عفو إلى قدرة. وقال حكيم: خير الأمور بغية العفو، وخير العفو ما كان عن قدرة.
فــ نعلم أن الحلم أفضل من كظم الغيظ؛ لأن كظم الغيظ عبارة عن التحلم أي تكلف الحلم، ولا يحتاج إلى كظم الغيظ إلا من هاج غيظه ويحتاج فيه إلى مجاهدة شديدة، ولكن إذا تعود ذلك مدة صار ذلك اعتياداً فلا يهيج الغيظ، وإن هاج فلا يكون في كظمه تعب، وهو الحلم الطبيعي، وهو دلالة كمال العقل واستيلائه وانكسار قوة الغضب وخضوعها للعقل، ولكن ابتداؤه التحلم وكظم الغيظ تكلفاً.
قال علي -رضي الله عنه-: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك". وقال أكثم بن صيفي: دعامة العقل الحلم وجماع الأمر الصبر.
وقال أنس بن مالك –رضي الله عنه- في قوله تعالى: فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) سورة فصلت " إلى قوله: عَظِيمٍ "هو الرجل يشتمه أخوه فيقول: إن كنت كاذباً فغفر الله لك، وإن كنت صادقاً فغفر الله لي" ويقول أبو سليمان الداراني: "جلساء الرحمن يوم القيامة من جعل فيه خصالاً: الكرم والسخاء والحلم والرأفة"
قال عمر -رضي الله عنه-: "تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والوقار والحلم, وتواضعوا لمن تتعلمون منه, وليتواضع لكم من يتعلم منكم, ولا تكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم". ويقال ما آتى الله عبداً علماً إلا آتاه معه حلماً وتواضعاً وحسن خلق ورفقاً, فذلك هو العلم النافع.
قيل للأحنف بن قيس: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم، قيل: فما بلغ من حلمه؟ قال: بينما هو جالس في داره إذ أتته خادمة له بسفود عليه شواء فسقط السفود من يدها على ابن فعقره فمات، فدهشت الجارية، فقال: ليس يسكن روع هذه الجارية إلا العتق فقال لها: أنت حرة لا بأس عليك.
وهكذا فالناس دائماً في حاجة إلى كنف رحيم, وإلى رعاية فائقة وإلى بشاشة سمحة, وإلى ود يسعهم وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم, إنهم في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج منهم إلى عطاء، ويحمل همومهم ولا يعنيهم بهمه ويجدون عنده دائماً الاهتمام والرعاية، والعطف والسماحة والود والرضا, وهكذا كان قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو القدوة، وهكذا كانت حياته مع الناس, ما غضب لنفسه قط ولا ضاق صدره بضعفهم البشري, وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ (159) سورة آل عمران. أي: فاعف عنهم فيما يختص بك واستغفر لهم فيما لله تعالى.
فما أحوج الدعاة إلى الله إلى أن يعوا مسؤوليتهم ويحملوا تبعتهم وأن يضيئوا طريقهم بهديه صلى الله عليه وسلم.
جعلني الله وإياكن ممن يرتدون سيد الاخلاق .. وممن كسبوا العلم بالمعرفة.
اللهم إجعل هذا المتصفح حجة لنا لا علينا .. وثبتنا وإهدنا.
شكري العميق لــ إطلاعكم .
|