|
( اعلام النَـاس بِمدَاخِـل الوسواسِ الخنَاس ) .. !
الحمدلله على تمامه وإحسانه , والصلاة على رسوله وخاتم أنبياءه .. ثم أم بعد .. لابد أن يُعلم أنَّ الشيطان الرجيم , يسعى سعيًا حثيثًا في إغواء بني آدم , بقدر مايستطيع ويقدر وبأي طريقة كانت ولو استغرقت هذه الطرق أيامًا طويلة فالمهم لديه الإغواء مهما كان .. وللشيطان في ذلك طريقان : :: إما عن طريق الشهوات :: :: أو عن طريق الشبهات :: وبأيهما ظفر فقد حصّل مراده ومبتغاه وهو الزيـغ عن الطريق المستقيم .. ! وكيفية الوقاية من الشهوات هي بالتعبد لله والتنسك واتباع نهج محمد صلى الله عليه وسلم .. وكيفية الوقاية من الشبهات هي بالتعلم والتفقه والدراية بعلوم الديـن والعقيدة .. وسأتطرق لبعض مايتعلق بالوسواس وأسبابه والعلاج .. والله أسأل أن يقبل هذا العمل وينفع به .. . |
|| مقدمة ||
الوسواس : حديث النفس الخفي .. وهي مكيدة الشيطان الخناس .. لماذا سمي الشيطان بالخناس .. لأنه يخنس ويهرب عند ذكر الله عزوجـــل .. طبعًا الوسواس لايخفى أنه يأتي على أنواع واجتهد البعض في تسميتها لكني سأتطرق إلى أهمهما .. || الوسواس في العقيدة || لماذا يحرص الشيطان على الوسوسة في هذا النوع ؟ وذلك لأن العقيدة هي أهم مايملك المرء المسلم , فيحرص الشيطان على هزها والإخلال بها بالوسوسة .. ولربما في مرحلة من مراحل العمر يبدأ الإنسـان في التفكر في الكائنات الحية ثم الإنتهاء في التفكر في ذات الله وماهية وجوده .. حتى ينزعج الإنسـان المسلم من هذا كثيراً , ولقد وجد الصحابة ذلك كما أتى في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: " إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم. قال: ذاك صريح الإيمان" (رواه مسلم). وعن عبد الله رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة ! قال: "تلك محضُ الإيمان" (رواه مسلم). قال الخطابي: "معناه: أنّ صريح الإيمان هو الذي منعكم من قول ما يلقيه الشيطان في أنفسكم والتصديق به وليس معناه أنّ الوسوسة نفسها صريح الإيمان وذلك أنها إنما تتولد من فعل الشيطان وتسويله، فكيف يكون إيمانا صريحا . لأنّ الإيمان: التيقن ، وأنّ الإشارة إلى أنّ ما وجدوه من الخوف من الله تعالى أن يعاقبهم على ما وقع في نفوسهم: هو محض الإيمان؛ إذ الخوف من الله تعالى ينافي الشك فيه" وقال ابن تيمية رحمه الله: "أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له، ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه. فهذا أعظم الجهاد و(الصريح) الخالص كاللبن الصريح وإنما صار صريحا لما كرهوا تلك الوساوس الشيطانية ودفعوها فخَلص الإيمان فصار صريحا أ.ه . |
موضوع حساس جدا من حيث انتشاره في هذا الزمن خاصة
اقتباس:
بارك الله بعلمك , ونفع بك الاسلآم والمسلمين لاحرمك الله الأجر |
عِلاج وسواس العَـقـيـدة .. # طلب العلم , والحرص عليه , وأبدأ بالتدرج فتبدأ بالمسـائل الصغار ثم حتى تصل إلى المسـائل الكبار , ولاتتطرق إلى قضية الرد على الشبه المخالفة لمنهج أهل السـنة والجماعة حتى تتأصل علميًا ويكون لديه خبرة في المنهج حتى تستطيع الرد . # إبتعد عن الفراغ .. فالوسوسـة لاتأتي إلا لشخص يعاني من الفراغ , فالمشغول لايشغل .. فلايستطيع الشيطان إشغالك بالوسواس وفكرك مشـغول بشيء آخــر .. # لاتسترسـل .. فقد يبدأ الشيطان بالتدرج بك , من خلق كذا , من خلق كذا؟! حتى ينتهي بك بمن خلق الله ؟!.. فهنا إستعذ بالله من الشيطان الرجيم .. وأقرأ سورة الإخلاص .. ولاتعود لمثل هذا التفكير .. فالله خالقنا سبحانه , وجميع المخلوقات تفتقر إليه , ولم يظهر من ربنا عجز وفقر , سبحانه بل هو القوي العزيز وهذا دليل عقلي أن الله هو الخالق جل وعلا .. فالمخلوقات كلها تفتقر إليه .. . . |
. || القضاء والقدر || ومن الوساوس التي تنتاب المرء المسلم هي مايتعلق بالمشيئة و القضاء والقدر . وعليه أن نعلم أن مذهب أهل السنة والجماعة منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته إلى يومنا هذا لم يجد أي أحد من البشر أي زلل عليه وخطأ بل هو كامل مكمّل ولقد دأب الفلاسفة والملحديـن على اسقاطه بالتطرق إلى قضايا المشيئة والقدر والأسماء والصفات لكنهم عجزوا والله , وصرحوا بِعجزهم , وأن مذهب أهل السنة كامل مكمّل من الله .. ونوقـن بأن لله مشيئة وهي فوق مشيئة العبدِ , وأنه أيضًا جعل للعبد مشيئة واختيار إما أن يختار في الدنيا طريق الجنة أو طريق النار .. ومن تمام إنعام الله على عباده ورحمته أن بعث لهم رسل وأنبياء تترى توجههم نحو طريق الخير وتحذرهم من طريق الشـر .. وقد خلق الله الحياة الدنيا لحكمة ذكرها في كتابه حيث قال: ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور) [الملك:2]. فهذه الحياة هي دار ابتلاء حيث يبتلي الله عباده بإرسال الرسل وإنزال الكتب فمن صدق بالرسل وعمل بما في الكتب كان من أهل الجنة ومن أهل السعادة ومن كذب كان من أهل الشقاء وأهل النار. وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عما يعمله الناس أهو أمر قد قضي وفرغ منه أم أمر مستأنف ، فقال بل أمر قد قضي وفرغ منه ، فقالوا : ففيم العمل يا رسول الله ؟ فقال: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له " وقد قال الله تعالى: ( إنَّ سعيكم لشتّى، فأمّا من أعطى واتّقى وصدَّق بالحُسنى فسنيسّره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذّب بالحسنى فسنيسّره للعُسرى) [الليل: 4-10]. فعلى كل أحد أن يعمل ويبحث عن مواطن الهداية ويدعو الله أن يرزقه الثبات على الدين، وأن يعلم أن الله تعالى قد خلق الخلق وهو يعلم أرزاقهم وآجالهم وماهم عاملون ونحن نرى أكثر الناس يستشكلون أمر السعادة والشقاوة ، ولايستشكلون أمر الرزق ونحوه وهي من باب واحد من جهة خفائها عن الخلق وأن علم الله قد سبق فيها. والواجب أن نثق بحكمة الله وعدله وأنه لايعذب أحد بغير ذنب استحقه وأنه يعفو عن كثير وقاعدة ذلك التسليم لأمر الله ، مابلغته عقولنا وما قصرت عن فهمه، وأن العجز والقصور والخلل فينا لافي حكمة الله تعالى بل هو سبحانه : (لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسئَلون) [الأنبياء: 23]. وكرر هذه القاعدة في ذهنكَ ( ولايظلمُ ربكَ أحدا ) .. . |
|| التفكر في ذات الله وصفـاتـه || .. قاعدة .. ( عقلك قاصر ! ).. هل تدرك الملائكـة ؟! هل ترى الجن وتعلم مايدور في عالمهم الغيبي .. وهو مخلوقيـن .. إذا كان عقلك لايدرك هذه المخلوقـات فكيف يدرك خالقها سبحانه وتعالى .. إذاً إعلم أنك لن تستطيع أن تدرك ذات الله عزوجل وهذا محال جداً مهما دارت بك الوساوس والخيالات.. لكن الواجب عليك إن وصلت لهذه المرحلة من الوسوسة أن تقطع الاسترسـال وتغير مكانك وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وهكذا حتى يتلاشـى عنك هذا التفكير.. . |
|
. سأتطرق إلى وسواس الوضوء والصلاة وغيرها .. بإذن الله .. ومن كان يعاني من أي مشكلة في هذا الباب , فاليذكرها وبإذن الله وتوفيقه سنصل إلى حــل .. . . |
جزاك الله كل خير على مجهودكـ الراائع والمهم ’’’’’
جعله الله في ميزان حسناتكـ,,,,,, |
* سبحان الله كنت اظن أنه كلما زاد علم الإنسان في العقيدة زادت الوساوس عليه وهنا تبين لي عكس ذلك والحمدلله ’ موضوع له أهمية كبيرة وكثيرون بحاجة إليه الله ينفع فيه و يجزاكم خير ويبعد عنا وعنكم الوساوس ولايجعل للشيطان طريقا لقلوبنا .. شكرًا . |
بآرك الله فيك اخي الحبيب ابو ريان دائما نجد في سطورك الحكمة والفائدة
|
متابعة ~
جزاكم الله خيراً |
الدعـساوي = أهلاً أباعبدالله .. وشاكر لك حضورك ..
. |
< يثبت > < ما شاء الله تبارك الله وجبة دسمة تستحق أن تبقى في العلوا لينهل منها من يخشى وساوس الشيطان > < أبو ريان ... لله درك > |
| الساعة الآن +4: 12:15 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.